تعليق: الصمت التام والمزعج حول مصير عبد الله السنوسي وعدم ال

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-01, 3:49 pm

تعليق: الصمت التام والمزعج حول مصير عبد الله السنوسي وعدم الاهتمام بالعثور عليه
2012-02-01 الساعة : 14:15
تعليق –مارك كريستين من لندن - خلال الفترة الماضية تابع العالم باهتمام واضح مصير سيف الإسلام القذافي الذي كان والده يعده كخليفة له، ولا يزال يتابعه في سجنه في مدينة الزنتان غربي ليبيا منذ اعتقاله في نوفمبر الماضي.
اليد الباطشة في خضم ما حدث في ليبيا عقب سقوط النظام، تناست المنظمات الحقوقية وأجهزة الإعلام تماما الحديث عن مصير ومكان المطلوب عبد الله السنوسي الليبي الثالث بواسطة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء قمع الثورة الليبية.
يبدو تجاهل مصير عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبي السابق وعديل القذافي امرأ غريبا خاصة بالنظر لدوره المركزي ومعرفته الدقيقة بتفاصيل كامل عصر القذافي الذي كان السنوسي يمثل أذنه التي تسمع ويده التي تبطش، ولا شك انه يدرك أفضل من غيره كيف ولماذا لقي النظام ذلك المصير البائس.
علاوة على ذلك، فإن عبد الله السنوسي من موقعه كرئيس للمخابرات الداخلية والخارجية للقذافي مرتبط بطريقة ما إن لم مسئولا مباشرة عن العديد من الجرائم الفظيعة التي ارتكبها نظام القذافي، مثل تفجير طائرة شركة طيران يوتا فوق النيجر عام 1989 ومذبحة سجن بوسليم المروعة عام 1996 والقمع العنيف للانتفاضة الليبية في أيامها الأولي، وهذه مجرد أمثلة على بعض الجرائم التي ارتبط بها عبد الله السنوسي.

الماسة الصلبة
بسبب من معرفة السنوسي الوثيقة بخفايا هذه الجرائم أطلق عليه المحامي الدولي المعروف جيفري روبرتسون اسم "جوهرة تاج العدالة الليبية". السنوسي ليس مرتبطا بالجرائم أعلاه فحسب بل يمسك بين يديه مفاتيح فهم تفجير طائرة بانام فوق قرية لوكربي في اسكوتلاندا، وتمويل نظام القذافي للجيش الجمهوري الايرلندي والعلاقة الاقتصادية والسياسة والاستخبارية الدافئة التي ربطته بالدول الغربية وكذلك مقابر وأماكن جثث ضحاياه الكثر.
كانت هنالك بالطبع أوقات من الفوضى والارتباك الشامل في ليبيا أثناء الثورة. فيما يتعلق بالسنوسي، أشارت تقارير مبكرة في نوفمبر الماضي بأنه قد اعتقل من منزل شقيقته جنوب ليبيا، بعد ذلك ساد صمت تام ومزعج حول مصير السنوسي لو يتضح أبدا ما إذا كان قد اعتقل حقا وتمكن من الفرار لاحقا أم انه لم يعتقل أصلا. ولا شك أننا نذك جميعا كيف ظهر سيف الإسلام القذافي يتجول بسيارته في طرابلس منتشيا بعد ساعات من تقارير عن اعتقاله.
لا يعرف أحد اليوم مكان السنوسي والاسوأ من ذلك أن لا أحد يهتم بمعرفة مكانه. فمنذ ظهور الأخبار الكاذبة عن اعتقاله لم ترد أخبار أخرى عن مكانه أو المصير الذي ينتظره. أحجمت كل من وسائل الإعلام والمجموعات المعنية بحقوق الإنسان عدم إبداء أي اهتمام معقول بمكان تواجده. الاهتمام بأمر السنوسي من قبل هذه الجهات محدود جدا مقارنة بالتغطية المكثفة لأخبار سيف الإسلام القذافي. صحيح أن الاهتمام العالمي تركز كل مرة على واحد فقط من ثلاثي المطلوبين في طرابلس. فلشهور كان الاهتمام يتركز على معمر القذافي ليتحول الاهتمام عقب مقتله في نهاية شهر أكتوبر إلى ابنه سيف الإسلام الذي ظل يحظى باهتمام وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان.
يعرف اكثر مما يجب لا يبدو أن السنوسي مازال بليبيا. تقول شائعات بأنه ربما يعيش الآن في المغرب أو النيجر. غياب السنوسي مقرونا بقلة الاهتمام بموضوعه يوحي بعدم الاهتمام بالعثور عليه بالفعل وتقديمه للمحاكمة. يجدر هنا الذكر بأن السنوسي يملك بحرا من المعلومات لا يتعلق فقط بالعلاقة بين الغرب القذافي ولكن أيضا بشخصيات تتقلد حاليا مناصب حكومية هامة أو تتهيأ لتقلدها. وضع السنوسي في قفص الاتهام ربما سيتسبب في مفاجآت لأولئك الذين تعاونوا بشكل لصيق مع نظام القذافي والذين يفضلون عدم نشر غسيلهم الوسخ. ولا يستبعد أن يكون بعضهم قد قرر انه من الأفضل إلا يعثر احد على عبد الله السنوسي. بعيدا عن الاحتمال أن البعض يزعم بأن من الصعب العثور على السنوسي رغم كل المجهود ات.
السماح لشخص متهم بارتكاب أفظع جرائم العنف المتجاوز لكل الحدود بالتجول حرا في العالم لا يمكن أن يعتبر إلا إنكارا للعدالة. ويمثل تجاهل مصير عبد الله السنوسي مفارقة مريرة لكل الذين يتطلعون لوضع حد للإفلات من العقاب، وتحقيق العدالة وبدء صفحة جديدة من المصالحة في ليبيا. إذا كان السنوسي يمثل جوهرة التاج الليبي أو الصيد الأثمن في مسيرة تحقيق العدالة في ليبيا فمن واجب أجهزة الإعلام والمنظمات الحقوقية على وجه التحديد أن يسلطوا المزيد من الضوء عليه.
المصدر: هنا امستردام