"تاكسي المعرفة" للقضاء على الجهل

اسلام تايمز - من أهمّ وأخطر المشاكل التي يواجهها المجتمع العربي والإسلامي ـ بل أغلب الدّول غير الغربيّة ـ هو الجهل، حيث إنّ الجهل رأس كلّ خطيئة.



وقد عمل الغرب جاهداً على أن يكون العالم الثالث ـ على حدّ تعبيره ـ جاهلاً غير متعلّماً، بدءاً من العمل على تجويع تلك الشعوب ـ كما في بلاد ـ أفريقيا، وشرق آسيا ـ والذي يؤدّي إلى عدم قدرة الشعب على التّعلم ورفع الجهل، ثمّ من خلال نشر الحروب الدّاخليّة وغيرها إلى بلادنا أمثال ـ فلسطين، ولبنان، والعراق، و... ـ الذي يؤدّي إلى دمار المدارس والمنازل، والهروب من مكان إلى آخر، وغير ذلك من العوامل التي كانت سبباً في جهل شعوبنا .

والسبب في رغبة الغرب ـ ومن وراءه الصهيونيّة ـ بإنتشار الجهل في تلك البلدان هو واضح، فإنّ الشعب الجاهل وغير القادر على التّعلم، يسهل قيادته والتّلاعب به، وإيقاع الفتنة فيما بينه، وبهذا يمكن للصهيونيّة والغرب تمرير مشاريعهما. والسبب الآخر هو السيطرة على العالم، فإنّ الزّمان زمن ـ التكنولوجيا ـ والتّطور العلمي، وبهذا يبقى الإستكبار في الصّدارة دون منافسٍ له، ويبقى العالم الثالث بحاجة دوماً إلى الغرب سواء على المستوى ـ الإقتصادّي، أو الطبّ، أو غير ذلك من الأمور ـ.
إلّا أنّ الشّعوب اليوم بعد إنفتاحها على العالم كلّه، وبعد لحوق كلّ ذلك الظلم بها، أصبحت تدرك أنّ رفع الجهل، والذّهاب نحو خيار التّعلم هو الحلّ الوحيد للأزمة التي نعيشها، فبدأ الكثير من الأهل يشجّعون أولادهم على ضرورة التّعلّم، وأنّ الدّين ـ كلّ الأديان ـ دعت إلى وجوب التّعلمّ، وأنّ المتعلّم يفضّل عند الله. ولم يقتصر الأمر عند الشعب، بل هناك الكثير من الدّول عملت وتعمل جاهدةً على توفير الإمكانات اللازمة للتعلّم ـ من بناء المدارس والمعاهد ونشر الكتب و... ـ. وهذه خطوة لا بدّ من دعمها ومساندتها، إمّا ماليّا، وإمّا من خلال إعطائها الخطة اللازمة، أو التّعليم فيها، أو كتابة الكتب ونشرها وما إلى هنالك من الدّعم المادّي والمعنويّ.

والذي لفت نظري وأعجبني، ووجدته خطوة جيّدة نحو التّعلّم ورفع الجهل، هو ما سمعناه مؤخّراً في ـ مصر ـ، حيث قامت بعض الجهات المختصّة، بطباعة بعض الكتب، والمقالات وغيرها، وتوزيعها مجّاناً، ووضعها في سيّارات الأجرة ليستفيد منها المواطن المصري عند صعوده وجلوسه فيها ولو لمدّة قليلة ـ فالقليل خير من الحرمان ـ. وإنّما قامت تلك الجهة بهذا العمل، إنطلاقاً من حسّها الوطني وواجبها تجاه أبناء بلدها ـ الذي عانى الفقر، والجهل، والظلم على يدّ الطاغية حسني مبارك ونظامه ـ، آملة بذلك رفع الجهل تدريجيّاً عن كلّ طبقات المجتمع المصري وغيره .

فإنّ أمثال هذه الخطوات وغيرها لا يمكن أن يستهان بها، فلو فكّرت كلّ الجهات المختصّة ـ من علماء ووزراء ونوّاب و... ـ بهذه الطريقة، وبدأوا بمساعدة المدارس والمعاهد بتوفير الإمكانات اللازمة، لوجدنا مجتمعنا بعد فترة وجيزة يتّجه نحو التّطور والهدوء، بل حتى المشاكل والأمراض النفسيّة، والجرائم وغيرها ستنخفض بنسبة كبيرة ـ خصوصاً ـ إذا لازم التّعلم العصري، التّثقيف والأخلاق الدّينية .

وكيف لا يجب علينا البدء بهذه الخطوة المهمّة، وكلّ أدياننا تدعونا إلى التّعلّم ورفع الجهل؟ وكيف لا نعمل على رفع الجهل، وأكثر مشاكلنا الإقتصاديّة والأخلاقيّة وكلّ الفساد، بل كل الدّمار الذي لحق بنا هو بسبب جهل شعوبنا؟

نعم سبب آخر جعلنا نبتعد عن هذا الواجب، هو التعصّب الدّيني وتكفير كلّ منا الآخر، وبذل كلّ جهودنا ـ المادّيّة والفكريّة والمعنويّة ـ في محاربة بعضنا البعض، دون الإلتفات إلى أنّه في النهاية سيخرج الجميع خاسرين دون نتيجة إلّا نتيجة الذّل والضّعف أمام الإستكبار ـ الذي يعمل جاهداً ويبذل كلّ طاقاته في إذلالنا والسّيطرة علينا، وبهذا نكون قدّ قدّمنا له ما سعى إليه على طبقٍ من ذهب دون عناء وجهدٍ كبيرٍ .

تعالوا لنتوحّد ونبذل كلّ طاقتنا على رفع الجهل عن شعوبنا، بل تعالوا لنعمل على الشركة والمحبّة والتّعاون، ويستفيد كلّ منا من الآخر، ليكون إختلافنا سبباً في تطوّرنا العلمي والثّقافي

مشكـــــــــــــــــــــور وبارك الله فيك

مشكــــــــــــــــور اخــــــــــــي....

مشكـــــــــــــــــــــورين ع المــــــــــــــــــرور