مختار الغول :احذروا الوهابيين والسلفيين والإخوان والحزبيين

مختار الطاهر الغول : احذروا الوهابيين والسلفيين والإخوان والحزبيين

لقد أعطى الله سبحانه وتعالى حرية الاختيار لكل إنسان فله أن يؤمن وله أن يكفر وله أن يعبد الشيطان والطاغوت وله أن يعبد العلي القدير؟ والانسان يتحمل تبعات اختياره ومسئولا عن قوله وفعله. هذا بديهي وطبيعي وغير قابل للجدال والنقاش. فلك أن تكون على المستوى الشخصي وهابيا أو سلفيا أو ا سنيا أو شيعيا أو حزبيا أو شيطانيا.

والقضية مع الوهابية والسلفية والإخوان والسنية والشيعية هي أننا نشترك معهم تحت عنوان الإسلام الدين الذى كُلف محمد ص بتبليغه للعالمين كافة والدعوة إليه. وهؤلاء جميعا لا يمثلون الإسلام ولا هدي محمد ص فهم فرق منشؤها بشري وما تعدد الأسماء إلا دليل على أنها لا تمثل الإسلام. فهي فرق منغلقة متحجرة ومقولبة وسبيل فرقة وتشردم تعمل ضد الدين ومنظومته الفكرية ومنهجيته.

فإذا كانت المذاهب الفقهية ومدارسها من صنع البشر وحصل فيها اختلاف وخلاف وتعصب وتكفير من أتباع هذه المدارس الفقهية فماذا يكون الحال عندما يتعلق الأمر بالفقه والسياسة والاجتماع والاقتصاد وخطط التنمية وكافة أمور الدولة ومسيرة المجتمع المختلف الدارك والمجاز النفسي؟ حتى أولئك ما يسمى بالفقهاء والمفتون فى ليبيا الحالية لم يرتقوا لمستوى الإسلام الفكري وما هم إلا زمرة تقتات على قراءة ما كتب وما تم من اجتهاد وفق أحد المدارس الفقهية. وهذا فى ذاته قصور وتقصير ويعبر عن كسل وخمول وعدم القدرة على استيعاب المنهج الرباني وعدم ادراك لروح الدين وغايته ولم يستوعبوا ظروف الزمان والمكان وتغيرهما. وهذا الوعي هو سبب قول أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان. فالإسلام فيه حركة داخلية تتمحور حول النص القرآني وما صح من أحاديث محمد ص مبلغ هذا الدين ما يعطي للبشر كمية حركة أفقية ورأسية متنامية ومتسارعة وبزخم متعاظم ليغطي كافة مجالات حركة الإنسان. إن عدم القدرة على فهم النص ومضمونه وغاياته فى سياقه العام لا يمكن له أن يفعل النص ويعطيه الحياة والقدرة على الفعل.

والذى لا يفهم ولا يعي مضمون وغاية قول محمد ص [فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه]، [فربَّ سامع أوعى من مبلغٍ] [ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يُبَلِّغَ من هو أوعى له منه] لا يمكنه أن يتحدث عن الإسلام أو يدعي الدفاع عنه ويقود لواء الدعوة إليه فهو فاقد لأهم شروط الداعية ألا وهو الوعي بكلية هذا الدين وشموليته ولا يقتصر على نصوص محفوظة وقراءة قاصرة وقوالب جامدة والاستناد لقول بشر مهما عظم شأنه ومبلغ علمه. فهؤلاء لا يمكن لهم أن يقودوا مسيرة بشرية مهما كان عددها تحت لواء الإسلام ومنهجه. فهم بذلك يظلمون أنفسهم ويظلمون البشر من ورائهم وهم يسببون ضررا جسيما بهذا الدين وينزلونه منزلة الفكر البشري بما فيه من قصور وتقصير. لا هم يفهمون الإسلام على حقيقته ولا الليبيون يفهمون الإسلام على حقيقته ومن هنا يسقط كل ادعاء.

