مقالات مختارة : وأتاكم الدليل من السيد علي الصلابي

وأتاكم الدليل من السيد علي الصلابي ومن السيد احمد قذاف الدم على صدق ما كتبته في المقالات السابقة بخصوص سيطرة جماعة الاخوان المسلمين تقريباً على كل شئ في ليبيا قبل الانتخابات، وعن تورط مجلس الاخوان في كولسة ومباحثات سرية مع مؤيدي وازلام النظام السابق وبتكليف مباشر من السيد مصطفى عبد الجليل كما قال السيد الصلابي.
واِن السيدة سلوى الدغيلي عضوة المجلس الانتقالي قالت أن بقية أعضاء المجلس الانتقالي لم يكونوا على دراية بالاجتهاد الشخصي للسيد عبد الجليل وتكليفه للسيد الصلابي باِجراء تلك المفاوضات السرية مع احمد قذاف الدم. المفاوضات السرية للمولد اللي صاحبه غايب (وهو الشعب الليبي) تمت طبعاً برعاية جماعة الاخوان في مصر ولا احد يريد اجابتنا على سؤال: لماذا لم يحضر السيد قذاف الدم الى ليبيا ليتفاوض مع الصلابي داخل ليبيا؟ هل لأنه مطلوب في ليبيا؟ اذاً، كيف يمكن لشخص مطلوب في ليبيا أن يتفاوض بخصوص المصالحة في ليبيا مع شخص سبق له وان ضحك على الشعب الليبي وقطع شوطاً طويلاً في التعاون مع آل القذافي وبتكليف من شخص لم ينتخبه الشعب الليبي وستنتهي مهمته قريباً؟.
أولاً، لابد لي من التذكير دائماً وأبداً بأنني مع المصالحة الوطنية، وسوف اكون سعيداً لرؤية التمام شمل الشعب الليبي وعودة الأبرياء الى بيوتهم واعادة ما اكتسبوا من املاك وغيرها بطريقة قانونية وسليمة لهم. كذلك اؤمن بأنه لا يحق لأي مواطن ليبي سجن او اعتقال او اعدام أي مواطن آخر بدون وجه حق ومحاكمة عادلة..ويجب علينا جميعاً أن نتذكر أن المتهم برئ حتى تثبت ادانته. أنا ضد الانتقام من أي مواطن بسبب ما فعله والده او شقيقه او ابن عمه او قريبه لأن كتاب ديني المقدس يحثني على (لا تزر وازرة وزر اخرى)، وما اود أن اقوله لا يعني رفضي للحوار، ولكن دائماً هناك اولويات لابد من الالتفات اليها والا سيقضي علينا الدوران في حلقة مفرغة.
ثانياً، اِن صح ما سمعناه عن الاجتهادات الشخصية للسيد المستشار عبد الجليل وتكليفه للشيخ الصلابي بالمهمة بدون الرجوع لبقية اعضاء المجلس الانتقالي، فاِن هذا يعني:
- المستشار عبد الجليل كان يعلم مسبقاً بموافقة بقية أو اغلبية اعضاء المجلس الانتقالي على هكذا خطوة ولهذا لم يستشيرهم او
- أن المجلس الانتقالي الموقر يضم بين أعضائه شخصيات تؤيد الدكتاتور القذافي ورموز لاتزال تدين بالولاء للأخ قائد عصر الجماهير الى هلاكها. ولذلك يفكر او يعتقد المجلس المؤقت أنه ليس من حق هذا الشعب الجاهل والمتناسي معرفة من هم اعضاء المجلس المؤقت الذين ادمنوا ارتداء طاقية الاخفاء أو
- أن المستشار عبد الجليل قد تحول بالفعل الى "معمر" ودكتاتور جديد لا يهتم لآراء بقية أعضاء المجلس ولا تهمه مشاعر الشعب الليبي. هنا أقول وللمرة الأولى بأنني أصبحت قريباً جداً من الاقتناع بأن المستشار عبد الجليل ما هو الا عضواً في جماعة الاخوان المسلمين ولكنه لا يريد ولا يستطيع اعلان ذلك الآن. اقدّر واحترم بعض الجهود التي قدمها المستشار لهذا الوطن خلال قيادته للمجلس المؤقت في ظروف صعبة للغاية وكنت من المطالبين بضرورة اعطاء المجلس الفرصة لترتيب امور البيت الليبي، ولكن اتضح لي فيما بعد أن المجلس كان مشغولا بتنظيم امور بيت جماعة الاخوان وليس امور البيت الليبي! كان ولائي ولايزال لليبيا ولم اريد في ذلك الوقت خلق معارك جانبية، لكن وللاسف السيد عبد الجليل وازلام "الجماهيرية العظمى" ومؤيدي "الجماهيرية الاخوانجية" رموا في طريقنا هذه الالغام ويفرضون علينا هذه المعارك الجانبية حتى لا ننتبه لعامل الوقت المهم الذي بالفعل اجاد الاخوان المسلمين استغلاله خاصة عند استخفافهم بعقول الليبيين.
ولأنني مثل الكثير من الليبيين أرى وأسمع وأحس حجم التنازلات التي قدمها المستشار الغير عادل باِسم الشعب الليبي لجماعة دون غيرها وهي جماعة الاخوان المسلمين الاقصائية، وتفضيله لجماعة الاخوان على الآخرين بطريقة غير عادلة على الاطلاق، أتمنى أن يطيل الله في عمرنا لنرى يوم تنحي المستشار وانتهاء مهمته ليقف أمام الشعب الليبي وليجيبنا على مئات الأسئلة التي تظاهر بأنه لم يسمعها بل ضربها "كالشو" كما يضرب كرة القدم.
