ليبيا بين هندسة الامن والحريه...

من طرف شموخ انثى 2012-07-16, 1:51 pm

لقد وصلنا جميعا إلى بر الأمان بعد أن نجحنا في إنجاح انتخابات المؤتمر الوطنى , أضافه على ذلك كانت النتائج فجائية للبعض نظرا للأرقام الكاسحة بفوز حزب التحالف الوطني . ولكن فى وجهه نظري الفائز الحقيقي هو الشعب الليبي فى هذه المرحلة لأنه فعليا بداء ودخل الديمقراطية من أوسع أبوابها.
ومن هنا بإمكاننا القول أن التحديات فى المرحلة القادمة هي تحديات مفصليه وجوهريه تشمل ملفات عده وعلى رأسها الملف الأمني والاقتصادي. يعنى كيف سيتعامل صناع القرار الجدد مع تلك الملفات بذكاء ودهاء حتى ترسم استراتجيات وسياسات تصبح مرشده لكيان الدوله من اجل الوصول الى وطن يتسم بالحداثة والمدنية ويتعايش فيه الجميع.
البيروقراطية القاتلة ” الاداره ”
الأكيد ان اداره الدوله العفنة والتى مارسها نظام القذافى على ليبيا كانت بمثابة كارثة عظمى ؟ بمعنى اخر وبغض النظر عن الأسباب التى اختارها القذافى لترسيخ نوعيه هذه الاداره المرهقة و المدمرة ضلت تلاحقنا الى يومنا هذا كقانون وثقافه ؟ فعليه الأقلاع من هذه البيروقراطية واستبدالها ولو حتى باستنساخ القوانين والتعديل فى بعضها من دوله حديثه وناجحة مثل الولايات المتحده او الإمارات ربما يكون حل بعينه ويختصر علينا الطريق.
شريك المستقبل
هناك دول تستثمر بدقه عاليه فى اختيار شريكها من اجل مصلحه الوطن . ولعل مره اخرى التجربه الفاشله التى رسمها القذافى بالشراكه الليبيه مع دول العالم كانت فى مستوى ” اللى يفتح فمه ايخشله الذبان ” وهذا ما حصل شكلا ومضمونا , يعنى كثير من الدول كانت تحلب فى ليبيا وتصدر لها الخراب والهزل …. فبذلك علينا ان نتأكد من خطواتنا المستقبلية ونكون على حذر من الانجرار نحو علاقات غامضة او قضايا ايضا غامضة, علينا التأكد من الشريك المكلف والمفسد والشريك الذى قد يكون لصالح ليبيا والأجيال القادمه حيث التنميه والأستقرار و التعايش السلمى.
هندسه الأمن والحرية
لعل ليبيا الأن فى أحوج مرحله لعناصر قياديه لتهندس مستقبل خالي من ثغرات سلبيه قد تكون مدمره عندما تترجم نصوصها القانونية على ارض الواقع ؟ فمثلا الملف الأمنى يفترض ان يتعامل معه بطريقه حضاريه وليس عسكريه فحسب , اى بمعنى اخر تعريف الأمن فى عالمنا المعاصر يشمل الأمن الغذائي , الفكري , الصناعي , الوطني وبطبيعة الحال الأمن المدني وليس ” مركز شرطه وسياره قلع عليها قفص من حديد ” ؟
فبذلك حريه التعبير و حرية الكلمة لا يمكن ان تحذف من إستراتيجيتنا فى ليبيا الجديده ! وبغض النظر عن ما نلتمسه اليوم من بعض المثقفون الليبيون ومن هم يتحدثون عن الحرية المشروطة تحت مسميات كثيره فهذا عبث بمقدرات ثوره 17 فبراير وتفكيرهم لا يختلف عن المقبور والذي كان يتحدث بأسلوب فردى من خندق فكر أحادى قذر ؟
علينا جميعا نهندس لتجميل ليبيا من كل جوانبها ….. ليبيا المنهكة ….. ليبيا الجميلة بأرضها وثرواتها