لجواد والبوادي والنجوع.مصطلحات أصبحت من الماضي

تهوج الخواطر ويشتد الحنين، كلما لاحت وطافت ذكريات الماضي. ماضي الآباء والأجداد الذي ما انفك يلاحقنا ويخلد بذاكرتنا برغم عصر الفضاءات والتكنولوجيا. تلك السنين الخوالي التي مضت وأصبحت من تذكار الماضي. تلك الأيام الجميلة المليئة بالمحبة والبساطة في العيش، من مأكل وملبس ونمط حياة.ذاك الماضي التليد حيث الأصالة والبداوة، حيث الامجاد التي سطرها الأجداد إبان الحقبة الإيطالية على امتداد ارض ليبيا الحبيبية. ذاك الماضي المليء باللجواد ونجوع البوادي، حيث الكرم والجود والشهامة* حينما كانت تضاء النار ليلا لاهتداء الضيف، ومسافر الطريق. وكان الإيثار موجود، فالأب يحرم ابناءه لقمة العيش ليقدمها لضيفه، وكانت الشهامة، وكان الحياء" الحشم " الذي يولد بالفطرة، والمروءة. حيث الفزعة لحماية الجار والمستجير * لقد تبدلت أساليب الحياة، فبرغم كل هذه الإمكانيات المتاحة والمتطورة من علوم وتكنولوجيا وما الى ذلك،الا إننا نحنّ لتلك السنين الخوالي والتي لا تزال تجتاح ذكرياتها الخواطر وتنغرس في النفوس. لقد مضت تلك الأيام وأصبحت من الذكريات. لقد طغت المدنية والتحضر على كل أوجه الحياة البدوية الجميلة و تبدلت كل المصطلحات حيث ماحللت لاتسمع الا مصطلحات تلفزيون، محمول، لاب تب، أنترنت ، فضائيات، بيزنس...الخ. ولم يعد لمصطلحات كانت بالقريب ذات قيمة ومعنى بحياتنا، مثل: نجع، وبيت، ونارالحطب، وضيف،وفزعة اي وجود،بل تكاد ان تختفي حتى لهجاتنا البدوية الجميلة حيث يتحاشى الكثيرين من هذه الأجيال استخدام لهجاتنا القديمة ويعتبرونها بالية وغير متماشية مع العصرنة " العولمة " ورغم أن العديد من الدراسات أثبتت أن اللهجة البدوية الليبية هي لهجة أقرب للعربية الفصحى الا انه يتم تجاهلها و كثيرا ما يتم استهجان الاشخاص الذين يتحدثونها هذه الايام بل يكونون مدعاة للسخرية من قبل بعض الشبان، لقد اندثرت كل تلك المعاني الجميلة وانطمست وتكاد تختفي ونتناساها كليا.لقد انسلخنا عن هويتنا وابتعدنا عن عاداتنا وتقاليدنا اذ نحاول ان نتقمص هوية دخيلة علينا..ليس عيبا أن نستفيد من التكنولوجيا وأن نواكب العصر،ولكن يجب علينا أن نحافظ على هويتنا وتراثنا وعادتنا وتقاليدنا حيث أنه من لا تاريخ له لا حاضر ولا حتى مستقبل له،لذا يجب علينا أن نكون ملمين بتاريخنا وعادات أهلنا، وكم هو جميل لو حاولنا استخدام مصطلحاتنا القديمة الجميلة بين الفينة والأخرى ، حيث إنها استبدلت وتكاد تختفي فمن منكم يستذكر البير والدلو والرشاء والزناد وخبزة الجمر والسماط والقائمة تطول ؟ طبعا القليل فقط * تلك هي صورة رسمت بمخيلتي، انطوت بالذاكرة وزاحمتها السنين، وجادت بها الايام،،، وللحديث بقية

مشكورالهيلع
روماريو مازال اينق على الغوالى

مشكور مشاركة مميزة

منوراستار على المرور الراقي استاذ عبد الحفيظ مشكور على المرور وروح الفكاهية بجد ضحكت على تعليق صورة روماريو

الاخ/ الهيلع .. كاتب هذه المساهمة المتميزه
في الوقت الذي اشكرك وأثمن عاليا ما حاولت ان تذكر به قراء ومتابعي هذا المنتدى ، وباعتباري من ابناء تلك البيئة النقية التي تناولتها مساهمتك ، ( ابن الباديه)، ولقد عشتها وخبرت دروبها ومعانبها ، ولا زلت اعيشها وجدانيا ، واحن اليها ، وافخر بانتمائي لها ، واليك أقول ما قاله احمد ارميله :
ناظر مناظر فيهن .. اوهام النواجع أنحوس وين انجيهن .. علي يخطرن ...
ناظر نواجع كانن .. ضفايف ضفايف قارنات ادانن .. اوناظر اذواد كيف النخيل ايبانن .. يوم وردهن يبقن سبيل أقنيهن ..حتى أوهن تحت التراب ادفانن ..دليل خاطري مسع نهار انسيهن ...... ناظر مناظر فيهن .............. .....
ناظر مناظر قاعدات اقبالي ...مسع تحرك وصفهن من بالي ...رحلان هل أديار الهن اسنين خوالي ...ماشيات غادي منقطع ذاريهن ...حزين من افراق اوجوه ناس غوالي ...عدن اوماردن ونا نبيهن ...عندي ادموع يذارن بلا يابالي ... علي من ايعدو لومتي نبكيهن .... ناظر مناظر فيهن /اوهام النواجع انحوس وين انجيهن/علي يخطرن ....

لقد اطلعت على جل مساهماتك السابقه وجميعها متميزه وتواكب ثقافة وتراث اهل هذا المنتدى

احسنت الطرح وابدعت العرض وسودت الصفحة بالمداد المفيد وبيضتها بالماضي التليد انا شخصياً تنتابي لحظات شوق لايام مرت وسنين خلت كانت البساطة والطيبة تاج علي رؤوس كل الناس وكان الحب وسادة الجميع ..
ايام خلت كنا نظنها كبهيم الليل لمعاناتنا فيهم ومع الايام تبين انها منهل لنفوسنا نرنو اليها كل حين ..