مقالات مختارة - عاشور مفتاح الإمام : تحـب تفهم اتــدوخ

عاشور مفتاح الإمام
تحـب تفهم اتــدوخ

دأبـت بعض قنواتنا الفضائية المسموعه والمرئية منها ، وكذلك بعض الصحف على إجراء مقابلات مع بعض الشخصيات المختارة من قبلها ، أو نشر بعض التصريحات او المقالات التى يتعرض فيها هؤلاء الاشخاص " المختارين " بالسب والتجريح على الهواء مباشرة عبر المرئيات او من خلال اعمدة الصحف فى عدد من المسؤولين لمجرد ان هؤلاء المسئولين لم يكن بامكانهم مقابلتهم او اللقاء بهم أو لكونهم قد اصدروا قرارات او تعليمات داخل نطاق مؤسساتهم لا تتفق "على رأى هؤلاء " والمصلحة العامة كما يراها المتحدثون أو المعلقون.
واذا كنا نؤيد الشفافية ونؤيد الحوار الديموقراطى من خلال هذه الشاشات التى تدخل كل بيت من بيوتنا وتعتبر وسيلة من وسائل النشر والتشهير وكذلك من خلال توزيع هذه الاراء والافكار عبر وسائلنا الاعلامية الاخرى ... فْإن شرف مهنة الإعلام التى تعتبر السلطة الرابعة فى سلم سلطات الدول الديموقراطية يقضى بان نضع القيود التى تحد من تهور هذه السلطة واندفاعها دون ضوابط الى ما يسىء الى المصلحة العامة .
ان التبريرات التى تقدم من قبل بعض وسائل الاعلام بانها غير مسؤولة عما يقال او يذاع عبر شاشاتها المنتشرة او عبر اعمدة صحفها من قبل من يستضافوا فى صالونات هذه القنوات او من قبل عدد من الكتاب او الصحفيين او المراسلين ، " تبريرات غير مقبولة " ، وقانونا لا يعتد بها ، ولا يمكن عن طريقها الهروب من تحمل المسؤولية .، لأننا حتى وان ضمنا انه من حق هذه الوسائل النقد وتقديم النصح والمشورة ، الا انه ليس من حقها اهانة المواطن او المسؤول والقدح فيه بما لا يتفق وشرف مهنة الصحافة او الاعلام ... والا فأين ميثاق شرف المهنة ...؟

والذى جعلنى أتطرق لهذا الموضوع هو : -

أولا : ما لمسته من خلال عدد كبير من المواطنين من تذمر واستهجان لتلك الحملات الاعلامية التى تم تبادلها بصورة عشوائية لم تخدم المصلحة العامة فيما يتعلق باقالة اواستقالة حكومة السيد الكيب وما اعقب ذلك من تخبـط فى التصريحـات وفى الهجومات ، التى ضخمها الاعلام الموجه ، وساهم مراسلى الوسائل الاعلامية الغير امناء ومنهم مراسل " قناة ليبيا الاحرار" فى طرابلس فى نقل صور مغلوطة ومربكة ، بهدف الاثارة والتشهير ، مما ادى الى الوقيعة بين بعض اعضاء المجلس الانتقالى وكذلك بينهم وبين بعض اعضاء حكومة السيد الكيب، واستغل بعض المذيعين الفرصة التى اتيحت لهم لكى يطلوا على الجماهير من خلال المذياع او التلفاز او من خلال اعمدة الصحف لكى " يفشوا غلهم " وحقدهــم الشخصى فى الاساءة والتجريح لبعض الافراد او المسئولين بصورة مقززة ومخلة بشرف المهنة .

ثانيا : ذلك اللقاء الذى اجرته قناة العاصمة يوم 28 /04 /2012 مع اثنان من الاخوة اللذان تحدثا باسم ثوار مصراته وواللذان بقصد او بدون قصد قاما بتلميع عدد من الشخصيات العاملة فى المجال الدبلوماسى التى ربما ارتبطا بهما بعلاقة شخصية او برباط خاص وهما الاخوة " الدباشى و حافظ قدور وشلقم " وذلك ربما من خلال الدفع بأحدهم لتولى منصب وزيرالخارجية ، ومع تقديرنا لهذا الشكر والمديح الخاص لهذه الشخصيات المعروفة التى نعزها ايضا ، الا أننا لا نرى ان يتم ذلك على حساب النيل من سمعة زملاء لهم او مسؤولين فى حكومة الكيب ومنهم بالتحديد وزيرى " الصحة و الخارجية " وهذا الأخير بالذات تعرض – للأسف - لسب وقدح وتشهير جارح وغير مبرر من خلال قناة العاصمة ، ولا اعتقد ان صاحب او ممول هذه القناة الذى تربطنى به صلة معرفة وصداقة او أو اى من مسئوليها من حقهم التهرب من تحمل مسؤلية هذا القدح والتجريح الشخصى لمواطن ليبى أو اى أحد من رموز السلطة او الحكومة ، والأغرب من ذلك أن احد الاثنين من اخوتنا ثوار مصراته ، اللذان اكن لهما كل الاحترام والتقدير ممن كانا ضيفين على القناة هدد " بنرفزة " وبطريقة ايحائية باللجوء لاستخدام القوة لتصحيح مسار الحكومة التى لا يعجبه وزير خارجيتها ، ولا رئيس وزرائها ولا وزيرة صحتها .
ثالثا : والأعجب من كل ذلك ان تطالعنا قناة " ليبيا تف " مساء يوم 30 / 04 / 2012 اى فى اليوم التالى مباشرة بعد هذا اللقاء الذى اجرته قناة العاصمة مع ثوار مصراته بلقاء مع احد مسؤولى الجرحى بايطاليا يشن فيه هجوم لاذع على السيد " حافظ قدور " سفيرنا فى ايطاليا ويصفه بأقذع الأوصاف ، وهى أوصاف ربما مبالغ فيها وقد تتفق او لا تتفق مع واقع الامر و تتضارب عكسيا مع ما حاول تسويقه اخوتنا ثوار مصراته عبر قناة العاصمة فى الاشادة بهذا الرجل وبخدماته للثوار .... وبصراحة عندما قارنت بين هذه الاسقاطات من قبل اجهزتنا الاعلامية وجدت نفسى فى دوامة يعرفها جميع الليبيين اسمها " تحب تفهم اتدوخ " .. وماذا يقول الانسان فى اعلامنا عندما يصل الى هذه الدرجة من التخبط ومن العشوائية وعدم المصداقية .
إن مثل هذه المؤسسات الإعلامية أيا كان شكلها او هدفها عندما تلجأ الى ان تلقى بالمسؤلية عن هذه التصريحات او هذا القدح أوالتشهير أوالتجريح - والتى ساهمت فى نشرها او توزيعها بين قاعدة عريضة من متتبعيها - على عاتق المتحدث اوكاتب المقال لا يعفيها باى شكل من الاشكال من تحملها لهذه المسؤلية ، وان اى تبريرات تطرح فى هذا السياق من قبل هذه الوسيلة الاعلامية سوف تكون غير مقبولة ، حيث ان هذه المؤسسات يجب أن تعمل من خلال ميثاق " شرف المهنة " وأن تكون فى خدمة الجمهور وخدمة المصلحة العامة وليس خدمة مصالح وتطلعات واهداف من يدير هذه المؤسسات او من يستغلونها الاستغلال السىء الذى يخدم المصالح أوالتطلعات الشخصية او الجهوية