إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
مقالات مختارة : عندما يغتال الأمل
صفحة 1 من اصل 1
مقالات مختارة : عندما يغتال الأمل
كريمة أحمد : عندما يغتال الأمل
21 سبتمبر 2012
أطلت مثل عروس الأحلام تزهو بثوب ناصع البياض نسجته أنامل العاشقين لها، وطرزت خيوطه الذهبية بحنان المحبين ،رسمت على صفحته ملامح الراحلين عنها، أولئك الذين أهدوها قصيدة الحب الأبدى، حملت صورهم بين طيات ذاكراتها واحتفظت بتلك التقاسيم الوديعة فى جوانب روحها، أطلت بسحرها الفتان يلوح فى الأفق أمل بعيد يختبئ بين أروقة الزمان تمد إليه يدها لتلامس حقيقته فترى سحابة من الظلام تزحف إليه… تحجب عنها إشراقته التى تكابد لتضيء لها الفضاء، وقفت على أعتاب كورنيش قديم يمتد بطول ساحلها العريض لفحتها نسائم هوائها المحمل بعبق أشجار وديانها ورائحة زهر القرنفل فى بيوت أحبائها، كانت تجاهد خوف عميق يسرى فيها ببطئ شديد، بحثت عن يد الأمان الدافئة ،بحثت بين أزقتها القديمة وفى زوايا شوارعها العتيقة رأت تلك الملامح التى ُرسمت على ثوبها الناعم فوجدتها قد حُفرت على حيطان بيوتها المتلاصقة، مررت بحنان عليها لعلها تفيق من الصمت الذى هى فيه، أرادت أن توقضها لعلها تزيل جُب السواد الذى يجب عنها الأمل المنشود، خافت على ذلك الأمل أن يتلاشى ولا يعود ،بحثت عن ذلك الحب الدافئ الذى غمرها به أولئك الصادقون، إنها صورة بلادى وإنعكاسة حالها فى خيالى {ليبيا اليوم وقلبها النابض بنغازى}
هى اليوم أشد ما تخشاه أن يغتال حلمها ويذوى مثل خريف الحياة أملها ،تخشى أن تنزوى فى ثياب الحداد ،تخاف على إرث من الثقافة أن تشوهه جهالة السفهاء ،إنها تستثير كوامن الحب فى نفوس المنتمين لها وتحرك مشاعر العازفين على اوتار عشقها ،إنها اليوم تأمل منهم ان يحافظوا على نقاوة ثوبها الحريرى الطاهر ،ترنوا إلى صبح أبلج يشرق نوره ليعم أرجائها بلا استثناء فكل شبر فيها ينبض بالعطاء ،ليس مهماً أين يكون السائرين فوق ترابها وأين يستقر المقام بساكنى ديارها ،ليس مهماً أن يغوص المرء فى شرقها ولا غربها ولا أن يستظل بنخيل جنوبها أو تحط به الرحال على تراب شمالها ،ليس مهماً أن تختلف لكنات الناطقين بلسانها ،ولكن المهم لديها هو ان تنبض قلوب الجميع باسمها وان تهتف الأرواح بأنشودة حبها ،هى لا تريد الكثير إنها ترنوا الى الأمل فلا تسمحوا لأحد أن يغتال ذلك الأمل ،لا تعطوا الى أيدى العابثين معول الهدم ولا تسمحوا لثلة الجاهلين أن يغرقونا فى أوحال جهالتهم ،بالأمس القريب الذى لا تزال تبعاته تتلاحق على المنطقة بأسرها تصحو مدينتى الحبيبة مهد الثورة بنغازى على يوم دامى لا يحمل ملامح أهلها الكرام ،تستفيق على غدر لم تُعرف به أبد على مر تاريخها العريق ،
