انهزم القذافي لكن من انتصر؟

هيمن الشأن الليبي على عناوين الصحف الدولية الثلاثاء، كما كان متوقعاً، وأفردت عدة صحف مساحات كبيرة من التحليلات والتكهنات بشأن مصير ليبيا، بعدما اتفقت على أن نظام القذافي "قد سقط بالفعل."

إندبندنت

ففي صحيفة "إنديبندنت" البريطانية، كتب باتريك كوكبرن تحت عنوان "لا أحد يشك في هزيمة القذافي، لكن السؤال هو: من الذي انتصر؟".. يقول إن "الحرب الأهلية في ليبيا استمرت أطول من المتوقع، ولكن سقوط طرابلس جاء أسرع مما كان متوقعاً، كما هو الحال في كابول عام 2001، وبغداد عام 2003، لم يكن هناك مواقف أخيرة من قبل النظام المهزوم، الذي يبدو أن أنصاره تلاشوا بمجرد أن رأوا أن الهزيمة حتمية."

وأضاف يقول: "وفي حين أنه من الواضح خسارة العقيد معمر القذافي للسلطة، فإنه ليس من المؤكد من الذي كسب.. فقد وحد العدو المشترك رجال المليشيات المناهضة للنظام، ولكن لا قواسم مشتركة غير ذلك.. والمجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، والذي اعترفت به الكثير من الدول الأجنبية باعتباره الحكومة الشرعية في ليبيا، مشكوك في شرعيته."

وتابع كوكبرن قائلاً: "هناك مشكلة أخرى في إنهاء الحرب.. هي أنها لم تكن أبداً نزالاً مباشراً بين مجموعتين من الليبيين، نظراً للدور الحاسم الذي لعبته الغارات الجوية لحلف الناتو، فالمتمردين أنفسهم يعترفون بأنه من دون شن الحرب الجوية بالنيابة عنهم، فإنهم سيموتون أو يهربون."

نيويورك تايمز

من جهتها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، في افتتاحيتها، "لأكثر من 40 عاماً، سيطر العقيد معمر القذافي وأرعب ليبيا، إذ تلتصق صورته على ما بدا في كل جدار، وزبانيته في كل زاوية.. ومساء الاثنين، مع سيطرة المقاتلين على جزء كبير من طرابلس، لم يعثر له على أثر، ونظامه بدأ في الانهيار."

وأضافت الصحيفة: "قد تكون أكثر اللحظات المظلمة قادمة، فنحن في حالة تعجب من الليبيين الشجعان الذين ضغطوا بقوة.. المتمردون تغلبوا على الصعاب بشكل لا يصدق، فالمعركة والانقسامات الداخلية، أظهرت التزامهم الاستثنائي."

غير أن الصحيفة ناشدت الثوار "بضرورة ضبط النفس في هذه الساعات الاخيرة، واحترام جميع الليبيين في الأيام والأشهر المقبلة"، وقالت إن الثوار "وعدوا ببناء ليبيا الديمقراطية، ويجب عليهم الحفاظ على هذا الوعد."

لو فيغارو

أما صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية فاختارت الحديث عما أسمته "كتيبة طرابلس"، قائلة إنها مجموعة من الثوار تدربوا منذ أبريل/ نيسان الماضي، من أجل عملية تحرير العاصمة الليبية طرابلس، وحفظ الأمن فيها بعد سقوط القذافي.

وأضافت أن أفراد هذه الكتيبة، وخلافاً لمعظم المقاتلين، يعتبرون من أفراد القوات الخاصة، وعددهم يتراوح بين 500 إلى 1000 مقاتل، تدربوا في الجبال منذ أبريل/ نيسان الماضي في بنغازي عاصمة الثوار."

وتابعت الصحيفة تقول في مطلع يونيو/ حزيران، ذهب هؤلاء المقاتلين عديمي الخبرة، إلى الجبال في الغرب لمواصلة وتكثيف تدريبهم.. وهذه الكتيبة الآن هي على اتصال مع المجلس الوطني الانتقالي، ويجب أن تلعب دوراً رئيسياً في طرابلس."

واشنطن بوست

وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة الأمريكية إن "الابتهاج الأولي في طرابلس وبنغازي يمثل بداية فصل جديد في ليبيا، غير أن العديد من الأخطار ماثلة أمامنا، ولكن قبل التركيز على تلك الأخطار، فإن الأمر يستحق التأمل في ما تم إنجازه."

وذكّرت الصحيفة بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة قبل عامين، عندما قال: "نعرف أنه كان هناك جدل حول تعزيز الديمقراطية في السنوات الأخيرة، ويرتبط الكثير من هذا الجدل بحرب العراق.. لذا اسمحوا لي أن أكون واضحاً.. لا ينبغي أن تفرض أي دولة على دولة أخرى نظام حكم معين."

وأضافت الصحيفة معلقة على ذلك بالقول: "كان هذا صحيحاً، لكن غاب عنه النقطة الأساسية، فالسؤال الصحيح للولايات المتحدة وحلفائها، ليس ما إذا كان عليهم مساعدة الشعب المظلوم والمكافح من أجل الحرية، لكن السؤال هو: متى؟.. والجواب يتوقف على فرص النجاح، وتكاليف التدخل والفوائد المحتملة."