إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
بين الغضب والحماقة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بين الغضب والحماقة
بين الغضب والحماقة
فى شتاء عام 2009 كنت فى اسطنبول فى وقت تصاعد فيه الاستهلاك العربى للدراما التركية، وفى مقر التليفزيون التركى سألت عدداً من الإعلاميين الاتراك عن «مهند ونور»، فلم يتعرف عليهما سوى من يجيدون العربية منهم، وقالوا انهم سمعوا عنهما لأول مرة من أصدقائهم العرب أو من خلال مطالعتهم للصحف العربية، كان ذلك فى وقت لو سار فيه مهند أو نور فى شوارع القاهرة لتزاحم عليه أو عليها الناس اكثر مما يتزاحمون فى الموالد.
وقبل سبتمبر 2010 كان القس الأمريكى تيرى جونز يخدم فى كنيسة صغيرة ببلدة نائية، وحتى عامين مضيا لم يزد اجمالى من يترددون على كنيسته على 50 شخصا على افضل تقدير، وما كان يمكن أن تجد لاسمه نتيجة واحدة على محرك البحث، لكن الرجل أطلق دعوة لحرق المصحف لم يسمع عنها جيرانه إلا بعد أن شاهدوا صداها فى شاشات الأخبار عبر مظاهرات العرب والمسلمين ضده فى أغلب الأقطار الاسلامية، وصار اسمه مصحوبا بآلاف النتائج على محركات البحث من بعدها.
وفى واقعة الفيلم المسىء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يثير الدهشة أنك تجد حتى لحظة كتابة هذه السطور، أغلب مظاهر الاحتجاج فى مصر وبعض التحركات التالية لذلك فى ليبيا واليمن، هل المسلمون العرب اكثر حباً وغيرة على الرسول من غيرهم من المسلمين فى العالم، ام أن للأمر بعدا سياسيا يمنح الغضب خصوصية مصرية مع مشاركة بعض أقباط المهجر فى صناعة الفيلم. والخصومة السياسية بين هؤلاء المتطرفين وكل أطياف المجتمع المصرى بما فيهم المسيحيون؟
لماذا لم تقتحم السفارات الأمريكية فى إسلام آباد ونيودلهى وأنقرة، السؤال الأهم: لماذا لم يغضب ملايين المسلمين الأمريكيين؟ وهذا السؤال تحديدا نقلته للصديق اصف على، وهو ناشط امريكى مسلم من اصل باكستانى، يعمل فى مجال الدفاع عن حقوق المسلمين فى أمريكا، فكانت المفاجأة فى رده، أنهم فى نيويورك عرفوا بأمر الفيلم من أخبار الاحتجاجات فى القاهرة، لكنه أضاف أن المسلمين الأمريكيين يدركون ماهية المنظومة القانونية هناك وحمايتها لحرية التعبير أيا كانت حتى إن كنائس وجمعيات مسيحية عجزت كذلك عن منع افلام تسىء للمسيح عليه السلام، الأزمة كما يقول ناصف أن الغضب فى الشوارع المصرية ونقله عبر الاخبار للمواطن الأمريكى يمثل دعاية مجانية تزيد من انتشار الفيلم الذى كان سيفقد اكثر من 98% من عدد مشاهديه لولا هذا الغضب غير العاقل.
لكن ناصف يشير الى وجه إيجابى فى المسألة، فالفيلم حتى بإساءاته سيدفع نصف مشاهديه على الاقل الى البحث عن مزيد من المعلومات حول الاسلام ورسوله وهذه دراسة علمية مجربة فى أزمات أبراج سبتمبر، ومسجد جراندو، وحرق المصحف، وهنا يكون دور المسلمين الحقيقيين فى استثمار ما تولده هذه الأزمات من شغف بالمعرفة لتوفير المعلومات الصحيحة والرد على التساؤلات المشروعة.
الفارق جد كبير بين الغضب والحماقة، لأن الغضب يمكن استثماره لتحويل آثار أى أزمة الى فوائد، أما الحماقة فلا أثر لها سوى أن يستمر المزيد من التافهين والمغمورين فى «أكل العيش على قفانا» والانتقال من كهوف العدم الى آفاق الشهرة والتأثير.
