الهاربون من مأساة بن جواد : داعش يسخر من المصلين

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2016-02-02, 6:44 am

الهاربون من مأساة بن جواد : داعش يسخر من المصلين

وصلت انتهاكات «داعش» ضد نازحي بلدة بن جواد إلى أقصى مدى، وفي محاولة للوقوف على تلك الانتهاكات، رصدت «بوابة الوسط» جانبًا كبيرًا منها، حينما زارت النازحين المضارين، واستمعت إلى تعرض بعضهم لأعنف صور التنكيل على يد التنظيم الإرهابي.

وفي حديث قال الهاربون من ويلات «داعش»، إنهم تجرعوا مرارة تلك الأزمة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حتى تمكنوا من الفرار إلى البلدات المجاورة، وقبلها رأوا بأعينهم الدماء وهي تسيل من جثث القتلى الذي اختطفهم التنظيم، وكان منها جثث قتلى العاملين بشركتي «التركة» و«ستايل» للإنشاءات، إذ قامت عناصر التنظيم الإرهابي بالتمثيل بتلك الجثث داخل بلدة بن جواد، مستخدمين 16 سيارة، طافوا بها كل مكان في البلدة لإرهاب الأهالي.
ولم يتثن شهود عيان في وصف مأساة بن جواد مشاهد الجثث التي تم دفنها من دون «شواهد» على القبور، قرب مكان يُدعى «البخارية»، وتحدثوا كذلك عن مصادر التنظيم الإرهابي لبعض المحلات، لاسيما محلات الأزياء النسائية، والسجائر، بداعي أنها تخالف الشريعة.
كما أشار الفارون من «جحيم داعش» إلى أقذع ألوان سوء المعاملة، التي تلقوها من عناصر التنظيم، وكيف أن أحد هؤلاء تهكم على المصلين بقوله: «إنكم تُظهرون التزامًا أمام نسائكم، لكنكم ترفضون القتال في سبيل الله». واتهم عنصر داعشي (من تونس) المواطنون بالمسؤولية عن اقتحام المقرات والممتلكات الحكومية، معتبرا إياها غنائم يجوز السطو عليها. وألمح النازحون إلى اسم شخصية ليبية تُدعى «أنور الزليتني»، وقالوا إنه كان يقود العمليات الإرهابية في بن جواد.
من جانبه قال أحد النازحين البالغ من العمر 59 عامًا، وأشار إلى اسمه بالأحرف (م ص)، لـ«بوابة الوسط»: «إن مسلحي التنظيم الذي يسيطر على عدة مقار داخل البلدة صادروا قرابة الـ 6 سيارات تابعة للشركة العامة للكهرباء بالبلدة، بالإضافة إلى سيارتين تابعتين للضمان الاجتماعي فور سيطرتهم على البلدة، وكذلك سيارة إسعاف».
وأكد المواطن ذاته لمراسل «بوابة الوسط» أن التنظيم الإرهابي، ومنذ سيطرته على البلدة، يحتجز الطاقم الطبي الأوكراني بالمستشفى القروي، البالغ عددهم 3 ممرضات، و4 أطباء، ويعود احتجازهم إلى تكليفهم من قبل داعش بمعالجة عناصر، فيما تناقل سكان البلدة معلومات حول إجبار داعش للأوكرانيات المحتجزات على ارتداء «النقاب» الأسود.