إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
تفسير سورة البقرة - الآية: 85
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة البقرة - الآية: 85
تفسير سورة البقرة - الآية: 85--محمد متولى الشعراوى
(ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون "85")
يخاطب الحق جل جلاله اليهود ليفضحهم لأنهم طبقوا من التوراة ما كان على هواهم .. ولم يطبقوا ما لم يعجبهم ويقول لهم: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". إنه يذكرهم بأنهم وافقوا على الميثاق وأقروه. ولقد نزلت هذه الآية عندما زنت امرأة يهودية وأرادوا ألا يقيموا عليها الحد بالرجم .. فقالوا نذهب إلي محمد ظانين أنه سيعفيهم من الحد الموجود في كتابهم .. أو أنه لا يعلم ما في كتابهم .. فلما ذهبوا إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم هذا الحكم موجود عندكم في التوراة .. قالوا عندنا في التوراة أن نلطخ وجه الزاني والزانية بالقذارة ونطوف به على الناس .. قال لهم رسول الله لا .. عندكم آية الرجم موجودة في التوراة فانصرفوا .. فكأنهم حين يحسبون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخفف حدا من حدود الله .. يذهبون إليه ليستفتوه.
والحق سبحانه وتعالى يقول: "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" .. أي بعد أن أخذ عليكم الميثاق ألا تفعلوا .. تقتلون أنفسكم .. يقتل بعضكم بعضا، أو أن من قتل سيقتل. فكأنه هو الذي قتل نفسه .. والحق سبحانه قال: "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" .. لماذا جاء بكلمة هؤلاء هذه؟ لإنها إشارة للتنبيه لكي نلتف إلي الحكم.
وقوله تعالى: "وتخرجون فريقا منكم من ديارهم" وحذرهم بقوله: "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم" .. وجاء هذا في الميثاق. ما هو الحكم الذي يريد الحق تبارك وتعالى أن يلفتنا إليه؟ نقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلي المدينة انتقل من دار شرك إلي دار إيمان .. ومعنى دار إيمان أن هناك مؤمنين سبقوا .. فهناك من آمن من أهل المدينة .. لقد هاجر المسلمون قبل ذلك إلي الحبشة ولكنها كانت هجرة إلي دار أمن وليست دار إيمان .. ولكن حين حدثت بيعة العقبة وجاء جماعة من المدينة وعاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به .. أرسل معهم الرسول مصعب بن عمير ليعلمهم دينهم .. وجاءت هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام على خميرة إيمانية موجودة .. لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلي المدينة أفسد على اليهود خطة حياتهم .. فاليهود كانوا ممثلين في بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة .. وكان هناك في المدينة الأوس والخزرج .. وبينهما حروب دائمة قبل أن يأتي الإسلام .. فاليهود قسموا أنفسهم إلي قوم مع الأوس وقوم مع الخزرج حتى يضمنوا استمرار العداوة .. فكلما هدأ القتال أهاجوا أحد المعسكرين على الآخر ليعود القتال من جديد .. وهم كذلك حتى الآن وهذه طبيعتهم.
إن الذي صنع الشيوعية يهودي، والذي صنع الرأسمالية يهودي .. والذي يحرك العداوة بين المعسكرين يهودي .. وكان بنو النضير وبنو قينقاع مع الخزرج وبنو قريظة مع الأوس .. فإذا اشتبك الأوس والخزرج كان مع كل منهم حلفاؤه من اليهود. عندما تنتهي المعركة ماذا كان يحدث؟ إن المأسورين من بني النضير وبني قينقاع يقوم بنو قريظة بالمساعدة في فك أسرهم .. مع أنهم هم المتسببون في هذا الأسر .. فإذا انتصرت الأوس وأخذوا أسرى من الخرج ومن حلفائهم اليهود .. يأتي اليهود ويعملون على إطلاق سراح الأسرى اليهود .. لأن عندهم نصا أنه إذا وجد أسير من بني إسرائيل فلابد من فك أسره.