وهذه الفرق المسلمة (الوهابية والسلفية والإخوان) ولاءها لقياداتها وشيوخها ومنظريها وهو ما يجعلها ساقطة فى تمثيلها للدين. ولا حجة لمن يقول باتباع السلف. الحجة مع من يقول باتباع النص وما صح من حديث. السلف بشر ومتغير والنص ثابت لا يتغير ولا يتبدل ويحمل الجدة والصحة والحركة فى ذاته﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(البقرة-134)﴾ ونجد ما يعزز هذا القول من النص القرآني ذاته الذى يقول ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (النساء-59)﴾ فأين حجة السلف الصالح فى هذين النصين وغيرهما من نصوص شريطة أن لا يُضرب القرآن بعضه ببعض. وإذا أردت أن استشهد بأقوال الرسول وحوادث ما حصل فى حياته ليرينا الطريق والسبيل لما أعيانا البحث والتدليل وأوله قول معاذ بن جبل للنبي [أجتهد رأيي ولا آلو] وآخرها قوله "أنك لا تعرف حكم الله ولكن انزلهم على حكمك".

إن الإسلام يرفض التقليد والمحاكاة لأن فى هذا وأد لحركة الحياة وقتل لأهم ركيزة من ركائز هذا الدين. ولأجل هذا وذاك قال محمد ص [من اجتهد وأصاب فله أجران، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد] لتستمر حركة الحياة فى تناغم وتناسق مع السنن الكونية. وحجة السلف الصالح هي حجة لا يدعمها نص إنما هو قول بشر وما يقوله البشر فهو عرضة للقبول كما أنه عرضة للرفض ولا شرعية مطلقة له ولا سند له. الوهابية دخيلة على الفكر ومنظومتة الإسلامية وهي تعمل ضده وهي حركة منغلقة متحجرة ومقولبة. أما السلفية بأنواعها مجتمعة فهي ترتدي رداء الإسلام ولكنها مثل قميص عثمان وهي سبيل تفرقة وتشردم وتحجر. أما حركة الإخوان فهي حركة سياسية بعد أن كانت حركة توعية وخدمات اجتماعية وجهادية فهي لها نظامها وهيكليتها تتغير بتغير رؤسائها ومجموعاتها وتبعا لظروف الزمان والمكان والإسلام أعظم وأشمل من حركة الإخوان.

والخلاصة أن لا أحد يمثل الإسلام ولا يجوز لأحد أن يلبس عباءته وأن يتخذه كعنوان. لهم الحق أن يتخذوا أي عنوان غير الإسلام وأن يخوضوا الانتخابات كما يشاءون وفق برنامج واضح وبين ومعلوم. ولا أحد ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية ولا أن يشار إليها فى الدستور ويجب الاكتفاء بأنه لا يجوز سن قانون أو إصدار قرار يخالف الإسلام. فهذا النص يلزم العلماني والليبرالي والوهابي والسلفي والإخواني أن يتعدى هذا النص ويخالفه. مصطلح الشريعة الإسلامية حمال أوجه ومصدر خلاف واختلاف ومبعث فُرقة وخصام وقد تعدد الفهم للمضمون.

أما ما باقي الأحزاب فأقول لا تصوتوا للأحزاب فهي الخراب والدمار مهما بلغ الادعاء فهي جزء من كل وهي سبيل تناحر واقتتال وفرقة وتعصب يحكمها فكر ونظام. الصحيح هو تجمعات تكنوقراط لها من الكفاءات فى مختلف المجالات ولها رؤية مستقبلية واضحة وبينة ومنهج محدد للنهوض بالبلاد والعمل عل البناء والإعمار والتنمية وتفعيل المقدرات الطبيعية والقدرات البشرية. هذا يجعل من التنافس تنافس خطط وبرامج ومناهج وليس تنافسا وصراعا بين مشخصات وعقائد وأيديولوجيات. وبرنامج هؤلاء لا يكون ملخصا فى بضع صفحات كما نقرأ فى دعايات الأحزاب والتجمعات فهي مقالات انشائية ولا تمايز بينها وبعضها يدل على جهل أصحابها ولا يملكون قدرات وكفاءات. كل تجمع عليه أن يصدر كتيبا قبل الانتخابات يوضح لنا خطة عمله ومنهجه وبرنامجه وأسسه وقواعده بكل تفصيل فى كل مجال ويجب أن يتناول ما يلي من نقاط أساسية وجوهرية:

