أعطني الناي وغني

أعطني الناي وغني

الخيرُ في الناسِ مصنوعُ اذا جُبروا
والشرُ في الناسِ لايفني وان قُبروا
وأكثرُ الناسِ آلاتُ تُحركُها
أصابعُ الدهرِ يوماَ ثُم تنكسرُ
فلاتقوُلنً هذا عالمُ علمُ
ولاتقُولنّ ذاكً السيدُ الوقرُ
فأفضلُ الناس قطعانٌ يسيرُ بها
صوتُ الرعاةِ ومن لم يمشِ يندثرُ
فالشتا يمشي لكن
لايُجاريهِ الربيع
فاذا ماهب يومًا سائراً سار الجميع
أعطني النايّ وغن
فالغِنا يرعي العقول
وأنين الناي أبقي
من مجيدِ وذليل
وما الحياةُ سوي نومِ تُراودهُ
أحلامُ من بمرادِ النّفسِي يأتمرُ
والسرُ في النفسِ حزن النفسِ يسترهُ
والسرُ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فان أُزيل توّلي حجبه الكدرُ
فات ترفعتً عن رغدِ وعن كدرِ
جاورت ظلّ الذي حارتً به الفكرُ
ليس في الغاباتِ حزْنٌ لا
ولا فيها الهمومُ
فاذا هبً نسيمُ
لم تجئْ معهُ السّموم
ليس حزنُ النفسِ الا
ظلٌ وهمِِ لايدوم
وغيومُ النفسِ تبدو من ثَناياها النّجوم
أعطني النايّ وغَن فالغِنا يَمحو المِحَن
وأنين النايّ يبقي بعدَ أن يفني الزمن
فالذي عاشَ الربيعَ
كالذي عاشَ الدهور
وبصدرِ الليلِ قلبٌ خافقِ في مضجعك
ليت شعريّ
أيّ نفعِ في اجتماعِ وزحام
وجدالٌ وضجيجٌ
واحتجاجٌ وخصام
والسرُ في النفسِ حزنُ النفسِ يسترهُ
فان تولي فابلأفراح يستترُ
وأنينُ النايِ أبقي
من حصيفٍ ورصين
ليس في الغاباتِ ذكرٌ الا ذكرُ العاشقين
وما السعادةُ في الدنيا سوي شبحِ
فان صارَ جسما ملهُ البشرُ
ان في التمر نواةٍ
حفظت سرُ النخلُ
أعطني النايّ وغن
فالفنا جسمٌ يسيل
أعطني النايّ وغن
فالغِنا سر الخلود