سبحانه وتعالى:
{ما كان لنبيٍ أن يكون له أسرى حتى بثخن في الأرض}
(من الآية 16 سورة الأنفال)
ولكن القرآن أتى بها أسارى .. واللغة أحيانا تأتي على غير ما تقضيه قياسها لتلفتك إلي معنى من المعاني .. فكسلان تجمع كسالى. والكسالى هو هابط الحرة .. الأسير أيضا أنت قيدت حركته .. فكأن جمع أسير على أسارى إشارة إلي تقييد الحركة .. القرآن الكريم جاء بأسارى وأسرى .. ولكنه حين استخدم أسارى أراد أن يلفتنا إلي تقييد الحركة مثل كسالى .. ومعنى وجود أسرى أن حربا وقعت .. لحرب تقتضي الالتقاء والالتحام .. ويكون كل واحد منهم يريد أن يقتل عدوه.
كلمة الأسر هذه أخذت من أجل تهدئة سعار اللقاء .. فكأن الله أراد أن يحمي القوم من شراسة نفوسهم وقت الحرب فقال لهم إستأسروهم .. لا تقتلوهم إلا إذا كنتم مضطرين للقتل .. ولكن خذوهم أسرى وفي هذا مصلحة لكم لأنكم ستأخذون منهم الفدية .. وهذا تشريع من ضمن تشريعات الرحمة .. لأنه لو لم يكن الأسر مباحا .. لكان لابد إذا إلتقى مقاتلان أن يقتل أحدهما الآخر .. لذلك يقال خذه أسيرا إلا إذا كان وجوده خطراً على حياتك. وقول الحق تبارك وتعالى: "وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم" .. كانت كل طائفة من اليهود مع حليفتها من الأوس أو الخزرج .. وكانت تخرج المغلوب من دياره وتأخذ الديار .. وبعد أن تنتهي الحرب يفادوهم .. أي يأخذون منهم الفدية ليعيدوا إليهم ديارهم وأولادهم.
لماذا يقسم ال يهود أنفيهم هذه القسمة .. أنها ليست تقسيمة إيمانية ولكنها تقسيمة مصلحة دنيوية .. لماذا؟ لأنه ليس من المعقول وأنتم أهل كتاب .. ثم تقسمون أنفسكم قسما مع الأوس وقسما مع الخزرج .. ويكون بينكم إثم وعدوان. وقوله تعالى: "تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان" .. تظاهرون عليهم. أي تعاونون عليهم وأنتم أهل دين واحد: "بالإثم" .. والإثم هو الشيء الخبيث الذي يستحي منه الناس: "والعدوان" .. أي التعدي بشراسة .. وقوله تعالى: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" .. أي تأخذون القضية على أساس المصلحة الدنيوية .. وتقسمون أنفسكم مع الأوس والخزرج .. تفعلون ذلك وأنتم مؤمنون بإله ورسول وكتاب .. مستحيل أن يكون دينكم أو نبيكم قد أمركم بهذا.
ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا" أي إنكم فعلتم ذلك وخالفتم لتصلوا إلي مجد دنيوي ولكنكم لم تصلوا إليه .. سيصيبكم الله بخزي في الدنيا .. أي أن الجزاء لن يتأخر إلي الآخرة بل سيأتيكم خزي وهو الهوان والذل في الدنيا .. وماذا في الآخرة؟ يقول الله تعالى: "ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب" الخزي في الدنيا أصابهم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وأخرج بنو قينقاع من ديارهم في المدينة .. كذلك ذبح بنو قريظة بعد أن خانوا العهد وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين .. وهكذا لا يؤخر الله سبحانه وتعالى جزاء بعض الذنوب إلي الآخرة .. وجزاء الظلم في الدنيا لا يؤجل إلي الآخرة، لأن المظلوم لابد أن يرى مصرع ظالميه حتى يعتدل نظام الكون .. ويعرف الناس أن الله موجود وأنه سبحانه لكل ظالم بالمرصاد .. اليهود أتاهم خزي الدنيا سريعا: "يوم القيامة يردون إلي أشد العذاب".
قد يتساءل الناس ألا يكفيهم الخزي في الدنيا عن عذاب الآخرة؟ نقول لا .. لأن الخزي لم ينلهم في الدنيا حدا .. ولم يكن نتيجة إقامة حدود الله عليهم .. فالخزي حين ينال الإنسان كحد من حدود الله عليهم .. فالخزي حين ينال الإنسان كحد من حدود الله يعفيه من عذاب الآخرة .. فالذي سرق وقطعت يده والذي زنا ورجم .. هؤلاء نالهم عذاب من حدود الله فلا يحاسبون في الآخرة .. أما الظالمون فالأمر يختلف .. لذلك فإننا نجد إناسا من الذين ارتكبوا إثما في الدنيا يلحون على إقامة الحد عليهم لينجو من عذاب الآخرة .. مع أنه لم يرهم أحد أو يعلم بهم أحد أو يشهد عليهم أحد .. حتى لا يأتي واحد ليقول: لماذا لا يعفي الظالمون الذي أصابهم خزي في الدنيا من عذاب الآخرة؟ نقول إنهم في خزي الدنيا لم يحاسبوا عن جرائمهم .. أصابهم ضر وعذاب .. ولكن أشد العذاب ينتظرهم في الآخرة الذي هو بقدرة الله سبحانه وتعالى، كما أن هذه الدنيا تنتهي فيها حياة الإنسان بالموت، أما الآخرة فلا موت فيها بل خلود في العذاب.