فى شتاء عام 2009 كنت فى اسطنبول فى وقت تصاعد فيه الاستهلاك العربى للدراما التركية، وفى مقر التليفزيون التركى سألت عدداً من الإعلاميين الاتراك عن «مهند ونور»، فلم يتعرف عليهما سوى من يجيدون العربية منهم، وقالوا انهم سمعوا عنهما لأول مرة من أصدقائهم العرب أو من خلال مطالعتهم للصحف العربية، كان ذلك فى وقت لو سار فيه مهند أو نور فى شوارع القاهرة لتزاحم عليه أو عليها الناس اكثر مما يتزاحمون فى الموالد.
وقبل سبتمبر 2010 كان القس الأمريكى تيرى جونز يخدم فى كنيسة صغيرة ببلدة نائية، وحتى عامين مضيا لم يزد اجمالى من يترددون على كنيسته على 50 شخصا على افضل تقدير، وما كان يمكن أن تجد لاسمه نتيجة واحدة على محرك البحث، لكن الرجل أطلق دعوة لحرق المصحف لم يسمع عنها جيرانه إلا بعد أن شاهدوا صداها فى شاشات الأخبار عبر مظاهرات العرب والمسلمين ضده فى أغلب الأقطار الاسلامية، وصار اسمه مصحوبا بآلاف النتائج على محركات البحث من بعدها.
وفى واقعة الفيلم المسىء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، يثير الدهشة أنك تجد حتى لحظة كتابة هذه السطور، أغلب مظاهر الاحتجاج فى مصر وبعض التحركات التالية لذلك فى ليبيا واليمن، هل المسلمون العرب اكثر حباً وغيرة على الرسول من غيرهم من المسلمين فى العالم، ام أن للأمر بعدا سياسيا يمنح الغضب خصوصية مصرية مع مشاركة بعض أقباط المهجر فى صناعة الفيلم. والخصومة السياسية بين هؤلاء المتطرفين وكل أطياف المجتمع المصرى بما فيهم المسيحيون؟
لماذا لم تقتحم السفارات الأمريكية فى إسلام آباد ونيودلهى وأنقرة، السؤال الأهم: لماذا لم يغضب ملايين المسلمين الأمريكيين؟ وهذا السؤال تحديدا نقلته للصديق اصف على، وهو ناشط امريكى مسلم من اصل باكستانى، يعمل فى مجال الدفاع عن حقوق المسلمين فى أمريكا، فكانت المفاجأة فى رده، أنهم فى نيويورك عرفوا بأمر الفيلم من أخبار الاحتجاجات فى القاهرة، لكنه أضاف أن المسلمين الأمريكيين يدركون ماهية المنظومة القانونية هناك وحمايتها لحرية التعبير أيا كانت حتى إن كنائس وجمعيات مسيحية عجزت كذلك عن منع افلام تسىء للمسيح عليه السلام، الأزمة كما يقول ناصف أن الغضب فى الشوارع المصرية ونقله عبر الاخبار للمواطن الأمريكى يمثل دعاية مجانية تزيد من انتشار الفيلم الذى كان سيفقد اكثر من 98% من عدد مشاهديه لولا هذا الغضب غير العاقل.
لكن ناصف يشير الى وجه إيجابى فى المسألة، فالفيلم حتى بإساءاته سيدفع نصف مشاهديه على الاقل الى البحث عن مزيد من المعلومات حول الاسلام ورسوله وهذه دراسة علمية مجربة فى أزمات أبراج سبتمبر، ومسجد جراندو، وحرق المصحف، وهنا يكون دور المسلمين الحقيقيين فى استثمار ما تولده هذه الأزمات من شغف بالمعرفة لتوفير المعلومات الصحيحة والرد على التساؤلات المشروعة.
الفارق جد كبير بين الغضب والحماقة، لأن الغضب يمكن استثماره لتحويل آثار أى أزمة الى فوائد، أما الحماقة فلا أثر لها سوى أن يستمر المزيد من التافهين والمغمورين فى «أكل العيش على قفانا» والانتقال من كهوف العدم الى آفاق الشهرة والتأثير.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
ابو الزبير- عميد
-
عدد المشاركات : 1404
العمر : 33
رقم العضوية : 139
قوة التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 18/04/2009
مواضيع مماثلة
» الغضب..
» الغضب
» أصناف الغضب شوف نفسك من اي صنف !
» اقوال مأثورة في الغضب
» كيف تواجة الغضب برد جميل
» الغضب
» أصناف الغضب شوف نفسك من اي صنف !
» اقوال مأثورة في الغضب
» كيف تواجة الغضب برد جميل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR