من حقي أن أفهم منح دراسية لطلاب تشاديين!! أسماء عمارة

من حقي أن أفهم منح دراسية لطلاب تشاديين!! أسماء عمارة

أليس من حقي أن افهم ما يدور حولي؟ ربما هو ليس مطلبي وحدي وأعتقد أن اغلب الليبيين لهم نفس أسئلتي وحتى لو لم تتفقوا معي في هذا إلا أنني قررت الكتابة لعلي أجد الإجابة وربما أحقق الإفادة لنفسي ويستنير عقلي واستطيع تقويم طريقة تفكيري فقد لا استوعب كل ما ينشر هنا وهناك لهذا أحتاج لتوضيح لا أعرف من هو الشخص أو الجهة المناسبة التي من المفترض أن أوجه لها أسئلتي حتى أفهم واستوعب ما يدور حولي.
وهنا سنسرد بعض الوقائع وبعض الأخبار التي تطل علينا في وسائل الاعلام المختلفة وخصوصا الصحف المقروءة أو الالكترونية، منذ فترة وأنا أقرأ تصريحات مختلفة، يقولون أن الدكتور البغدادي المحمودي يتعاطف مع اليونان في أزمته الاقتصادية وأبدى استعداد بلاده لمساعدة اليونان للخروج من أزمته الاقتصادية (حنونة بلادنا)، وينتشر خبر اخر يقول أن ليبيا تقوم باستثمارات كبيرة في موريتانيا. لا اعترض إذا كان لهذه الاستثمارات فائدة بالنسبة لبلادنا ولكني أتعجب حقا، وليس هذا فحسب وهنا خبر آخر يزيد حيرتي ويكثر همومي وأسئلتي: ليبيا تقدم الدعم المادي لجيش جزر القمر، فتقوم بلادنا بدفع مرتب شهر لجنود الجيش القمري ترى من يدفع رواتب المحالين على القوى العاملة في ليبيا؟
ونعود من جديد للإخبار الواردة إلينا حيث تطل علينا احدى الصحف المصرية بخبر يقول أن ليبيا سبق وأن وقعت اتفاقية لبناء مدينة الفاتح بالقاهرة العاصمة المصرية بلغت قيمته 14 ملياراً و139 مليوناً و994 ألف جنيه، أتصور أن هذا استثمار مثله مثل باقي الاستثمارات الخليجية في جمهورية مصر العربية، ولا أعترض على هكذا استثمارات قد تأتي بدخل مادي لبلادنا، ومع هذا أريد أن افهم ومن حقي أن افهم.
حقيقة أحتاج لجرعة من الهواء النقي لعلي استطيع التنفس بحرية واكتب كل ما يجول بخاطري ولكن للأسف في بلادنا الكلام كثير والفعل قليل وما زاد قهري وأدخلني حالة من اليأس هو معاشرتي لعائلات ليبية تكاد تموت جوعا لان الأب والأم خارج الملاك الوظيفي وكلاهما لم يتقاض مرتباته لثلاثة أشهر، وحين كثرت التساؤلات بخصوص تأخر المرتبات أطلت علينا صحيفة الوطن الليبية بخبر يقول أنها قد أجرت اتصالات مع المركز الوطني للتأهيل والتطوير المهني بالعزيزية وعلمت انه بالفعل تأخر صرف المرتبات هذه المرة، وانه إلى الآن لم يتم خدمة مرتباتهم لعدم وجود مخصصات مالية لذلك وفي انتظار أن تحرك اللجنة الشعبية العامة ساكناً تظل آلاف الأسر تواجه متطلباتها اليومية بصعوبة بالغة الوصف (لا توجد ميزانية!!).
ولكن الأخبار تتوارد علينا من كل الجهات ليكون المسئولون على المؤسسة العامة للنفط والغاز مناقض كليا لما صرح به المركز الوطني بالعزيزية فيما يتعلق بعدم وجود مخصصات مالية، هنا أتوقف وأريد توضيح ورد شافي واعتقد أنه من حقي، فكيف يكون لدى بلادنا احتياطي نفط وغاز بأرقام خيالية واكتشاف آبار جديدة كل يوم تصل تكلفة اكتشافها لمليارات الدولارات؟ بالتأكيد سيكون الرد أن هذه المليارات تقوم بصرفه شركات أجنبية ولكن أيعقل أن بلادنا ليس لها نصيب وعائد مادي حسبما يقال يقدر بـ 40 مليار دولار أو دينار سنويا وربما يزيد أكثر؟ ويقولون لا يوجد مخصصات مالية لتسديد مرتبات المحالين للقوى العاملة وتأخرت ثلاثة أشهر. عجبي!
والآن والخبر لم يمض عليه أيام وأظنه القشة التي قصمت ظهر البعير، أي الخبر الذي زاد في قهري وحيرتي حقا لم أجد وصف دقيق لحالتي، طالعتنا صحيفة قورينا بخبر يقول أنه قد تم التوقيع على اتفاقية بين ليبيا وتشاد فيما يتعلق بالتعليم العالي وتقديم منح دراسية لطلاب تشادين وبحث سبل التعاون بين الجامعات والمعاهد العليا في كلا البلدين، وتبادل الخبرات والبحث العلمي. ترى اي فائدة قد تحققها ليبيا من خلال هذه الاتفاقيات مع بلد نسبة الأمية فيه تصل إلى 54.2% وربما أكثر؟ أي فائدة واقتصاد هذه البلاد منهار ونسبة الفقر تتعدى حدود المعقول.
ألا يحق لنا أن نفهم ما يدور حولنا؟ منح دراسية لطلاب تشاديين وأبناء هذا البلد الغالي يدرسون في مدارس من الصفيح وآخرون يدفعون الآلاف لينالوا درجات علمية، وطفل يفقد البصر لنقص الأوكسجين فهو من سكان الصفيح؟ أيعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين وبلادنا تفتقر لبنية تحتية تستطيع مواجهة قطرات من أمطار الشتاء؟
أريد أن افهم كيف ندعم اقتصاد اليونان وهناك الكثير من العائلات الليبية تسكن في الصفيح؟ كيف نستثمر في موريتانيا وجزء كبير من بلادنا يستحق الاستثمار والاستفادة منه؟ كيف ندفع رواتب الجيش القمري ومواطني بلادي يكاد الواحد منهم يتوسل لقمة العيش؟ ألا يشعر مسئولو بلادي بمعاناة المواطن؟ أيعقل ما يحصل مع الموظفين المحالين للقوى العاملة، وتحقير هؤلاء الناس بطريقة يشعر الواحد منهم كأنه يتسول في بلاده؟ هل بلادنا فقيرة لهذا الحد؟ كيف نعطي منح دراسية لطلاب تشاديين ومدارسنا لا تحمل المواصفات العلمية وجامعاتنا لا ترتقي لمستوى الجامعات العالمية؟
من حقي أن افهم ما يدور حولي ومن حقي على مسئولي بلادي الإجابة على كل أسئلتي. أتعلمون بعد كل ما كتبته أنني مازلت اشعر أنني لم أعبر عما بداخلي ولكني حاولت وهذا هو صوتي وهذا هو مطلبي وكم أتمنى أن يكون مطلب كل أبناء بلدي. من حقي أن افهم.