ثم يقول الحق جل جلاله: "وما الله بغافل عما تعملون" .. أي لا تحاسب أن الله سبحانه وتعالى يغفل عن شيء في كونه فهو لا تأخذه سنة نوم .. وهو بكل شيء محيط.
(ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون "85")
يخاطب الحق جل جلاله اليهود ليفضحهم لأنهم طبقوا من التوراة ما كان على هواهم .. ولم يطبقوا ما لم يعجبهم ويقول لهم: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". إنه يذكرهم بأنهم وافقوا على الميثاق وأقروه. ولقد نزلت هذه الآية عندما زنت امرأة يهودية وأرادوا ألا يقيموا عليها الحد بالرجم .. فقالوا نذهب إلي محمد ظانين أنه سيعفيهم من الحد الموجود في كتابهم .. أو أنه لا يعلم ما في كتابهم .. فلما ذهبوا إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم هذا الحكم موجود عندكم في التوراة .. قالوا عندنا في التوراة أن نلطخ وجه الزاني والزانية بالقذارة ونطوف به على الناس .. قال لهم رسول الله لا .. عندكم آية الرجم موجودة في التوراة فانصرفوا .. فكأنهم حين يحسبون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيخفف حدا من حدود الله .. يذهبون إليه ليستفتوه.
والحق سبحانه وتعالى يقول: "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" .. أي بعد أن أخذ عليكم الميثاق ألا تفعلوا .. تقتلون أنفسكم .. يقتل بعضكم بعضا، أو أن من قتل سيقتل. فكأنه هو الذي قتل نفسه .. والحق سبحانه قال: "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" .. لماذا جاء بكلمة هؤلاء هذه؟ لإنها إشارة للتنبيه لكي نلتف إلي الحكم.
وقوله تعالى: "وتخرجون فريقا منكم من ديارهم" وحذرهم بقوله: "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم" .. وجاء هذا في الميثاق. ما هو الحكم الذي يريد الحق تبارك وتعالى أن يلفتنا إليه؟ نقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما هاجر إلي المدينة انتقل من دار شرك إلي دار إيمان .. ومعنى دار إيمان أن هناك مؤمنين سبقوا .. فهناك من آمن من أهل المدينة .. لقد هاجر المسلمون قبل ذلك إلي الحبشة ولكنها كانت هجرة إلي دار أمن وليست دار إيمان .. ولكن حين حدثت بيعة العقبة وجاء جماعة من المدينة وعاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به .. أرسل معهم الرسول مصعب بن عمير ليعلمهم دينهم .. وجاءت هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام على خميرة إيمانية موجودة .. لما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلي المدينة أفسد على اليهود خطة حياتهم .. فاليهود كانوا ممثلين في بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة .. وكان هناك في المدينة الأوس والخزرج .. وبينهما حروب دائمة قبل أن يأتي الإسلام .. فاليهود قسموا أنفسهم إلي قوم مع الأوس وقوم مع الخزرج حتى يضمنوا استمرار العداوة .. فكلما هدأ القتال أهاجوا أحد المعسكرين على الآخر ليعود القتال من جديد .. وهم كذلك حتى الآن وهذه طبيعتهم.
إن الذي صنع الشيوعية يهودي، والذي صنع الرأسمالية يهودي .. والذي يحرك العداوة بين المعسكرين يهودي .. وكان بنو النضير وبنو قينقاع مع الخزرج وبنو قريظة مع الأوس .. فإذا اشتبك الأوس والخزرج كان مع كل منهم حلفاؤه من اليهود. عندما تنتهي المعركة ماذا كان يحدث؟ إن المأسورين من بني النضير وبني قينقاع يقوم بنو قريظة بالمساعدة في فك أسرهم .. مع أنهم هم المتسببون في هذا الأسر .. فإذا انتصرت الأوس وأخذوا أسرى من الخرج ومن حلفائهم اليهود .. يأتي اليهود ويعملون على إطلاق سراح الأسرى اليهود .. لأن عندهم نصا أنه إذا وجد أسير من بني إسرائيل فلابد من فك أسره.
