لا تكوني رجلاً!

لا تكوني رجلاً!

المرأة!


ذلك المخلوق العجيب!


تُدهشني المرأة!


نعم، تدهشني بحضور عاطفتها دوماً!


فهي الأسرع إلى البسمة.


و هي الأسرع إلى الدمعة.


و في كثير من الأحيان تمتزج بسمتها بدمعتها!


و هي الأسرع إلى الحنان!


و إذا أردتّ أن تختبر حنان المرأة، فما عليك إلا أن تمرَضَ، أو تتمارض، فعندها ستراها تخفُّ إليك، تمسحُ بيدها الدافئة على جبينك، و يدها دوماً دافئة!


عجباً!


تكونُ مريضاً و حرارتُـك مرتفعة، و لكن إذا وضعت المرأة يدها على جبينك فستـشعر أنّها أكثرُ دفئاً من جبينك!


كيف يحدثُ ذلك و حرارتك مرتفعة؟!


إنّه سرٌّ عجيب!


لابدّ أن دِفئها هذا لا ينبعث من حرارة دمها - كما هو الحالُ معنا نحنُ الرجال، بل يندفع من دفء عاطفتها الحاضرة دوماً!


تَـرى المرأة نائمة، و لكنها تضع يدها على طفلها!


كيف تفعل ذلك و هي نائمة؟!


ألا تحرّك يدها دون تشعُر، كما نفعل نحن؟!


يبدو أنّ المرأة لا تنام كلّها، بل تبقى عاطفتها دوماً مستـقيظة!


و المرأة مستعدّةٌ دائماً أن تضع رأسك على كتفها متى شِـئت!


حتّى لو كانت غاضبةً منك!


ضع رأسك على كتفها، و ستجد يدها تمسح على رأسك بتـلقائـيّـة عجيبة!


لماذا لا أستطيعُ أنا فعلَ ذلك؟!


حقّـاً، مدهشةٌ هي المرأة!


لا عجب أن جعلها الله أحقّ النّاس بحسن صحبتنا!


و لا عجب أن جعل الجنّة تحت قدميها!


مدهشةٌ هي المرأة!


إنّها نبع الحنان و الحبّ!


و لا أدري لماذا تسعى المرأة في عصرنا إلى التخلّي عن أجمل ما فيها لتصير بقسوة الرجال!


أيّتها المرأة:


لماذا تريدين أن تكوني كالرجل، تعملين عمله و تتصرّفين مثله؟!


أنتِ أجمل من الرّجل!


أنتِ الجنس اللطيف!


أنت القارورة البلّوريّة التي نخاف كسرها!


أنتِ زهرة الحياةِ و أريجُها العَـطِـر.


أنتِ أجملُ ما في الكون متى ما تمسّكتِ بأنوثـتـكِ!


و لكنّك تصيرين أقبح ما في الكون إذا تصرّم الحبّ و الحنان من قـلبكِ لتصيري كالرّجل!



أيّتها المرأة:


كوني أمّـاً!


كوني جدّة!


كوني زوجةً!


كوني أختاً!


كوني ابنة!


و لكن


من فضلِـك ....



لا تكوني رجلاً!