لماذا تتهمني زوجتي بأنني رجل أناني؟

سؤال:

رزقنا بطفل قبل خمسة أشهر. أنا أحب زوجتي وأحترمها كثيرا. كل ما أتمناه هو رضاها. أعمل لأجل بيتي وعائلتي. في الفترة الأخيرة أصبحت أتضايق من ثورات غضبها المفاجئة والتي لا تنتهي. هي ترى بأن أزواج صاحباتها مثاليين. بعد زيارة لإحدى صديقاتها تتحوّل لذئب كاسر. تعود لتنهال على رأسي بالاتهامات: " أنت رجل أناني، أنت لا تحبني، أنت لا يهمك صحتي...". هل زوجتي على حق؟

الجواب:

أتفهم صعوبة ما تتحمله من ثورات غضب زوجتك عند رجوعك للبيت بعد يوم عمل شاق.

سؤالي لك اليوم هو:

هل المهم مع من منكما الحق؟

في حالتك اليوم كل طرف يرى بأن الحق معه. هناك بعض أزواج يدخلون في مزاد علني بشأن الحق والعدالة. كل طرف يتمسك بصعوبة وضعه ليبرهن للآخر إنصافه وتبخيس دور الآخر. أسلوب تعامل مسيء وخاسر لكلا الطرفين ويزيد المسألة تعقيدا.

كما فهمت منك بأنكما تعيشان قصة حب لطيفة. ومؤخرا رزقتما بمولود جديد. إن كنت تطلب التوفيق العائلي دعها تتغنّج عليك قليلا. هي متطلبة في بعض الأوقات ولكنها متسامحة في أوقات أكثر. لا يضر تعاملك الإيجابي معها خاصة وبأنها تتواجد في البيت مع طفلكما وقتا طويلا.

ماذا باعتقادك سبب تلك الثورة العارمة؟

لا مانع من أن تسمع منها أسباب ثورتها وشعورها بالظلم. ربما أثارها رد فعل فعكر مزاجها أو ربما تذكّرتْ بأنها تبقى لوحدها في البيت مع مولودكما الجديد وصديقاتها تعملن وتخرج براحة. تلك حالة عاطفية طبيعية. كانت زوجتك قبل الزواج تعيش لنفسها. شغلها الشاغل شؤون حياتها. اليوم تغير عليها كل شيء. زوجتك تمر بمرحلة عاطفية ليست بالعادية- بعد ولادة أولى-. خبراتها قليلة بشأن الحياة الجديدة التي تحتاج لمتطلبات. علاقة زوجية حديثة، أمومة، واجبات منزلية، واجبات عائلية.

هذا لا يعني بأنك لست بحاجة لبعض تفهم من جانبها وقليل من الراحة. تأثير حياة صاحباتها أثار حفيظتها وجعلها تقع في فخ المقارنة.

ما الذي يجعلها تهدأ وترتاح؟

يما أنها هي التي تشكو وهي التي تشعر بالضيق فدورك هو ليس منافستها وإنما احتواءها. كل ما تحتاجه زوجتك في تلك الفترة الصعبة هو ليس مع من منكما الحق إنما زوجها الداعم والمحب كعادتك لتخفيف حدة انزعاجها. التنفيس العاطفي هو الآن حاجتها ولا مانع من أن تسمعها وتتعاطف معها. الاصغاء لها أسلم الحلول. موافقتها على جميع صعوباتها –الحالية- أسلوب داعم ومطمئن. يستحسن إضافة بعض أدوار إيجابية لها لم تذكرها هي أثناء تنفيسها- أنت تراها وتقدّرها - تزيدها اطمئنانا وتقديرا لاتساع رؤيتك وحبك لها.

فلتعلم يا عزيزي المحترم بأن العلاقة بين الزوجين هي عبارة عن توفير لزيادة الرصيد العاطفي أثناء تجاربكما المتغيرة. كل تجربة إيجابية تزيد من قوة رباطكما وذلك لأن الرصيد يزداد ويكتنز. فلتعمل على زيادة مخزون رصيدك العاطفي الإيجابي ليطمئنها للأيام القادمة. فكلما زاد رصيدك العاطفي الإيجابي كلما ضمنت مستقبلا زوجيا سعيدا.