سبحانه وتعالى:
{ما كان لنبيٍ أن يكون له أسرى حتى بثخن في الأرض}
(من الآية 16 سورة الأنفال)
ولكن القرآن أتى بها أسارى .. واللغة أحيانا تأتي على غير ما تقضيه قياسها لتلفتك إلي معنى من المعاني .. فكسلان تجمع كسالى. والكسالى هو هابط الحرة .. الأسير أيضا أنت قيدت حركته .. فكأن جمع أسير على أسارى إشارة إلي تقييد الحركة .. القرآن الكريم جاء بأسارى وأسرى .. ولكنه حين استخدم أسارى أراد أن يلفتنا إلي تقييد الحركة مثل كسالى .. ومعنى وجود أسرى أن حربا وقعت .. لحرب تقتضي الالتقاء والالتحام .. ويكون كل واحد منهم يريد أن يقتل عدوه.
كلمة الأسر هذه أخذت من أجل تهدئة سعار اللقاء .. فكأن الله أراد أن يحمي القوم من شراسة نفوسهم وقت الحرب فقال لهم إستأسروهم .. لا تقتلوهم إلا إذا كنتم مضطرين للقتل .. ولكن خذوهم أسرى وفي هذا مصلحة لكم لأنكم ستأخذون منهم الفدية .. وهذا تشريع من ضمن تشريعات الرحمة .. لأنه لو لم يكن الأسر مباحا .. لكان لابد إذا إلتقى مقاتلان أن يقتل أحدهما الآخر .. لذلك يقال خذه أسيرا إلا إذا كان وجوده خطراً على حياتك. وقول الحق تبارك وتعالى: "وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم" .. كانت كل طائفة من اليهود مع حليفتها من الأوس أو الخزرج .. وكانت تخرج المغلوب من دياره وتأخذ الديار .. وبعد أن تنتهي الحرب يفادوهم .. أي يأخذون منهم الفدية ليعيدوا إليهم ديارهم وأولادهم.
لماذا يقسم ال يهود أنفيهم هذه القسمة .. أنها ليست تقسيمة إيمانية ولكنها تقسيمة مصلحة دنيوية .. لماذا؟ لأنه ليس من المعقول وأنتم أهل كتاب .. ثم تقسمون أنفسكم قسما مع الأوس وقسما مع الخزرج .. ويكون بينكم إثم وعدوان. وقوله تعالى: "تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان" .. تظاهرون عليهم. أي تعاونون عليهم وأنتم أهل دين واحد: "بالإثم" .. والإثم هو الشيء الخبيث الذي يستحي منه الناس: "والعدوان" .. أي التعدي بشراسة .. وقوله تعالى: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض" .. أي تأخذون القضية على أساس المصلحة الدنيوية .. وتقسمون أنفسكم مع الأوس والخزرج .. تفعلون ذلك وأنتم مؤمنون بإله ورسول وكتاب .. مستحيل أن يكون دينكم أو نبيكم قد أمركم بهذا.
ثم يقول الحق سبحانه وتعالى: "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا" أي إنكم فعلتم ذلك وخالفتم لتصلوا إلي مجد دنيوي ولكنكم لم تصلوا إليه .. سيصيبكم الله بخزي في الدنيا .. أي أن الجزاء لن يتأخر إلي الآخرة بل سيأتيكم خزي وهو الهوان والذل في الدنيا .. وماذا في الآخرة؟ يقول الله تعالى: "ويوم القيامة يردون إلي أشد العذاب" الخزي في الدنيا أصابهم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وأخرج بنو قينقاع من ديارهم في المدينة .. كذلك ذبح بنو قريظة بعد أن خانوا العهد وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين .. وهكذا لا يؤخر الله سبحانه وتعالى جزاء بعض الذنوب إلي الآخرة .. وجزاء الظلم في الدنيا لا يؤجل إلي الآخرة، لأن المظلوم لابد أن يرى مصرع ظالميه حتى يعتدل نظام الكون .. ويعرف الناس أن الله موجود وأنه سبحانه لكل ظالم بالمرصاد .. اليهود أتاهم خزي الدنيا سريعا: "يوم القيامة يردون إلي أشد العذاب".
