كلنا نتكلم عن علاقة البدانة بالأسباب الوراثية..

كلنا نتكلم عن علاقة البدانة بالأسباب الوراثية.. والعلم أيضا أكد هذا الشيء.. لكن لم تكن العلاقة واضحة بين المورثات والبدانة.. و هذه إحدى الدراسات التي تحاول إيضاح هذه الفكرة...

يعتقد الباحثون أنهم توصلوا للطريقة التي تعمل بها مورثة البدانة 'المورثة FTO'، أحد أنماط هذه المورثة موجود لدى واحد من كل ستة أشخاص، وقد وجدوا أنه يجعل حامله لا يشبع بعد تناول الطعام، ويستمر في تناول المزيد، حيث يزيد في مستويات هرمون 'Ghrelin' وهو أحد الهرمونات المؤثرة بالشهية.

في دراسات سابقة أجريت، تم التوصل إلى أن من يمتلك النمط 'AA' من المورثة 'FTO' يزيد وزنه بحوالي ثلاثة كيلوغرامات عمن يمتلك النمط 'TT'، وأن مستويات عالية من بروتين 'FTO' تتواجد في مناطق الدماغ المسؤولة عن توازن الطاقة في الجسم، وأن الحيوانات التي تحمل النمط 'AA' تتناول كميات أكبر من الطعام، وتفضل الطعام الغني بالشحوم، مقارنة بنظيراتها التي تحمل النمط 'TT'.
هذه الدراسات كلها ربطت مورثة 'FTO' بالبدانة، ولكنها لم تبين طريقة تأثيرها!

يقول باحثون أن اللغز يكمن في الهرمونات المعوية ، ومنها 'ghrelin' الذي يتم إفرازه عند الجوع. فقد تم، في تجارب على البشر، بعكس معظم التجارب السابقة التي كانت تجرى على الفئران، تم قياس المستويات الدموية لهرمون 'ghrelin' عند أشخاص يحملون أحد النمطين 'TT' أو 'AA' للمورثة 'FTO'. عند حاملي النمط 'TT' كانت مستويات الهرمون ترتفع عند الشعور بالجوع، وتنخفض بعد تناول الطعام. أما عند حاملي النمط 'AA' فكانت مستويات الهرمون تبقى مرتفعة حتى بعد تناول الطعام.. كما أنهم كانوا يشعرون بالجوع خلال مدة أقصر.
في تجربة أخرى عرض الباحثون على الأفراد صورا لمأكولات، قبل أو بعد تناولهم الطعام، مع قياس لفعاليتهم الدماغية بجهاز الرنين المغناطيسي 'MRI'. فوجدوا لدى حاملي النمط 'AA' أن النشاط في المنطقة الدماغية المسؤولة عن الدوافع يبقى مرتفعا قبل وبعد تناول الوجبة.. وهذا ما يشير إلى أن المستويات المرتفعة لل'ghrelin' تؤثر أيضا في استجابة الدماغ للطعام.

المستويات المرتفعة ل'ghrelin' هل لها علاقة بأمر آخر عدا عن مورثة 'FTO'؟!.. الباحثون لا يعتقدون ذلك، حيث وجدوا في تجربة على خلايا بشرية معزولة أن ازدياد مستويات بروتين 'FTO' يؤدي إلى ازدياد في إنتاج 'ghrelin' من خلال التأثير على مورثة ال'ghrelin' ، ولاحظوا هنا أن النمط 'AA' يؤدي إلى مستويات أكبر من الهرمون.

ولكن.. على الرغم من الدراسة السابقة.. تبقى آلية عمل 'FTO' غير واضحة تماما.. وتبقى أسرار البدانة في انتظار أن يتم اكتشافها..