مصطفى الساقزلي يحكي على ذكرياته مع اللواء (رحمه الله)يوم 19-

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-02-18, 6:29 am

مصطفى الساقزلي يحكي على ذكرياته مع اللواء (رحمه الله)يوم 19-2
في يوم 19 فبراير كنت في الساحة المجاورة للمحكمة عندما اتصل بي صديقي و جاري من طرابلس أحمد الشركسي ، سألني أحمد عن الأوضاع و كان قلقا و يؤكد أن لديه معلومات أن النظام سيضرب بيد من حديد و أن الثمن سيكون باهظا ثم أبلغني أنه تحدث مع اللواء عبد الفتاح يونس الذي تربطه به علاقة نسب و أن اللواء يريد حل سلمي و لا يريد التورط في سفك الدماء و أنه مستعد للتوسط بيننا و بينه فقلت له أنا بجوار المحكمة و دعني أستشير الزملاء داخل المحكمة ثم أرجع إليك ، ذهبت إلى الأستاذ عبد السلام المسماري و عدد من المحاميين و تناقشنا في الأمر و توافقنا على أن نطالب اللواء عبد الفتاح بالإنضمام للثورة وكما فعل قادة الجيش في تونس ومصر حيث نطالبه بأن يقوم بالإنقلاب على القذافي و يحفظ الأمن لحين إقامة انتخابات و تسليم السلطة للمدنيين ليعود الجيش إلى ثكناته ، كتبنا المطلب و طبعناه على الحاسوب و أخذت الورقة و أبلغت أحمد بأنني جاهز للتفاوض مع عبد الفتاح بشرط أن يضمن لي سلامتي و أن لا يحضر اللقاء أحد من اللجان الثورية و لا عبد الله السنوسي و لا الساعدي ، اتصل أحمد بعبد الفتاح و تم الإتفاق على ما طلبت و حدد الموعد مساء يوم 19 بكتيبة الصاعقة في بوعطني ، سمع بذهابي خالي زكريا بونخيلة و مصطفى المزيني العبيدي ابن عمتي و هو من نفس قبيلة عبد الفتاح و كان كلاهما من أوائل المتظاهرين أمام المحكمة فأصروا على مرافقتي حرصا على سلامتي ، ذهبنا في سيارة والد أحمد الشركسي و أخيه اللذين اصطحبانا للمقابلة تطمينا لنا و ضمانا لسلامتنا ، عند بوابة باب المعسكر وجدت من ينتظرني لتوصيلي لمكتب عبد الفتاح و بمجرد دخولي أنا و زملائي للمبنى خرج من مكتب اللواء عبد الفتاح ثلاثة من عتاولة اللجان الثورية و هم سعيد رشوان و سالم عبد الرحمن و عبد الرحمن العبار الذي جا ليصافحني ، سبحان الله لاحظت أن الوجوه غير الوجوه ، الرعب و الخوف يعلو وجوههم ! دخلنا على عبد الفتاح في مكتبه قام مرحبا و صافحنا و أجلسنا و طلب لنا قهوة و عرفنا صهره الحاج الشركسي على بعض ثم سألنا اللواء عن مطالبنا فتكلمت معه عن القتل الذي حدث و عن غضب الشباب بسبب الفقر و الظلم و الفساد فأقر أن هذه أخطاء و أنه كان دائما يذكر القيادة بأن الوضع مزري في المنطقة الشرقية و انه كان له مبادرات للإصلاح و أخرج مذكره من خزانته يعترض فيها على رفع الدعم عن السلعة و أن الشباب يعانون من البطالة ....الخ و,,, أثناء الحديث جاته مكالمتين إحداهما كانت من "سيدي" و الأخرى من "سيادة الفريق" و كان في كلا المكالمتين يهون من حجم المشكلة و يؤكد عبر الهاتف أن الأمر تحت السيطرة و لا داعي لإرسال أي مدد و أن المفاوضات على ما يرام فشعرت أن الرجل لا يرغب في سفك الدماء و أنه في ورطة و أن من يتصل بهم عبر الهاتف يريدون إرسال قوات إضافية و دعم ،الله أعلم ما شكله ، لعلهم كانوا يريدون إرسال مرتزقة أو كتائب أمنية ! سألت اللواء فيما بعد عندما كنا في رحلة إلى فرنسا سويا على من كان معه على الطرف الآخر فأبلغني أنهما كانا معمر و بوبكر يونس ، بعد الأخذ و الرد عن الأحوال و الأحداث سألني عن المطالب التي أتينا من أجلها فأخرجت له الورقة المطبوعة و قبل إعطاءها له طلبت منه أن يقرأها عندما يرجع إلى بيته ، فقال لي :" لا ،نقراها توة و ناخذ قراري توة!" و فتح الورقة و قرأها ثم صمت لثواني و وضعها في جيب قميصه العسكري ثم قال لي دعنا من هذا الأمر و اطلبوا مطالب استطيع تنفيذها كالتظاهر السلمي و تحسين المعيشة و غيرها من المطالب و أنا مخول باتخاذ أي إجراء أنا الآمر العسكري للمنطقة الشرقية و آمر القوات الخاصة و وزير الداخلية ، فقلت له طيب دعني أرجع للمحكمة و أناقش الزملاء لنرى ماذا يمكن أن نصل إليه ، كانت مناورة مني للخروج بسلام ،دار في ذهني سيناريو لما يمكن أن يفعله ، هل ينادي عبد الله السنوسي و عتاولة اللجان الثورية و الساعدي و يتصل بمعمر و يبلغهم أننا جئناه نطالبه بالخيانة ، أم أنه سيخرج مسدسه و يرمينا تقربا لسيده ! لم يفعل أي من هذه السيناريوهات بل أخرج شفرة ليبيانا من درج مكتبه و أعطاها لي و أبلغني أن هذه الشفرة آمنة و أن بها رصيد 50 دينار و طلب مني أن اتصل به من خلالها غدا صباحا لكي نتقابل و نقدم له مطالبنا ، و دعنا حتى باب مكتبه و عند الخروج أبلغني مصطفى ابن عمتي أنه رأى عبد الله السنوسي بالمكتب المجاور ، خرجت من معسكر الصاعقة بفضل الله أكثر قوة و شعرت أن هذه الثورة منصورة و أن النظام مرعوب و وهن و أن الله حامينا ، كما أنني شعرت بأن عبد الفتاح يونس رحمة الله عليه كان حريصا على عدم سفك الدماء و أن هذا الرجل صاحب كلمة و صاحب وفاء و جدير بأن نواصل معه الحوار ...... للذكريات بقية .......