الليبيون بين الاشادة واللامبالاة حول الدستور

الليبيون بين الاشادة و اللامبالاة حول الدعوة لوضع الدستور

المنارة- 10-05-2010

طرابلس

جمال عرفاوي من تونس – خلفت الدعوة التي أطلقها سيف الإسلام القذافي بوضع دستور للبلاد مواقف متباينة في صفوف الليبيين تتراوح بين التأييد والتشكيك.

القذافي الأصغر، الذي حكم والده ليبيا لأزيد من 40 عاما، والذي يوصف على نطاق واسع بأنه واحد من أبرز دعاة الانفتاح في ليبيا اختار يوم 5 مايو في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ليطلق دعوته لوضع دستور.

وقال 'إن الدستور له أهمية حيوية في تحقيق الرخاء لليبيا وأن على البلاد أن تحث الخطى نحو الإصلاح من نظامها الإداري'.

وأضاف 'يجب مراجعة طريقة الحكم بشكل كبير وبشكل جاد للغاية. هذه هي الأولوية الأولى'.

ولا يوجد في ليبيا دستور منذ الإعلان عن ما يسمى قيام 'سلطة الشعب' التي تحرم حسب الكتاب الأخضر للقذافي الأكبر قيام الأحزاب وانتخاب برلمان أو رئيس بحجة أن يحكم الشعب نفسه بنفسه.

وصرح القذافي الأصغر للحاضرين في حدث الجامعة الأمريكية وغالبيتهم من الجالية الليبية بمصر إضافة إلى مسؤولين ليبيين رفيعي المستوى 'ليس لدينا دستور فى ليبيا وليس لدينا أى ثقافة سياسية أو مشاركة مجتمعية وهناك تاريخ من عدم الثقة فى القيادة المركزية ولا أحد يستطيع مقاومة الحكم العسكري فى ليبيا'.

وأضاف 'نحن فى حاجة إلى وجود حكومة كفء فمشكلتنا فى ليبيا الكفاءة، ونحن بدأنا من الصفر وفى القريب العاجل سيكون لدينا إدارات محلية وبلديات'.

واعترف القذافي الابن 'أن المجتمع المدنى فى ليبيا ضعيف جداً وأن أحد أهم التحديات التى نواجها الآن فى ليبيا هو كيفية بناء مجتمع مدنى قوى يعمل لخدمة الوطن'.

رجل الأعمال الليبي خالد البرعي وصف الدعوة إلى وضع دستور بأنها 'خطوة جيدة ونتمنى أن تجد طريقها إلى التطبيق علها تنهي حالة الفوضى التي تعيشها البلاد'، مضيفا 'نحن لدينا ثقة في نية سيف'.

من جهته قال خالد محمد المهيري الإعلامي والناشط الحقوقي 'هذه ليست الدعوة الأولى ولن تكون الأخيرة'.

وأضاف 'الشارع لم يعد يصدق هذه البالونات الفارغة،كيف يتحدث عن دستور والبلاد في طريقها إلى الهاوية؟'.

ماهر أحمد، طالب في جامعة طرابلس، أعرب هو الآخر عن شكوكه.

وقال 'هذا حلم ولكني أميل إلى القول إلى أنه حلم لن يتحقق. فسيف الإسلام لم يستطع أن يدافع عن صحفه التي أُجبرت على الاحتجاب، نحن سننتظر وسنرى ما إذا كان قادرا هذه المرة على تنفيذ هذا الوعد الذي سبق وسمعنا عنه قبل نحو سنة، ولكن هذه المرة أعتقد أنه جاد'.

بدورها قالت حنان قباج الناشطة النسوية الليبية لمغاربية 'أعتقد أن ملامح الدستور المنتظر واضحة ولا تحتاج إلى تكهنات: اجترار للقديم بصيغ جديدة. وربما بالمزيد من الخطوط الحمر حتى نعود إلى نقطة الصفر ونحن نظن أننا نتقدم'.

وفي معرض حديثه بالجامعة الأمريكية، كشف القذافي الابن أن مؤسسة الأعمال الخيرية التي يديرها هى مؤسسة سويسرية وليست ليبية وتم تسجيلها فى جنيف، 'لأنه من الصعب تسجيل مؤسسة فى ليبيا، وهى جمعية مستقلة تضم جمعية لحقوق الإنسان وإزالة الألغام وعلاج الإدمان'.



المصدر: المغاربية

مشكورين على المرور بارك الله فيكم اجعنكم ماتغيبو