كنت اعتقد أن عبد الجليل والصلابي قد فهما الدرس الذي لقنه الشعب الليبي الأبي للدكتاتور وأزلامه لكن، يؤسفني أن اقول أن السيد المستشار لم يعي الدرس وكذلك فعل مبعوثه الخاص الصلابي.
السيد مصطفى عبد الجليل يعلم أن أغلبية الشعب الليبي اصيبت بالاحباط عندما تدخل الصلابي ايام اشتداد القتال ضد كتائب الدكتاتورية وتفاوض سراً مع بوزيد دورده وغيره..وأدعى أنه يمثل الشعب الليبي وبتكليف من المجلس الانتقالي.. ومنذ ذلك اليوم لم يعد الشعب الليبي يتقبل تدخل الصلابي في الامور التي تمس قضايا الشعب الليبي..ومع كل هذا واِن صحت الاخبار، تعمد المستشار عبد الجليل تكليف نفس الشخص وتعمد توكيل نفس الجماعة واتخذ نفس الاسلوب وأمر الصلابي بالذهاب الى مصر والتفاوض مع قذاف الدم في مصر وليس في ليبيا..وطز في مشاعر الليبيين!
السيد المستشار مصطفى عبد الجليل سعى وراء اصدار قرارات تصب في خانة مصلحة جماعة الاخوان المسلمين وتفضيلهم على الآخرين ومكنهم من القبض على زمام الامور في اغلبية الانشطة السياسية والثقافية والاقتصادية والاعلامية والعسكرية والقضائية وخاصة الدينية..وهو بذلك يكون قد انحاز الى جانب جماعة وحزب معين ضد الآخرين وهذا لا يليق بشخص من المفروض ان يلتزم جانب الحياد خاصة قبل الانتخابات..قد يقول قائل أن الانتخابات على الأبواب وبعدها من المفروض أن يرحل السيد المستشار مصطفى عبد الجليل. هذا ما كنت أعتقده واتوقعه في البداية وهذا ما سيحدث بالفعل ولكن، يبدو أن
السيد مصطفى عبد الجليل سيترك رئاسة المجلس الوطني الانتقالي ولكن بعد أن يكون قد ساعد جماعة الاخوان المسلمين الى الوصول الى سدة حكم ليبيا ويطمئن على ذلك ويتأكد من صدور قانون السماح بالزواج من أربعة.
ولهذا، سيادة السيد المستشار مصطفى عبد الجليل يرى أنه ليس ملزم بابلاغ الشعب الليبي لماذا الأخ الدكتور العلامة الشيخ أمير الكولسة الاعلامي السياسي الاقتصادي المحاضر الناشط والمحلل السياسي وعرّاب ليبيا الغد فضيلة الامام المكافح المناضل الثائر الداعية علي الصلابي تفاوض بأمر منه مع عائلة القذافي العام الماضي وهذا العام؟ ولماذا التحقيق في قضية اغتيال عبد الفتاح يونس لم يستكمل؟ ولماذا لا يريد المجلس الاعلان عن اسماء أعضائه؟ ولماذا ليبيا تتوسل الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا وقطر والامارات ومصر وتونس والسودان وتشاد سراً في بعض الملفات؟ وهل صدر قانون عدم محاكمة بعض الثوار او أشباههم عن ما حدث أثناء حرب تحرير ليبيا هو فقط مقدمة وتوطئة لاصدار قانون جديد يمنع مسائلة الكتائب على ما ارتكبوه من جرائم وما فيش حد خير من حد؟
حسبنا الله ونعم الوكيل! لا أرى غباءً في تكرار أخطاء جماعة الاخوان المسلمين / فرع تجار الشنطة في حق الشعب الليبي، بل أرى تحدياً لاِرادة الليبيين واهانة ما بعدها اهانة لدماء الشهداء ولدموع اليتامى والثكالي والأرامل. هاهم يفعلونها مرة اخرى وبدون خجل ومن وراء ظهرنا وليعطوننا نبذة مختصرة او عينة مما يذخرونه لليبيا ولشعبها.
وها هو السيد الصلابي يتفاوض من تحت لتحت مع قذاف الدم في مصر باِسم الشعب الليبي مرتدياً جلباب الدين ومتخذاً من "المصالحة الوطنية" ستاراً وعذراً لتوثيق تعاون جماعته الاقصائية مع ازلام النظام السابق ولتلميع صور من عاملونا كالبهائم وتلذذوا بتسميتنا بالكلاب الضالة و..و..وأرادوا بناء المدن المتكاملة بمليارات الدينارات الليبية في مصر وليس في شرق او غرب او جنوب ليبيا.
جروحنا لم تندمل بعد. نحن لسنا ضد المصالحة الوطنية المبنية على قواعد سليمة وبتفويض من الشعب، لكننا نرى أن من أمر بالتفاوض مع أعوان القذافي وتفاوض بالفعل مع ازلام ومؤيدي الطاغية في هذه الظروف العصيبة كأنه يتبول على الشعب الليبي وثورته علناً..واذا أراد هذا الشعب ايقاف المتبولين علينا عند حدهم، عليه أن يقولها بصوت عال ومسموع هذه المرة.. فهذه ليست المرة الاولى التي يهين فيها اعضاء من المجلس المؤقت لجماعة الأخوان المسلمين الشعب الليبي وليست المرة الاولى التي يديرون فيها ظهرهم لدماء الشهداء.
ها هم الاخوان المسلمين يفعلون ما يريدون قبل وصولهم لسدة حكم ليبيا، ولكم أن تتخيلوا ما سيفعلونه اِن وصلوا لحكم ليبيا!
حسبنا الله ونعم الوكيل!
للحديث بقية باِذن واحد أحد..تمسو على خير.
حسين التربي