صيد السمك في ليبيا.. بين الهواية وطلب الرزق

صيد السمك في ليبيا.. بين الهواية وطلب الرزق

طرابلس ـ تعتبر هواية صيد السمك بالقصبة من أكثر أشكال الترويح عن النفس انتشارا، وذلك لما تمنحه من متعة وسكينة، وفسحة تأمل وتفكر لمزاولها، كما أنها تعتبر مصدر رزق لكثيرين.

وتشهد منطقة ميناء الشعاب الواقعة في طريق الشط إقبالا كبيرا من الصيادين الهواة، نظرا لما تتمتع به من وفرة الأسماك بجميع أنواعها.

وقال فتحي محمد إنه يهوى صيد السمك منذ الطفولة، حيث كان يأتي برفقة والده وأصدقائه كل يوم ليصطادوا في منطقة "ميناءالشعاب" ويتمتعوا بهواء البحر المنعش، مضيفا أنهم كانوا يذهبون إلى شواطئ أخرى بعيدة مثل "القره بوللي" "وسيلين" للبحث عن أنواع أخرى من السمك.

وأوضح محمد أنه استفاد كثيرا من هذه الهواية وتعلم منها الكثير كالصبر والجلد وقوة التحمل، إضافة إلى معرفة أنواع السمك ومواسم هجرتها وكثرتها والمياه التي تسبح فيها.

وأشارإلى أنه لايأكل الأسماك التي يصطادها من الميناء وإنما يطعمها للقطط والكلاب نظرا لتلوثها بزيوت ووقود البواخر والسفن، مضيفا أنه يأكل من الأسماك التي يصطادها من الأماكن البعيدة والنظيفة.

ونفى الشاب محمود المزوغي أن تكون الأسماك التي في الميناء ملوثة، وذلك لعدة أسباب، منها أن الميناء يوجد به العديد من المنافذ البحرية التي تسمح للبحر بالتجدد، إضافة إلى أن المراكب والسفن والبواخر قل وجودها في الميناء وتم إخراج العاطل منها.

وأضاف المزوغي أن أكثر شيء تعلمته من هواية الصيد هو الصبر، مضيفا أن هذه الهواية تبعده عن المشاكل والقيل والقال، إضافة إلى أنها تهذب الروح، وهي متنفس رائع له بعد ساعات عمل طويلة.

وقال الحاج بركة البشتي إنه يعمل في الخطوط الجوية ويأتي إلى الميناء بين الفينة والأخرى ليصطاد في البحر، مضيفا أن الصيد هوايته المفضلة، إضافة إلى أنه يعود إلى المنزل ببعض السمك الطازج ليأكله هو وأسرته، مشيرا إلى أنه يحب أكل السمك كثيرا ويفضله على اللحوم الأخرى.

وأوضح البشتي أنه إذا وفقه الله ورزقه صيدا وفيرا فإنه يأخذ مايحتاجه، ويوزع الباقي على أقاربه وأصحابه، قائلا إنهم يفرحون جدا بهذا اللحم الطري.

ونصح حيدر عثمان من السودان 60 عاما، من لايمتلك صفة الصبر أن يتوجه إلى البحر حتى يتعلم هذه الصفة الرائعة، ناصحا الجميع بأن يقتنوا أدوات صيد ويجربوا هذه الهواية، مضيفا أنها هواية غير مكلفة وتعود بالنفع على صاحبها.

وأضاف عثمان أن الأطباء دائما ينصحون كبار السن بالتوجه إلى البحر، لأنه علاج لكثير من الأمراض النفسية، خاصة المتقاعدين منهم، لأنهم يواجهون فراغا كبيرا بعد انقضاء مدة خدمتهم، ويعتبرون الفئة الأكثر عرضة لهذه الأمراض، مشيرا إلى أن البحر براح واسع للتأمل والتفكر، إضافة إلى أن النظر إليه يقوي البصر.

وقال خالد إدريس الموظف بإحدى المصالح بالدولة، إن صيد السمك مصدر رزق آخر له، مضيفا أنه يأتي كل يوم إلى البحر ليصطاد، وإذا رزقه الله الصيد الكثير، فإنه يتوجه به إلى السوق لبيعه حتى يتحصل على بعض الأموال تعينه على ظروف الحياة.

ويعتبر السمك من الأغذية المفيدة للمرضى المصابين باضطرابات في جهازهم الهضمي، كما أنه يحتوي على جميع البروتيدات الكبريتية الرئيسية، إضافة إلى أن الدهن الموجود فيه، يتميز بغناه بالأحماض الدسمة غير المشبعة، وهي أحماض مفيدة وغير ضارة تتصف بقدرتها على خفض مستوى الدهون في الدم، مما يجعلها مفيدة في الوقاية من تصلب الشرايين خاصة أمراض الشرايين الإكليلية القلبية، إضافة إلى أن دهن السمك أسهل هضماًَ من دهن اللحوم الأخرى. (ليبيا برس)

مشكور عالتغطية

مشكور على ما قدمت من نقل رائع

اخصــائى فى نقــل الآحــــداث السيـــاسيه المتفــرقه.