روائية أردنية: الصدر ورفيقاه قُتلوا في غرفة الإعدام في باب ا

عملت لسنوات في «الخارجية» الليبية وسمعت القصة على لسان مدير المخابرات
عمان – القبس
تكشف روائية أردنية تفاصيل مهمة من حادثة اغتيال الإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1978. وقالت صحيفة السبيل أمس إن الكاتبة نزيهة محمد سليمان عيسى لم تكن تعلم أنها ستعرف بالصدفة ما جرى للصدر حين كان في ليبيا، وانها اضطرت الى إخفاء ما تعلمه 33 سنة، خوفاً من أن تتم تصفيتها جسديا إن هي نطقت بأي كلمة كما حدث مع الطيار الخاص لمعمر القذافي المسمى اليازجي، لكن ما جرى في ليبيا وبعد مقتل القذافي أصبحت الحقيقة تطلب الظهور العلني.
وأخيرا، وبعد مقتل القذافي، قالت عيسى إنها تعلم بحقيقة مقتل الصدر، لأنها كانت في ليبيا وقتئذ حين كانت تعمل مترجمة في وزارة الخارجية الليبية أيام حكم القذافي.
تؤكد الروائية أن موسى الصدر قُتل ومعاوناه في غرفة الإعدام في مكاتب معمر القذافي في العزيزية، وتم نقل جثامينهم بطائرة القذافي الخاصة وتم دفنهم في صحراء سبها.
الخروج من المأزق
الكاتبة – وفق الصحيفة – روت حكاية مقتل الصدر كما جاءت على لسان يوسف الدبري مدير مخابرات القذافي، الذي كانت تربطه بنزيهة علاقة صداقة أسرية، لكون نزيهة صديقة لزوجته (لبنانية الأصل)، لكون الدبري تقلد أيضا منصب الملحق العسكري في السفارة الليبية في لبنان. في الرواية تتحدث نزيهة عن مقتل الصدر، كما رواها الدبري، لكنها تركت الموضوع له وتقول «يجب عليه أن يتكلم هو ليريح ضميره لأنه يعرف الحقيقة».
وتقول نزيهة على لسان الدبري إن القذافي بعد مقتل الصدر أخذ يمشي في القاعة (قاعة المكاتب) ذهابا وإيابا، ضاربا برجليه الكراسي ومبعثرا بيديه كل ما على المكاتب، وطلب وهو ضاغط على رأسه بيديه من الحاضرين الخروج.
وتتحدث الرواية عن تفاصيل الخطة التي وضعت للخروج من المأزق فأعلنوا اختفاء الإمام الصدر ومعاونيه وادعاء مغادرتهم الأراضي الليبية إلى روما، وأعدت خطة بجلب رجلين بمواصفات الصدر ومعاونيه نفسها، وتم عمل بعض التجميل وحملوا جوازات السفر الأصلية نفسها وتم إرسالهم إلى روما، وهو ما أكدته الحكومة الايطالية أن شخصا يشبه الصدر ويحمل جواز سفر باسم موسى الصدر دخل روما وخرج منها.
وفي روايتها تتحدث نزيهة عن قصتها كاملة بكل تفاصيلها وتكشف حقائق عن بعض ما جرى أيام حكم القذافي الذي كانت شاهدة عليه، فهي عاصرت العهد الملكي الليبي وكانت مترجمة في السفارة الليبية بلندن عامي 1958 – 1959، ثم عملت مترجمة في بيت القذافي ورافقت زوجات الرؤساء مع صفية زوجة القذافي، كما أنها أنقذت صفية من الخطف أو القتل خلال زيارة إلى برشلونة في اسبانيا أواخر السبعينات.