سيرتنا ودولتنا .. !!

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-06-01, 11:25 am

سيرتنا ودولتنا ..
14 أبريل 2012
انتظر الشعب الليبي طويلا، وتجرع مرارات السنين العجاف التي عاشها مع منظومة صناعة الظلم التي عجزت عن كل شئ ولكنها كانت تترك العجز في كل شيء …. واستبشر شعبنا وتهلل بعارض الربيع العربي ليستمطره ، ويستعمل حقه في ابداء قدرته على التعبير عن ما يعانيه ….والتحق شعبنا بقطار الثورات ولم يتخلف،وكسر جموده وقال لا خوف بعد اليوم .
ودارت رحى الثورة في ربوعنا ،واصطفت المراحل تباعا تدفع الواحدة الأخرى فترغمها على الرحيل فبدأت بمظاهرات سلمية تطالب بالحرية…. ثم ارتحل منطق السلم لتحل محله قرقعة الحديد….ثم لم يفل حديدنا ما لدى الطاغية من حديد فملئت أجواءنا بطائرات جذبتها روائح النفط التي تفوح من أرضنا …. وحيل بين الطاغية وبين ما يشتهي ….ثم صرخ الجميع أن قد تحررنا وحررنا الوطن ؟
ثم ذهبت الثورة وجاءت الفكرة وانتدب كل حزب نفسه لما يجيد ، وتقلد الجميع أوسمة الثوار فقد أصبحت بعد القرح تمنح بالمجان ، واختلطت الوجوه ،وبانت ملامح الأقاليم ، وحدود المناطق،وعدد أفراد العشائر، وتنافس الناس أيهم الأكثر تضررا وتهميشا لينال وحده عوض ما كان يلقاه من الطاغية حتى ولو كانت على حساب الثورة نفسها ..
واكتشفنا حاجتنا الى الدولة ، ومؤسساتها التي تمسكها أن تميد بنا وانتظرناها على مضض ، وفرح مصطنع ..ونسينا أن الثورة ما كانت لتنجز لولا رغبتنا في إنجازها .
هي سنة إلهية جهلها من جهلها وعلمها من علمها ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا با بأنفسهم ) فكما خرجنا لنلتحق بركب الربيع ، وجب أن نخرج لنستثمر ثمرات هذا الربيع ، وننسج من وروده طريقا يسلكه من بعدنا .
ما نراه يحصل اليوم بيننا هو أثر لحالة التيه التي اعترتنا ، وذهولنا عن متطلبات المرحلة التالية ، واستراحة المحارب التي اتخذناها ،وظننا الطفولي بأننا قد وصلنا .
مازال في جعبة القدر الكثير ،وقاعدة الانطلاق لازالت ضمن نطاق تحركنا ، وشبح تموذج الطاغية مازال يخيم ..فلا يظنن أحد أننا قد وصلنا .