الحرب، الدموع، الدم ثم الانتصار

أكثر من ثلاثة أشهر قضيتها في تغطية الثورة الليبية، الحرب، الدموع، الدم ثم الانتصار. كنت شاهداً على أحداث تقف أي صورة عاجزة عن وصفها.
إجتهدت محاولاً تسجيل ما رأيته و ما أحسست به داخل المدن المحاصرة و جبهات القتال. كانت تجربة هي الأروع في حياتي المهنية و الأكثر ثراءً، فقد كنت شاهداً على قصة أسطورية قلما يجود التاريخ بمثلها و إن برع آلاف الشعراء و الكتاب و الفنانين في إختلاق قصص البطولة على مر التاريخ، فقد كانت للشعب الليبي ملحمة بطولة و شجاعة و إيمان سوف تلهم كل المظلومين في الأرض على تكسير قيودهم حتى و إن اتخذوا من الموت صديقاً..قضيت في ليبيا شهوراً ما بين الشرق المحرر و الغرب المحتل من قبل كتائب الطاغية القذافي، رأيت كيف يخلق الله الحياة من قلب الموت، بل كيف يكون الموت شرياناً يمد المؤمنين بالحياة. و كم كان من الصعب أن تعبر صوري عما رأيت و عما أحسست به في كل لحظة قضيتها مع الثوار تحت أمطار الصواريخ أو في المدن بين الأهالي الصامدين. على أية حال هي محاولة متواضعة لتوثيق ما لا يمكن توثيقه بل يجب معايشته. الله أكبر......