• تشخيص الواقع الليبي من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمشاكل التى تحيط به وعناوين النهوض به وحل مشاكله.
• ماهية وموضوعية الهيكل التنظيمي للدولة من النواحي السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية.
• نظرته للامركزية وهيكليتها وتقسيماتها ومواردها وحدود اختصاصاتها ومسئولياتها.
• دور الحكومة المركزية وعدد وزاراتها وطريقة تشكيلها وايضاح دورها واختصاصاتها ومسئولياتها.
• خطة ومنهج وبرامج لايجاد بدائل عن دخل النفط وفق بيانات علمية وواقعية دون عبارات انشائية.
• مبادئ خطة واضحة للنهوض بالتعليم من الابتدائية حتى الجامعة وكذلك منهجية وغاية التعليم.
• خطط ومناهج لتفعيل قدرات الشباب والشابات ومشاركتهم فى بناء الدولة.
• خطط وبرامج التنمية والإعمار من حيث الأسس والأهداف والأدوات.
• خطط وبرامج الخدمات الصحية وفلسفتها.
• مبادئ ومنطلقات السياسة الخارجية للبلاد.
• الموقف من المشاركة فى اتفاقية التجارة الحرة العالمية.
• الموقف من الهجرة العكسية واستقرار المناطق وخطط لاستقرار أهلها وعدم النزوح إلى المدن.
• الموقف من إعادة التوطين لبعض سكان المواقع الجغرافية فى الجنوب.
• خطط وبرامج الصناعات الصغرى المعتمدة بالدرجة الأولى على المواد الأولية المتوفرة محليا.
• خطط وبرامج وخرائط تنظيم الزراعة واستغلال المياه الاستغلال الأمثل.
• خطط وبرامج لبدائل مياه النهر الصناعي والحفاظ على المياه الجوفية.
• برامج وخطط لاستعمال الطاقة البديلة.
• خطط وبرامج استغلال الثروات البحرية.
• خطط وبرامج استغلال الموارد السياحية.
• خطط وبرامج التوعية السياسية والثقافية والاقتصادية والصحية.
• خطط وبرامج ومجالات تشجيع المستثمر الوطني فى عمليات البناء والإعمار والتنمية.
• خطط وبرامج التغلب على البطالة بما فيها البطالة المقنعة.
• الموقف من العمالة الأجنبية بكل أشكالها وأنواعها.
• برنامج العناية بالتاريخ الليبي عبر العصور وتأصيل تاريخ الرجال ومساهماتهم فى كافة المجالات ومؤلفاتهم وأعمالهم بغية ايجاد بعد وطني ويكون مبعث فخر واعتزاز عند الشباب وينمي روح الولاء والانتماء ويعزز الشخصية الليبية ويعزز التواصل مع الماضى وانجازات وأمجاد الأجداد وايجاد بعد تاريخي للشعب الليبي.
• مدى جدية الإلتزام بالشفافية المطلقة ووضوح الرؤية والمنهج.
• الموقف من دعوات الفيدرالية ومحاولات التقسيم والخطة والبرنامج لمواجهة هذه الدعوات والمحاولات.
• الموقف من أن دين الدولة هو الإسلام ولا يجوز مخالفته فى فعل أو قول أو قرار أو قانون والصياغة المطروحة فيها الطريق والسبيل والحركة والمضمون.
كل تجمع يلتزم ببيان ما تم أعلاه من نقاط يكون قد قدم برنامجا واقعيا ورؤى مستقبلية وعليه أنصح بانتخاب أعضائه. أما من تعمد الغموض واتبع سبيل العناوين والشعارات فليس جديرا بالترشح وأنصح بعدم انتخابه.


مختار الطاهر الغول

طرابلس – ليبيا

2012/3/31