شجاعة الشباب

شجاعة الشباب
بسم الله الرحمن الرحيم

الشجاعة خلق كريم وخصلة طيبة لا يتقنها إلا كبار الهمة وذو القلوب الكبيرة الصابرة لأنها ثبات في القلب واستقرار فيه علي تحقيق الهدف دون ان يتطرق إليه الخوف أو احتساب العواقب , فهي تضحية بكل غالي ونفيس ولا يوجد أغلي من الروح , فالشجاع يملك من الجرأة ما يجعله مصمم علي بلوغ هدفه واقتناعه بانه علي حق ويحتم عليه الواجب التصدي لكل المصاعب حتى ولو كان في ذلك موته , وتراه مقدم ينتصر علي المخاطر دون أن يراها لأنه لا يرى دون هدفه عقبه . لذلك متى آمن العبد بقضاء الله وقدره علم أن الخلق لا يضرون ولا ينفعون،عندئذ يطمئن الفوائد ويقوى القلب علي كل قول وفعل ينفع الإقدام عليه .
من هذه المقدمة البسيطة نخلص إلى شجاعة شبابنا في إقدامهم علي القيام بثورة 17 فبراير وهم يعلمون جبروت نظام القذافي وأزلامه والبعض منهم جرب انواع التعذيب في سجونه وأنه مدجج بسلاح أكبر من حجمهم وجنود لا قبل لهم بها ولكنهم نزلوا إلى الشوارع بحجارتهم المباركة , هل تعرفوا لماذا ؟ .. لأنهم لم يحسبوا في انفسهم أي حساب لهذه القوة وهذا العتاد ووضعوا نصب أعينهم الهدف الوحيد وهو إزالت هذا النظام فكانت كل الأمور هينة بالنسبة لهم ولا تحول دون تحقيق الهدف فكانت الدماء مشعل يضئ لهم طريق الحرية ولا يخيفهم الموت وكانوا يتسابقون عليه بشجاعة منقطعة النظير , فلو جلسوا وخططوا وعددوا آليات العدو وجيشه لما قاموا بالثورة و ولكنهم أزاحوا كل هذه الأفكار من مخيلتهم ووضعوا فيها إزالت النظام من البلاد فقط وهذا سر نجاحهم بالتوفيق من الله .
قال سبحانه : ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )
ومن تشجيع الرسول في هذا المجال : " عن أبى هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كذا كان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان )

حيا الله شبابنا وزادهم قوة في إيمانهم وصلابة في سواعدهم ووحد الله صفهم وجمع كلمتهم وسدد رميهم ونصرهم علي الطاغية ونظامه . آمـــــــــــين .
والســـــــــــــــــــــــلام