كأن تلك الأيدى الآثمة تحمل حقداً دفين على هذه المدينة الوادعة ،لقد تمعنت فيها ورأيت كم هى مستهدفة ،كيف يدعى أولئك المٌدعون أنهم ينتصرون للنبى الكريم ومن أجل هذا الإدعاء يقتلون نفساً بريئة ،لقد عميت أعينهم عن المشاكل الكبيرة التى تعانى منها ليبيا وبنغازى على وجه الخصوص ،تناسوا الأسرة الليبية التى تقبع تحت نير الفقر والعوز ،غضوا الطرف عن مئات من اللاجئين الذين يفترشون الرقيع من القماش ويستظلون بالصفيح فى مخيمات العار التى يقطنها أهل{ تاورغاء }أصموا آذانهم عن أصوات الأطفال الذين يُحملون جريرة جرائم الكبار ،تجاهلوا أخطار المتسللين من الوافدين الذين يحملون المرض والجريمة بين طيات أجسادهم وأرواحهم ،نسوا كل هذا وأكثر ولم يتقوى الله فى ما يمكن أن يجره فعلهم المتهور من بلاء ومحن على بلد لا يكاد أن يتعافى من نكسة حتى يقع فى أخرى أشد ولكنى أتسائل من هو المستفيد فى أن تصبح المدينة الثانية مسرح لكل القلاقل؟ فنحن ننتقل من فترة تفجير الى إغتيال رجالات الجيش الذين كان لهم إسهام فى الثورة الى اختطاف هنا وهناك وكأن المدينة تحولت الى مسرح كبير يمارس عليه كل أصحاب الحسابات الخفية هواياتهم ،إن هذه اللوثة الفكرية والأفعال الهمجية يستنكرها أصحاب العقل والمروءة وهذا ما حرص أن يظهروه أهل بنغازى الكرام ،اليوم أرى بلادى بمساحتها الشاسعة تستثير الهمم وتستنهض الضمائر التى تنقش أسمها فى أعماقها وترسم ربيع مستقبلها فى عيون أطفالها ،هى اليوم تنتظر ولن تمل الانتظار ترنوا الى الأيدى الدافئة التى ترعى بريق ذلك الأمل لتحيله الى إشراقه صبح أبلج يعم أرجائها الطيبة أرجو أن لا يطول انتظارها
بقلم : كريمة احمد
هى اليوم أشد ما تخشاه أن يغتال حلمها ويذوى مثل خريف الحياة أملها ،تخشى أن تنزوى فى ثياب الحداد ،تخاف على إرث من الثقافة أن تشوهه جهالة السفهاء ،إنها تستثير كوامن الحب فى نفوس المنتمين لها وتحرك مشاعر العازفين على اوتار عشقها ،إنها اليوم تأمل منهم ان يحافظوا على نقاوة ثوبها الحريرى الطاهر ،ترنوا إلى صبح أبلج يشرق نوره ليعم أرجائها بلا استثناء فكل شبر فيها ينبض بالعطاء ،ليس مهماً أين يكون السائرين فوق ترابها وأين يستقر المقام بساكنى ديارها ،ليس مهماً أن يغوص المرء فى شرقها ولا غربها ولا أن يستظل بنخيل جنوبها أو تحط به الرحال على تراب شمالها ،ليس مهماً أن تختلف لكنات الناطقين بلسانها ،ولكن المهم لديها هو ان تنبض قلوب الجميع باسمها وان تهتف الأرواح بأنشودة حبها ،هى لا تريد الكثير إنها ترنوا الى الأمل فلا تسمحوا لأحد أن يغتال ذلك الأمل ،لا تعطوا الى أيدى العابثين معول الهدم ولا تسمحوا لثلة الجاهلين أن يغرقونا فى أوحال جهالتهم ،بالأمس القريب الذى لا تزال تبعاته تتلاحق على المنطقة بأسرها تصحو مدينتى الحبيبة مهد الثورة بنغازى على يوم دامى لا يحمل ملامح أهلها الكرام ،تستفيق على غدر لم تُعرف به أبد على مر تاريخها العريق ،
كأن تلك الأيدى الآثمة تحمل حقداً دفين على هذه المدينة الوادعة ،لقد تمعنت فيها ورأيت كم هى مستهدفة ،كيف يدعى أولئك المٌدعون أنهم ينتصرون للنبى الكريم ومن أجل هذا الإدعاء يقتلون نفساً بريئة ،لقد عميت أعينهم عن المشاكل الكبيرة التى تعانى منها ليبيا وبنغازى على وجه الخصوص ،تناسوا الأسرة الليبية التى تقبع تحت نير الفقر والعوز ،غضوا الطرف عن مئات من اللاجئين الذين يفترشون الرقيع من القماش ويستظلون بالصفيح فى مخيمات العار التى يقطنها أهل{ تاورغاء }أصموا آذانهم عن أصوات الأطفال الذين يُحملون جريرة جرائم الكبار ،تجاهلوا أخطار المتسللين من الوافدين الذين يحملون المرض والجريمة بين طيات أجسادهم وأرواحهم ،نسوا كل هذا وأكثر ولم يتقوى الله فى ما يمكن أن يجره فعلهم المتهور من بلاء ومحن على بلد لا يكاد أن يتعافى من نكسة حتى يقع فى أخرى أشد ولكنى أتسائل من هو المستفيد فى أن تصبح المدينة الثانية مسرح لكل القلاقل؟ فنحن ننتقل من فترة تفجير الى إغتيال رجالات الجيش الذين كان لهم إسهام فى الثورة الى اختطاف هنا وهناك وكأن المدينة تحولت الى مسرح كبير يمارس عليه كل أصحاب الحسابات الخفية هواياتهم ،إن هذه اللوثة الفكرية والأفعال الهمجية يستنكرها أصحاب العقل والمروءة وهذا ما حرص أن يظهروه أهل بنغازى الكرام ،اليوم أرى بلادى بمساحتها الشاسعة تستثير الهمم وتستنهض الضمائر التى تنقش أسمها فى أعماقها وترسم ربيع مستقبلها فى عيون أطفالها ،هى اليوم تنتظر ولن تمل الانتظار ترنوا الى الأيدى الدافئة التى ترعى بريق ذلك الأمل لتحيله الى إشراقه صبح أبلج يعم أرجائها الطيبة أرجو أن لا يطول انتظارها
بقلم : كريمة احمد
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
dude333- مشرف المنتدى السياسي
-
عدد المشاركات : 5585
العمر : 54
رقم العضوية : 9508
قوة التقييم : 36
تاريخ التسجيل : 11/01/2012
مواضيع مماثلة
» مقالات مختارة ::: انا الرئيس
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : الطريق الى ليبستان
» مقالات مختارة : هل يجرؤن؟
» مقالات مختارة : كلام من ذهب
» مقالات مختارة : حرق السفارات, هدف من؟
» مقالات مختارة : الطريق الى ليبستان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
2024-06-13, 9:22 am من طرف STAR
» عوامل غير واضحة تفسد الرؤية
2024-06-12, 9:04 am من طرف STAR
» "يورو 2024".. 24 مدرباً من 17 جنسية
2024-06-12, 9:00 am من طرف STAR
» برشلونة قطع وعداً لمحمد صلاح.. ما القصة؟
2024-06-12, 8:58 am من طرف STAR
» واتس آب يطرح تحديثاً جديداً
2024-06-12, 8:57 am من طرف STAR
» الكشف عن موعد انطلاق "الليغا"
2024-06-10, 9:17 am من طرف STAR
» ضيوف الرحمن يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد النبوي قبيل أداء شعيرة الحج
2024-06-10, 9:13 am من طرف STAR
» النصر السعودي يوافق على عودة لابورت إلى الليغا
2024-06-10, 9:11 am من طرف STAR
» تغيير جديد في "إنستغرام" يثير غضب المستخدمين
2024-06-10, 9:10 am من طرف STAR
» ثعبان ضخم يبتلع امرأة في إندونيسيا
2024-06-09, 8:13 am من طرف STAR
» تحذير.. تطبيقات خطيرة من "أندرويد" تسرق الأموال والبيانات الشخصية
2024-06-09, 8:12 am من طرف STAR
» تونس بمواجهة صعبة لتجنب فقدان الصدارة بتصفيات المونديال
2024-06-09, 8:11 am من طرف STAR
» الفواكه تحميك من مرض شائع.. ما هو؟
2024-06-09, 8:11 am من طرف STAR
» ريال مدريد يستفز باريس سان جيرمان بصورة لمبابي
2024-06-09, 8:10 am من طرف STAR
» "دفنها 3 أيام في المطبخ".. جريمة بشعة في مصر
2024-06-09, 8:09 am من طرف STAR