قد يتساءل الناس ألا يكفيهم الخزي في الدنيا عن عذاب الآخرة؟ نقول لا .. لأن الخزي لم ينلهم في الدنيا حدا .. ولم يكن نتيجة إقامة حدود الله عليهم .. فالخزي حين ينال الإنسان كحد من حدود الله عليهم .. فالخزي حين ينال الإنسان كحد من حدود الله يعفيه من عذاب الآخرة .. فالذي سرق وقطعت يده والذي زنا ورجم .. هؤلاء نالهم عذاب من حدود الله فلا يحاسبون في الآخرة .. أما الظالمون فالأمر يختلف .. لذلك فإننا نجد إناسا من الذين ارتكبوا إثما في الدنيا يلحون على إقامة الحد عليهم لينجو من عذاب الآخرة .. مع أنه لم يرهم أحد أو يعلم بهم أحد أو يشهد عليهم أحد .. حتى لا يأتي واحد ليقول: لماذا لا يعفي الظالمون الذي أصابهم خزي في الدنيا من عذاب الآخرة؟ نقول إنهم في خزي الدنيا لم يحاسبوا عن جرائمهم .. أصابهم ضر وعذاب .. ولكن أشد العذاب ينتظرهم في الآخرة الذي هو بقدرة الله سبحانه وتعالى، كما أن هذه الدنيا تنتهي فيها حياة الإنسان بالموت، أما الآخرة فلا موت فيها بل خلود في العذاب.
ثم يقول الحق جل جلاله: "وما الله بغافل عما تعملون" .. أي لا تحاسب أن الله سبحانه وتعالى يغفل عن شيء في كونه فهو لا تأخذه سنة نوم .. وهو بكل شيء محيط.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
بارك الله فيك على ما قدمت وجعلة الله فى ميزان حسناتك بأذن الله
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
لك الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
سلام عليكم
شريطة مجالستنا أن لاتذكر أحدآ بسوء
لكم مني اجمل تحية اخوكم طيب ليبيا
شريطة مجالستنا أن لاتذكر أحدآ بسوء
لكم مني اجمل تحية اخوكم طيب ليبيا
طيب ليبيا- عميد
-
عدد المشاركات : 1005
العمر : 49
قوة التقييم : 8
تاريخ التسجيل : 20/01/2010
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
لك الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
احسنت الاختيار بارك الله فيك على هذا المجهود الطيب وجعله الله فى ميزان حسناتك
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
بوفرقه- مراقب
-
عدد المشاركات : 34697
العمر : 58
رقم العضوية : 179
قوة التقييم : 76
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
لحظة الوداع من أصعب اللحظات على البشر .. ولكن ما باليد حيله
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
وداعا ... لك ايها المنتدى الغالي..وداعا ... لكم يا أعضاء منتديات عيت ارفاد التميمي
وداعا ... لكل من اسعدته ..وداعا ... لكل من احزنته..وداعا ... لكل من أحبني
وداعا ... لكل من كرهني ..وداعا ... لكل من كنت ضيفا خفيفا عليه ..
وداعا ... لكل من كنت ضيفا ثقيلا عليه ..وداعا ... وكلي ألم لفراقكم
لأنكم أفضل من إستقبلني ..وداعا ... وكلي حزن لأنكم خير من شرفني
وداعا ... واجعلوا ايامي التي لم تعجبكم في طي النسيان ..فقط تذكروني بينكم!!
وداعا ... واستودعكــــــــــم الله الذي لا تضيع ودائـــــــــــــعه
اتمني لكم اوقات سعيد
واتمني التقدم لهذا المنتدى الرائع
زهرة اللوتس- إداري
-
عدد المشاركات : 124527
العمر : 42
رقم العضوية : 2346
قوة التقييم : 158
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
رد: تفسير سورة البقرة - الآية: 85
كل الشكرعلى المتابعه
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة البقرة - الآية: 6
» تفسير سورة البقرة - الآية: 22
» تفسير سورة البقرة - الآية: 38
» تفسير سورة البقرة - الآية: 54
» تفسير سورة البقرة - الآية: 70
» تفسير سورة البقرة - الآية: 22
» تفسير سورة البقرة - الآية: 38
» تفسير سورة البقرة - الآية: 54
» تفسير سورة البقرة - الآية: 70
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR