إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
حين يسأل أيتام أبو تيمور: إلى أين؟
صفحة 1 من اصل 1
حين يسأل أيتام أبو تيمور: إلى أين؟
يجدر بالفريق الحريري أن يقلق في ظل التطورات الراهنة، وفي ظل تموضعه الجديد. لكن الأهم أن قلقه واجب، في ظل غياب وليد جنبلاط.
فمنذ اللحظة التأسيسية لهذا الفريق السياسي، كان جنبلاط القائد والقاطرة والقرار. حتى قبل 14 شباط 2005، كان هو من بدأ يبلور الخط السياسي الجديد الذي «التحق» به لاحقاً رفيق الحريري. منذ انتخابات عام ألفين، وكلام أبو تيمور في المجلس النيابي عن ضرورة «إعادة التموضع» السوري، وصولاً إلى مصالحة الجبل، وحتى التمديد للحود. لم يكن الحريري في الصدارة، بل جنبلاط. حتى إن رئيس الحكومة الراحل غاب عن «لائحة الشرف» التي رفضت تعديل الدستور في 2 أيلول 2004، فيما حضر على رأسها جنبلاط، وحضر الحريري إلى دمشق، فيما غاب عنها جنبلاط.
بعدها، في مساء 14 شباط 2005، لحظة الزلزال، لم يكن هناك إلا وليد جنبلاط. في القاعة الكبيرة في قريطم، كان الكل في صمت أبكم. بعض الندابين كانوا هم أنفسهم ضيوف غداء خيمة شيخ عشائر آل العيد، تكريماً لرستم غزالة. البعض الآخر كان يدخل قريطم للمرة الأولى في حياته. ومن ينسى طرفة ذلك النائب المشهور بظرفه: كان الحريري قد تأبّط ذراعه قبل الظهر في المجلس، طالباً لقاءه في اليوم التالي للبحث في انتخابات دائرته، فانفرجت أسارير النائب الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، قبل أن يأتيه خبر الاغتيال. فأمضى وقت الاستراحة في الاجتماع التاريخي يسأل الحاضرين متندّراً: هل تعتقدون أن أولاده سيحفظون وصيّة والدهم؟
حتى مع وصول سعد الدين إلى دارة والده، لم تنقشع الرؤية أمام الحاضرين. لا بل زاد الجوّ ثقلاً ووجوماً. لم يلبث أن خفّفهما انسحاب المطران بولس مطر، ممثّلاً البطريرك الماروني، فشغر بمغادرته كرسي للابن الواصل فوراً من السعودية، إلى جانب أخيه البكر بهاء الدين... ظلّ الصمت والخوف هناك، حتى تكلم جنبلاط. وجّه اتهامه إلى سوريا، وحدّد وجهة المعركة: انسحابها من لبنان، فنطق بعده الآخرون، كلّ الآخرين.
بعدها، ظل جنبلاط قائد الفريق وصانع ألعابه. فإذا قال بحلف رباعي، هلّل الجميع لرباعيّته. وإذا ذهب أبو تيمور إلى طهران في 25 نيسان 2005، سابقه سعد الدين قبل يومين، ليعلن من شبكة «سي أن أن» أن «حزب الله ليس ميليشيا مسلحة. إنه قوة المقاومة المسلحة للبنان».
وإذا أعلن جنبلاط، بعد انتخابات جبل لبنان الشهيرة ذلك العام، شكره لحزب الله في 14 حزيران على نتائج «التصويت السياسي لحماية المقاومة»، سارع سعد الدين في اليوم نفسه، من أحد الفنادق الطرابلسية، إلى إعلان انتقاده العماد ميشال عون على خلفية «توريط لبنان في القرار 1559».
ثم كانت حكومة السنيورة الأولى، فأعطى جنبلاط إشارته، لينتظم الجميع، استناداً إلى بيان وزاري حريري بامتياز، وفي غياب كامل لميشال عون ومن يعيّنه... بيان يعيد تأكيد «الحفاظ على مقاومتنا الباسلة»، و«أن المقاومة اللبنانية تعبير صادق وطبيعي عن الحق الوطني للشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والتهديدات والأطماع الإسرائيلية، والعمل على استكمال تحرير الأرض اللبنانية».
حتى النائب بطرس حرب تحدث في جلسات الثقة عن إجماع «على حقنا الطبيعي في مقاومة أي احتلال لأرضنا وفي تحرير هذه الأرض، ولا مساومة على ذلك مهما بلغت الضغوط والتضحيات»، مكتفياً بالإشارة إلى أنه «بقي أن نحدّد الأرض المحتلة، وأن نسعى جميعاً إلى تحريرها، وأن تمثّل المقاومة المسلحة جزءاً أساسياً من المقاومة الوطنية الشاملة». وحتى النائبة صولانج الجميّل تحدثت عن «مقاومة تسهم في حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، كما تسهم في العمل على استرجاع مزارع شبعا اللبنانية والأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية».
وفي الوقت نفسه، كان الرئيس أمين الجميّل يشبّه السيد حسن نصر الله بوالده، ووزير «القوات اللبنانية» يعلن في أول حديث تلفزيوني له، أنه عند أول اعتداء إسرائيلي، «نترك السياحة ونصير كلنا مقاومة».
كان ذلك في لحظات التأسيس، وكان جنبلاط هو الأساس، واستمر كذلك في كل المراحل. في الحملة على لحود، وفي جنون 14 شباط 2006، وفي الحوار، وقبل حرب تموز وبعدها، وعند البحث عمّن انتصر في الحرب، وإلى من سيهدي نصر الله انتصاره... وصولاً إلى 7 أيار والدوحة والرئاسة والانتخابات وكل ما بعدها... للمرة الأولى، يغيب جنبلاط كلياً، بعد غياب جزئي العام الماضي. وللمرة الأولى يعاكس جنبلاط اتجاه 14 شباط، في لحظة تنهار فيها كل السقوف الحامية وكل الرافعات السياسية للحريريين. من ساحة النور، إلى ميدان التحرير، ومن الرياض التي لم تعد الوطن الأول، إلى باريس التي فطمت أبناءها الجدد بلا حنان، وإن ظلوا يحنّون... فإلى أين من هنا؟ سؤال اشتهر به جنبلاط، فكيف بالذين تيتّموا من بعد أبو تيمور.
فمنذ اللحظة التأسيسية لهذا الفريق السياسي، كان جنبلاط القائد والقاطرة والقرار. حتى قبل 14 شباط 2005، كان هو من بدأ يبلور الخط السياسي الجديد الذي «التحق» به لاحقاً رفيق الحريري. منذ انتخابات عام ألفين، وكلام أبو تيمور في المجلس النيابي عن ضرورة «إعادة التموضع» السوري، وصولاً إلى مصالحة الجبل، وحتى التمديد للحود. لم يكن الحريري في الصدارة، بل جنبلاط. حتى إن رئيس الحكومة الراحل غاب عن «لائحة الشرف» التي رفضت تعديل الدستور في 2 أيلول 2004، فيما حضر على رأسها جنبلاط، وحضر الحريري إلى دمشق، فيما غاب عنها جنبلاط.
بعدها، في مساء 14 شباط 2005، لحظة الزلزال، لم يكن هناك إلا وليد جنبلاط. في القاعة الكبيرة في قريطم، كان الكل في صمت أبكم. بعض الندابين كانوا هم أنفسهم ضيوف غداء خيمة شيخ عشائر آل العيد، تكريماً لرستم غزالة. البعض الآخر كان يدخل قريطم للمرة الأولى في حياته. ومن ينسى طرفة ذلك النائب المشهور بظرفه: كان الحريري قد تأبّط ذراعه قبل الظهر في المجلس، طالباً لقاءه في اليوم التالي للبحث في انتخابات دائرته، فانفرجت أسارير النائب الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، قبل أن يأتيه خبر الاغتيال. فأمضى وقت الاستراحة في الاجتماع التاريخي يسأل الحاضرين متندّراً: هل تعتقدون أن أولاده سيحفظون وصيّة والدهم؟
حتى مع وصول سعد الدين إلى دارة والده، لم تنقشع الرؤية أمام الحاضرين. لا بل زاد الجوّ ثقلاً ووجوماً. لم يلبث أن خفّفهما انسحاب المطران بولس مطر، ممثّلاً البطريرك الماروني، فشغر بمغادرته كرسي للابن الواصل فوراً من السعودية، إلى جانب أخيه البكر بهاء الدين... ظلّ الصمت والخوف هناك، حتى تكلم جنبلاط. وجّه اتهامه إلى سوريا، وحدّد وجهة المعركة: انسحابها من لبنان، فنطق بعده الآخرون، كلّ الآخرين.
بعدها، ظل جنبلاط قائد الفريق وصانع ألعابه. فإذا قال بحلف رباعي، هلّل الجميع لرباعيّته. وإذا ذهب أبو تيمور إلى طهران في 25 نيسان 2005، سابقه سعد الدين قبل يومين، ليعلن من شبكة «سي أن أن» أن «حزب الله ليس ميليشيا مسلحة. إنه قوة المقاومة المسلحة للبنان».
وإذا أعلن جنبلاط، بعد انتخابات جبل لبنان الشهيرة ذلك العام، شكره لحزب الله في 14 حزيران على نتائج «التصويت السياسي لحماية المقاومة»، سارع سعد الدين في اليوم نفسه، من أحد الفنادق الطرابلسية، إلى إعلان انتقاده العماد ميشال عون على خلفية «توريط لبنان في القرار 1559».
ثم كانت حكومة السنيورة الأولى، فأعطى جنبلاط إشارته، لينتظم الجميع، استناداً إلى بيان وزاري حريري بامتياز، وفي غياب كامل لميشال عون ومن يعيّنه... بيان يعيد تأكيد «الحفاظ على مقاومتنا الباسلة»، و«أن المقاومة اللبنانية تعبير صادق وطبيعي عن الحق الوطني للشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والتهديدات والأطماع الإسرائيلية، والعمل على استكمال تحرير الأرض اللبنانية».
حتى النائب بطرس حرب تحدث في جلسات الثقة عن إجماع «على حقنا الطبيعي في مقاومة أي احتلال لأرضنا وفي تحرير هذه الأرض، ولا مساومة على ذلك مهما بلغت الضغوط والتضحيات»، مكتفياً بالإشارة إلى أنه «بقي أن نحدّد الأرض المحتلة، وأن نسعى جميعاً إلى تحريرها، وأن تمثّل المقاومة المسلحة جزءاً أساسياً من المقاومة الوطنية الشاملة». وحتى النائبة صولانج الجميّل تحدثت عن «مقاومة تسهم في حماية لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، كما تسهم في العمل على استرجاع مزارع شبعا اللبنانية والأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية».
وفي الوقت نفسه، كان الرئيس أمين الجميّل يشبّه السيد حسن نصر الله بوالده، ووزير «القوات اللبنانية» يعلن في أول حديث تلفزيوني له، أنه عند أول اعتداء إسرائيلي، «نترك السياحة ونصير كلنا مقاومة».
كان ذلك في لحظات التأسيس، وكان جنبلاط هو الأساس، واستمر كذلك في كل المراحل. في الحملة على لحود، وفي جنون 14 شباط 2006، وفي الحوار، وقبل حرب تموز وبعدها، وعند البحث عمّن انتصر في الحرب، وإلى من سيهدي نصر الله انتصاره... وصولاً إلى 7 أيار والدوحة والرئاسة والانتخابات وكل ما بعدها... للمرة الأولى، يغيب جنبلاط كلياً، بعد غياب جزئي العام الماضي. وللمرة الأولى يعاكس جنبلاط اتجاه 14 شباط، في لحظة تنهار فيها كل السقوف الحامية وكل الرافعات السياسية للحريريين. من ساحة النور، إلى ميدان التحرير، ومن الرياض التي لم تعد الوطن الأول، إلى باريس التي فطمت أبناءها الجدد بلا حنان، وإن ظلوا يحنّون... فإلى أين من هنا؟ سؤال اشتهر به جنبلاط، فكيف بالذين تيتّموا من بعد أبو تيمور.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» أسئلة ترفع الضغط ... اللي يبي يسأل يسأل !!
» أحمد تيمور
» بالفيديو.. مصر: زوجة مدير دار أيتام تفضحه بفيديو تعذيب وحشي للأطفال.. والسلطات تتدخل
» غبي يسأل في بوه
» عندما يسأل آدم..
» أحمد تيمور
» بالفيديو.. مصر: زوجة مدير دار أيتام تفضحه بفيديو تعذيب وحشي للأطفال.. والسلطات تتدخل
» غبي يسأل في بوه
» عندما يسأل آدم..
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» الإكوادور وجهة مثالية لقضاء العطلات وسط المناظر الطبيعية
اليوم في 8:06 am من طرف STAR
» سر ارتفاع دواسة الفرامل عن دواسة البنزين في السيارة
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» ما ميزات شبكات "Wi-Fi 8" المنتظرة؟
اليوم في 8:05 am من طرف STAR
» رد فعل صلاح بعد اختياره أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
اليوم في 8:04 am من طرف STAR
» هل تعاني من الأرق؟ طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الكبة المشوية على الطريقة الأصلية
اليوم في 8:03 am من طرف STAR
» الصلاة علي رسول الله+الاستغفار+ذكر الشهادة+كفارة المجلس
اليوم في 8:00 am من طرف STAR
» ارخص غسالات ملابس
2024-11-18, 10:29 am من طرف محمدوعبدو
» "لسنا عيادة طبية".. رئيسة بالميراس البرازيلي تعلق بشأن التعاقد مع نيمار
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» لا تستخدم مياه "الحنفية" لتبريد محرك سيارتك.. إليك السبب
2024-11-18, 7:49 am من طرف STAR
» هل يطرد النوم "السموم من الدماغ"؟.. دراسة تكشف السر
2024-11-18, 7:48 am من طرف STAR
» لمستخدمي "ميتا" في أوروبا.. إليكم هذه الميزة الجديدة!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» احرصوا على تهوية المنزل حتى في الطقس البارد!
2024-11-18, 7:47 am من طرف STAR
» العناية بالبشرة في فصل الخريف.. نصائح مهمة لذلك
2024-11-18, 7:46 am من طرف STAR