كلام موجع، ولكن هذه هي الحقيقة المرة

من طرف عبدالله النيهوم 2013-01-23, 12:29 am

كلام موجع، ولكن هذه هي الحقيقة المرة

أتالو بالبو كان حاكم ليبيا الايطالي في الفترة من 1933 الى 1940 وكان أحد
عناصر القوة الاستعمارية التي بطشت بالكثيرين من أبناء هذا البلد وإرتكبت
الكثير من المظالم.. الا أن هذا لا ينفي أن تلك الفترة قد شهدت تحقيق
إنجازات مدهشة على الارض في ليبيا، أنها الفترة التي تم فيها تشييد غالبية
الشوارع والمنشأت والمباني التي لا تزال الى الان تشكل قلب مدينة طرابلس
وبنغازي والعديد من المدن الاخرى، وتم أيضا تشييد الكثير من المباني
المعروفة مثل قصر الخلد في طرابلس الذي كان سابقا مقر الحاكم العسكري
الايطالي تم تحول الى مقر للملك إدريس وهاهو الان يتحول الى متحف، ولا يزال
الى هذه اللحظة يحتفظ ببريقه وجمال تصميمه..

في تلك الفترة (من 1933 الى 1940) تم أيضا إستصلاح عشرات الالاف من
الاراضي الزراعية المتدة من ضواحي طرابلس الى مناطق الزهراء وترهونة وغريان
وغيرها من المناطق التي ظهرت فيها المزارع العامرة بأشجار الزيتون
والبرتقال واللوز وغيرها.. كما زرعت مساحات شاشعة من الغابات التي لا نزال
نرى بعض بقاياها القليلة في بعض إشجار السرول العملاقة التي نجت من
الإجثثات والقطع بفؤوس الدمار والتخلف..

في تلك الفترة شقت الكثير
من الطرق المعبدة بما فيها طريق أبوغيلان الجبلي الشهير الذي يربط طرابلس
بغريان، كما شقت الكثير من مسارات القطارات التي كانت تربط الكثير من
المناطق..

والقائمة تطول بالانجازات الحقيقية الاخرى الماثلة على
الارض والتي لا تزال أثارها ماثلة الى هذه اللحظة أمام أعيننا.. لم يكن
هناك مليارات البترول ولم تكن هناك الالات العملاقة الحديثة ولا الشركات
الكورية والصينية، كل ما كان متوفر هو بعض الامكانيات المتواضعة والمحدودة،
ولكن كانت هناك العنصر الاهم وهو الادارة المؤهلة القادرة على العمل
والتنظيم وحشد الامكانيات، وعلى ترك أثر حقيقي على الارض..

قارن
ذلك النجاح الباهر بالتخبط والفشل والفساد وإهدار المليارات الذي لا نزال
نراه منذ أنقلاب الطاغية في سنة 1969 الى الان،، مليارات وسنوات طويلة ضاعت
وإهدرت وكل ما تم تحقيقه هو عشوائيات وفوضى عمرانية قبيحة وكنايس منتشرة
في كل مكان ودمار للاراضي الزراعية وقطع لاشجار الغابات الشاشعة التي زرعها
المستعمرون الدخلاء!!

اليس من سخرية القدر أن يصل بنا الحال الى أن نتحسر على تفاني ونجاحات المستعمر الدخيل ونحن نشاهد فشل وخيبة أبناء الوطن؟

كم نحن اليوم بحاجة الى أن يتعلم أعضاء مؤتمرنا الوطني وأعضاء حكومتنا وكل
المسئولين لدينا التخطيط السليم والعمل والمثابرة من أتالو بابلو المستعمر
الدخيل، كم نتمنى ان يتعلموا منه تحقيق النتائج الفعلية على الارض والتوقف
عن الترترة بالكلام الفارغ والدعايات والتنظير والدفنقي الذي يبدو انهم لا
يحسنون غيره..

أنه كلام موجع، ولكن هذه هي الحقيقة المرة التي ينبغي أن تطرق إسماعنا.. وما يجيبك الى المر الا ما هو أمر منه...

"وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىط" صدق الله العظيم..