مقالات مختارة : لماذا أصبح المقريف زعيما هو الآخر في نظر الإ

عبدالرازق المنصوري : لماذا أصبح المقريف زعيما هو الآخر في نظر الإعلام الغربي؟!
25 سبتمبر 2012

في خبر لوكالة الأنباء الأمريكية (رويترز، Reuters) ليوم الأمس النسخة العربية بعنوان (المقريف يعتذر للولايات المتحدة شخصيا عن هجوم بنغازي)، ويقول الخبر في بدايته (اعتذر الزعيم الليبي محمد المقريف شخصيا يوم الاثنين لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون عن الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي هذا الشهر وقتل فيه اربعة امريكيين وتعهد بتقديم مرتكبي الهجوم الى ساحة العدالة).
وفي نفس نسخة الخبر بالأنجليزية يقول عنوان الخبر
(Libyan leader delivers personal apology for Benghazi attack)،
ويقول الخبر في بدايته
(Libyan leader Mohammed Magarief personally apologized to U.S. Secretary of State Hillary Clinton on Monday for this month’s attack on the consulate in Benghazi, which killed four Americans, and pledged his government would bring the perpetrators to justice).
ولا نلاحظ ذلك مع محمد مرسي أو محمد المرزوقي أو أحمدي نجاد، وبقية رؤساء الدول الأخرى، فكل أسماء هولاء دائما تتقدمها الصفة الطبيعة لعملهم وهي: (رئيس، President).
فلماذا تقدمت صفة (الزعيم، Leader)، لرئيس المؤتمر الوطني العام (محمد المقريف)، كما كانت في السابق تتقدم أسم المقبور (معمر القذافي)، عند ورود خبر لدى وكالة رويترز أو غيرها من الوكالات الغربية.
ونحن هنا لا نريد أن نناقش المعنى اللغوي لكلمات (الرئيس، الزعيم)، عربيا أو إنجليزيا، فهذا ليس مهما جدا في هذا المقال، ولكننا نريد أن نلاحظ متى تضعها أجهزة الإعلام وخاصة الغربية منها في مقدمة أسماء بعض الشخصيات المشهورة.
فغالبية رؤساء العالم دائما تسبق أسمهم كلمة الرئيس، أما كلمة الزعيم فلا زلنا نتذكر هنا في ليبيا كيف لا زالت ترن في آذاننا أمام أسم المقبور (معمر القذافي)، وأمام اسماء كل من (جمال عبدالناصر، أسامة بن لادن، حسن نصرالله، كيم جونغ اون، علي عبدالله صالح، ياسر عرفات، وآخرين غيرهم)، كم أنها دائما تسبق أسماء من هم في موضع القيادة من الطوائف الدينية مهما كان نوعها وفكرها.
ونستطيع هنا أن نلاحظ أن كلمة الزعيم كانت دائما تسبق أسماء أمثال: (القذافي، عبدالناصر، عبدالله صالح، كيم جونغ اون)، مع أن هولاء كلهم في العرف الدولي كانوا رؤساء دول.
وبعض ما كان يجمع هؤلاء الزعماء كما يطلق عليهم الإعلام الغربي، هو أما العداوة للغرب، أو صفة أنهم يساعدون على أنتشار الإرهاب في العالم.
فلماذا بدأت أجهزة الإعلام الغربي تضع هذه الأيام كلمة (الزعيم) أمام رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا (محمد المقريف)؟، فهل هي بدأت ترى أنه كمثل بعض الرؤساء الآخرين المذكورين أعلاه؟، أو أنها ترى أنه مجرد زعيم لطائفة دينية.
أو أنها ترى أن الوضع لم يتغير كثيرا في ليبيا، حتى أنها لم تستطيع أن ترى الفارق بين ثورة (الفاتح من سبتمبر)، وثورة (17 فبراير)، ذلك الأمر الذي جعلها كما كانت تطلق على حاكم ليبيا بالأمس (الزعيم معمر القذافي)، أن تطلق اليوم على حاكمها الجديد (الزعيم محمد المقريف).
أو أن أجهزة الإعلام تلك نظرا لتعودها السابق على أستعمال كلمة (الزعيم)، لأكثر من أربعة عقود لمن يحكم ليبيا، يجعل من الصعب عليها أن تتخلص من ذلك، لتجعل من الحاكم الليبي بعد ثورة 17 فبراير رئيسا، أو أنها ترى وتعرف شيئا آخرا نحن لا نراه أو نعرفه.
عبدالرازق المنصوري
24 سبتمبر 2012
طبرق – ليبيا