معتقل الابادة سلوق من معتقلات ايطاليا الاستعمارية لابادة الشعب البرقاوي

أقيمت في برقه الكثير من المعتقلات وصلت الي 20 معتقل إبادة لسكان برقة من النوافلية غربا إلي طبرق شرقا لاعتقال السكان بها في جريمة لم يشهد لها العالم. أكثر الأرقام تفاؤلا تقول بأن المعتقلين قد قضى على نصفهم على الأقل بسبب الجوع و المرض أو العقوبات و الإعدامات الجماعية ولا يكفي مقال ولا كتاب ليغطي كل جوانب ومراحل هذه الماساه .
ولان كل معتقل كان يمثل لوحده اباده جماعية للقبيلة الي وضعت فيه فرأينا بداية من هذا المقال ان نختار احد المعتقلات وان نسلط الضوء عليه ونجمع بيانات ومعلومات من المصادر العربيه والاجنبية المتوفره لدينا مع انها قليله وحتي الاجنبية لم تتم ترجمتها بعد.
فنبداء بالجنرال قريساني وهو الذي الذي اشرف علي تنفيذ هذه المعتقلات، حيث أشار الي معلومات بسيطه فقط علي المعتقلات و قال في كتاب برقه المهداه عن معتقل سلوق انه في اوائل اغسطس سنة 1930 وضعت 7417 خيمه لقبائل العواقير والعبيد والعرفه بين (سلوق وسواني الثريه والابيار) واحيطت بالاسلاك الشائكه المضاعفه والمزدوجه ولم يذكر اي احصائيات او ارقام عن عدد المعتقلين.
وفي تقرير صادر عن حكومة برقه الايطاليه سنة 1932 تحدث بشكل دقيق عن الاحصائيات والارقام حيث ذكر ان هذا المعتقل كان فيه من قبائل العواقير والعبيد والعرفة والفواخر والمغاربه وكانت احصاءاتهم كالتالي:
اولا : قبيلة العواقير:
عواقير (بيت ابراهيم) عدد 1843 خيمه بها 1010 رجل و1026 مرأه و439 طفله و 428 طفل.
عواقير (بيت مطاوع) عدد 1123 خيمه بها 1549 رجل و1195 مرأه و648 طفله و 538 طفل.
عواقير (بيت اسديدي) عدد 1263 خيمه بها 1487 رجل و1365 مرأه و727 طفله و 690 طفل.
المجموع العواقير :4229 خيمه بها 3996 رجل 3586 مرأه 1814 طفله 1656طفل وعدد الحيوانات كان 11052.
ثانيا :قبيلة العبيد:
العبيد (بيت جابر) عدد 352 خيمه بها 392 رجل و372 مرأه و199طفله و 165 طفل.
العبيد (بيت منصور) عدد 349 خيمه بها 324 رجل و196 مرأه و209 طفله و 251 طفل.
المجموع لقبيلة العبيد : 701خيمه بها 716 رجل و578 مرأه و408 طفله و 416 طفل. وعدد الحيوانات كان 2108.
ثالثا: قبيلة العرفه: (بيت الطرش) 353 خيمه بها 371 رجل و355 مرأه و355طفله و 250 طفل. وعدد الحيوانات كان 1331.
رابعا :قبيلة الفواخر 297 خيمه بها 379 رجل و376 مرأه و طفله315 و 160 طفل. وعدد الحيوانات كان 1230.
خامسا :قبيلة المغاربه: (بيت علي) 35 خيمه بها 35 رجل و20 مرأه و 29 طفله و 23 طفل. وعدد الحيوانات كان 1230.
اجمالي المعتقل عدد 5615 خيمه بها 5497 رجل 4915 ومرأه و2921 طفله و2505 طفل شخص( اي حوالي 15838 شخص ) وعدد الحيوانات كان 15830.
اما كتاب الايطاليون والاستعمار لقوستافو اوتولينقي الصادر سنة 1997 وهي دراسه عن المعتقلات التي اقامتها ايطاليها في افريقيا واستعمل فيها مراجع كثيره منها تقارير لقرسياني والارشيف الايطالي وشملت الدراسه انواع المعتقلات ونظام الحراسه والتغذيه وتواريخ البدايه والنهاية وخصص الجزء الاكبرمن كتابه لمعتقلات برقه. حيث يقول عن معتقل سلوق انه بدا في شهر اكتوبر سنة 1930 في سلوق 60 كم جنوب بنغازي ويضيف انه كان بالمعتقل قبائل العواقير (ابراهيم وامطاوع واسديدي) والعبيد (جابر ومنصور) والعرفة وقبيلة الفواخر والمغاربة و اولاد الشيخ والمسامير ولم يذكر اعداد المعتقلين من كل قبيله واكتفي بالاجمالي.ويقول انه في سنة 1931 كان عدد الخيام 5000 ومقسمه الي اربع مربعات ومجموع المعتقلين به 20123 وعند اغلاق المعتقل خرج منهم 14500علي قيد الحياه. اي عدد الضحايا من البرقاويين بلغ 5623 شخص وبذالك تكون نسبة الوفيات فيه حوالي 28 %.والحيوانات كانت بعدد 1200للجمال و42 ابقار و8000 من الماعز و 2300 من الغنم وقال عند نهاية المعتقل كان نصفها قد صودر او مات. وفي مايو سنة 1933 تم اغلاق هذا المعتقل باوامر حكوميه. اي مدة المعتقل كانت حوالي سنتين و8 اشهر واذا اضفنا لها مدة التجميع قبل الترحيل من شهر مايو الي اكتوبر تصبح المده الكامله 3 سنوات وشهر واحد.
وعند مقارنة كتاب قوستافو الذي تحدث عن سنة 1931 بتقرير حكومة برقه الذي كان في شهر يوليو 1932 نلاحظ النقص الذي حدث في عدد الخيام من 5000 سنة 1931 الي 4816 سنة 1932 نظرا لان الموت الذي كان يحصد الارواح يوميا من الجوع والعطش والامراض.وان الاحتلال لم يكتفي بقتل الحيوانات فقط ولكن صادروها بدون وجه حق.
ويذكر الكاتب جورجيو روشا احد اربعة مؤلفين لكتاب (عمر المختار واعادة الاحتلال الايطالي لليبيا) الصادر سنة 1981 ان عدد المعتقلين سنة 1933 كان 13000 بعد ان كانوا 20123 قبل 3سنوت ..اي ان عد الضحايا بلغ 7123 وبذلك تكون نسبة الموت في هذا المعتقل 36 %.
وعند التدقيق في الارقام والاحصائيات في المراجع المذكوره نجد ان سلطات الاحتلال لم تنشر بعد بالاحصاءات الدقيقه بدون سبب ولكن مازال هذا الموضوع يحتاج الي مزيد من البحث والتدقيق بعد الحصول علي الارشيف الايطالي لمعرفة مصير ابائنا واجدادنا. ولكن نستطيع ان نستخلص منها مايلي:
معتقل سلوق استمر لمدة ثلاث سنوات وشهر وضم قبائل العواقير والعبيد(ومعهم اولاد الشيخ والمسامير) والعرفه والفواخر والمغاربة
عدد الخيام بالمعتقل كان حوالي 5000 خيمه عند انشاءه وظل العدد يتناقص بشكل يومي نظرا لموت المعتقلين.
عدد المعتقلين في سنة 1931 كان اكثر من 20 الف و عدد الحيوانات عن اكثر من 15 الف ..وان نسبة من مات منهم عند نهاية المعتقل كانت تتراوح بين (28 % الي 36 % ) اما الحيوانات كان مصيرها اما الموت جوعا او المصادره من السلطات الاستعمارية.
وفي يوم 16 سبتمبر سنة 1931 شهد معتقل سلوق استشهاد البطل ورمز الجهاد القائد العام لادوار الجهاد في برقه عمر المختار
وتم تخليد ذكري هذه المعتقلات من الشعراء حتي صور جحيم المعتقلات الجماعية، ونقلت آلام وعذابات عشرات الآلاف من البرقاوين الذين اعتقلهم الطليان في المعتقلات ، وجمعت في أبياتها صورا كثيرة ومتعددة لمعاناة امتدت على مدار سنوات طويلة من القمع والقهر.
