استقالة من عضوية المجلس الوطني الانتقالي المؤقت

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2012-01-06, 8:29 am

استقالة من عضوية المجلس الوطني الانتقالي المؤقت
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: استقالة من عضوية المجلس الوطني الانتقالي المؤقت
السيد المحترم، المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي المؤقت، بعد السلام والترحم على أرواح شهدائنا الأبرار ،،،،،
بعد مُضي قرابة الستة أشهر، من المشاركة الفاعلة، في أعمال المجلس الوطني الانتقالي المؤقت، كعضو عن مدينة غريان الحرة، أسوة بغالبية الزملاء، مندوبي المدن الليبية الحرة المختلفة، وبعد تحقق النصر المبين لثورتنا المباركة، بفضل الله تعالى أولا، ثم بفضل شجاعة وتضحيات ثوار ليبيا من الأحرار والحرائر، الذين سطّروا بأرواحهم ودمائهم أروع الملاحم، وأشدّها إقداما وجسارة وإثارة، أدهشت العالم بأسره، وأثبتت للعالم بأننا حقا وصدقا، أحفاد عمر المختار، ورمضان السويحلي، وسليمان الباروني، ورفاقهم من المجاهدين والشهداء الأبرار، وأن هذه الأشبال من تلك الأسود، التي وقف لها الأعداء، تحية واستعدادا، قبل الأصدقاء.

السيد المستشار، ومع تحملكم لأمانة قيادة سفينة التحول، واجتهادكم وبدلكم ما تستطيعون، خدمة لبلدنا وثورتنا المباركة، رغم الصعوبات البالغة، والسلبيات من كل الأطراف، وحتى القصور البشري، فانني أشعر بكثير من التفاؤل، وعلى يقين بعون الله تعالى، أن ثورتنا بخير، وبلدنا سائر بعون الله تعالى، في طريق النهضة والبناء والاستقرار، وإن إستوجب الأمر الكثير من المراجعة والنقد الذاتي، والعمل على تصحيح مسار ثورتنا المباركة، وتدارك أي أخطاء ونواقص هنا وهناك، سواء على مستوى المجلس الانتقالي، أو الحكومة، أو غيرها من المؤسسات والدوائر السيادية.

السيد المستشار، واذ أتقدم لحضرتكم بخطاب استقالتي هذا، في هذه الظروف الخاصة، فذلك لرغبتي في التفرغ لنشاطي السياسي والحزبي، وليس لاعتبارات أخرى، مع التأكيد على ملاحظاتي السابقة، التي لا تدعوا للاحباط بأي حال من الأحوال، بل انني لا زلت على ثقة بقدرتكم بتوفيق الله تعالى، على السير بسفينة بلدنا وثورتنا المباركة، الى شاطئ الأمان، حتى انتخاب المؤتمر الوطني العام، وتسليم مقاليد الأمور الى الهيئة الجديدة المنتخبة، كما جاء في الاعلان الدستوري، وما يستوجب ذلك من الاستعداد ـ حكومة ومجلسا ـ لهذا الاستحقاق والعُرس الوطني المنتظر، من صياغة واعتماد قوانين الانتخابات وقانون تنظيم الحزبية، الذي يُعد بحق، تتويج للنصر المؤزر المبين، لثورتنا الليبية المباركة، وما يتطلب من توفير كامل التشجيع والتمويل للتنظيمات السياسية من الميزانية العامة للدولة، كضرورة وطنية مُلحة، في وقت متزامن، وكل ذلك إبراء للذمة أمام الله تعالى، ثم أمام شعبنا الليبي الأبي، وتحمله لمسئولية تقرير مصيره بنفسه، أسوة بباقي الشعوب والأمم، الحرة الكريمة.

السيد المستشار، وفي الختام أتوجه الى سيادتكم الكريمة، وكافة المخلصين من الاخوة الآعضاء، بالمجلس الوطني الانتقالي، بالشكر على رحابة صدوركم، وحميمية النفوس الليبية الأصيلة العريقة، المتمثلة في هؤلاء السادة، رئاسة وأعضاء، والجدّية في العمل، والمثابرة عليه. ودام الجميع في رعاية الله وحفظه.
إدريس بوفايد
طرابلس، الأحد
1 يناير 2012م