نذكر الشاعر جلغاف بوشعراية المبروك ام شيبة من قبيلة الفواخر , ولد بمدينة سلوق عام 1882 م وعاش بها وثم اعتقل , وأجبر على تكسير الصخور في المعتقل لمصلحة المحتل وتوفي عام 1957 م .وتمتاز اشعارة بانها قصصية حيث تحكي عن الضروف التي كان يمر بها هو و البرقاويين بشكل عام ومن أشهر قصائده ابا لغرب , اقياطين سلوق , محابيس في نقطة سلوق
*وهذه جزاء من قصيدة اقياطين سلوق
سهاري لباس العبروق مشن في الشوق فنن كيف اقياطين سلوق
ـــــــــــ ــــــــ ـــــــــــ
سهاري لباس المكعوم جديد الدقة بوثومات
فنن كيف العربان اليوم اللي مونتهم بقرا مات
شعير معفن في ديوم كنايس من كل بلادات
*وهذه جزاء من قصيدة نقطة سلوق
محابيس في نقطة سلوق أبقينا لا نعجة لا ناقة تحوش علينا
في نقطة سلوق قعدنا بالفأس نخدموا والدهر ما ساعدنا
يا طول ما قمقم وزام رعدنا ويا طول ما علو البساط رقينا
ويا طول ما بيها ع الخلا سندنا ويا طول ما ذاحت أكحيلة بينا
قبلي الجوازل نازلين وحدنا لا غرس لا كبران ينزر فينا
ـــــــــــــ ــــــــــــــ
في نقطة سلوق فقاره بالفأس نخدموا من غير وخذ أجاره
بالضان والفريق ولقحنا وأعشاره يا طول ما وطن الربيع كلينه
قبلي انتلات وم العروق ايساره لحدادة الجرير ومن مسوس أيمينه
واليوم بالقهاير بايتين سماره الواحد بطول الليل تذرف عينه
معاش مقت رايدبه الله وداره هو اللي نرجوه يلطف بينــه
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
كما يجب ان نذكر إن المارشال بيترو بادوليو حاكم العام لطرابلس وبرقه والجنرال رودولفو غراتسيانى حاكم برقه كان أسوأ وأعنف الحكام الإيطاليين وهم المسؤلين علي التخطيط والتفيذ لجريمة المعتقلات . والغريب في الأمر أن بادوليو و غراتسيانى لم يدفعا ثمن هذه الجرائم ولم يُحاكما وإنما غُمرو بأوسمة الشرف والتخليد والتمجيد. ونكتب هنا النص الايطالي للبرقيه الموجه من بادوليو الي قرتسياني والمشار فيها الي تنفيذ المعتقلات ولو ادت الي افناء سكان برقه.
« Bisogna anzitutto creare un distacco territoriale largo e ben preciso fra formazioni ribelli e popolazione sottomessa. Non mi nascondo la portata e la gravità di questo provvedimento che vorrà dire la rovina della popolazione cosiddetta sottomessa. Ma ormai la via ci è stata tracciata e noi dobbiamo perseguirla anche se dovesse perire tutta la popolazione della Cirenaica. » Pietro Badoglio , 20 giugno 1930
دعونا نعيد قراءة برقية بيترو بادوليو الي قرتسياني بتاريخ 6 يونيو 1930 (في حيثية قرار تم التوصل إليه مع موسوليني ورودولفو غراتسياني )
"، نحن بحاجة إلى إنشاء فاصل واسع ودقيق جدا بين الجماعات المتمردة (يقصد المجاهدين) والسكان . أنا لا اخفي أهمية أو خطورة هذا الإجراء وهذا يعني الهلاك للسكان . ولكن الآن الخطه قد رسمت بعنايه، و يجب اتباعها حتى النهاية، حتى لو ادت الي موت سكان برقه باكملهم."
============================================
* الصورة المرفقة من كتاب ايطاليا الجديده ماوراء البحار لانجلو بتشولي وهي صوره للمارشال بيترو بادوليو حاكم العام لطرابلس وبرقه والجنرال رودولفو غراتسيانى حاكم برقه وهما بملابس الطيران
* صوره من داخل معتقل سلوق من كتاب السلام الروماني في ليبيا لقرسياني ومكتوب عليها( طريق داخل معتقل سلوق)
المصادر
كتاب برقه الهادئه لقرسياني سنة 1932.
تقرير صادر من حكومة برقه عن المعتقلات بتاريخ 8 يونيو 1932
كتاب الايطاليون والاستعمار (معسكرات الاعتقال الإيطالية في أفريقيا) لقوستافو اوتولينقي سنة 1997
لكتاب (عمر المختار واعادة الاحتلال الايطالي لليبيا) لجورجيو روشا سنة 1981