تحليل إيطالي لفوز جبريل

تحليل إيطالي لفوز جبريل

المرصد الليب - ليبيا اليوم

تقول الكاتبة إما مانشيني في مقال بموقع "الباني روسو" الإيطالي إنه من الواضح أن الصورة الجديدة للساحة السياسية في ليبيا بدأت تتضح من خلال تفوق محمود جبريل وائتلافه وتراجع الإسلاميين الذين انطلقوا بحظوظ وافرة للانتصار، لكن لم يقتلعوا الأغلبية التي تمكنهم من الحكم في المرحلة الحالية.

ومن الممكن الآن التوقف لتحليل الأسباب الكامنة وراء هذه النتائج التي فاجأت الكثيرين، لكنها لن تغير الواقع الليبي بسرعة وسوف لن تقصي أيا من الطرفين.

وبينت أن خسارة الإسلاميين في ليبيا تعود حسب العديد من الخبراء إلى أن الاقتراع الإيديولوجي في ليبيا ليس الأولية ولا المحدد الوحيد لرأي الناخب، لأن ليبيا كلها مسلمة سنية لا مذاهب ولا طوائف ولا الكثير من المسيحيين.

حديثو العهد

ويمكن القول أيضا أن الإسلاميين في ليبيا حديثو العهد بالسياسة على عكس تنظيم "الإخوان" في مصر أو "حركة النهضة" في تونس، كما أن نقص الممارسة السياسية أضعف كثيرا الإسلاميين الذين لم يبنوا حملتهم على الاقتراب من المواطن بل تغليب الحديث عن الدين دون النزول لمطالب المواطن البسيط الذي يبحث أحيانا عن وعود حتى ينتخب.

أما السبب الآخر فهو إرث معمر القذافي الذي قزم الإسلاميين وجعلهم أعداء الوطن والأمة في مرحلة من الزمن ، وبالنسبة للكثير مازالت هذه الصورة كما هو الحال لدى الموالين وخاصة القبائل الكبرى التي صوت ضدهم.

كما أن الكثير من الحركات قامت في الحملة الأخيرة بالعمل على تشويه صورة الإسلاميين وذلك بربطهم بالدول الخليجية وبوصفهم بالعمالة لحساب دول وشركات أخرى مما دعم حظوظ منافسيهم.

فوز جبريل

من الجهة الأخرى هناك فوز الليبراليين، والحقيقة يعد ذلك فوزا لمحمود جبريل ، لأن ما نجده في ليبيا هو الاقتراع للشخص أكثر من الاقتراع للقوائم، خاصة أنه كان شخصية معروفة لدى الشعب الليبي عندما تولى منصب رئيس الوزراء في أول حكومة انتقالية، وهو ما جعله شخصية قريبة من الجميع.

يذكر أن جبريل قد عمل مع القذافي في ميدان الاقتصاد ولديه خبرة، حيث عمل كمستشار لسنوات في الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما جعله محل ثقة الكثير، باعتبار أن ليبيا تعد قاطرة المنطقة وأن الاقتصاد هو المستقبل ، خاصة في حال تحسن الوضع الأمني.

وعندما حاول سيف القيام بمشروع تغيير ديمقراطي في ليبيا كان جبريل هو المحاور الأساسي مع أوروبا والولايات المتحدة وبالتالي لا تنقصه الخبرة السياسة ولا الدبلوماسية.

ورغم فشل مشروع سيف القذافي إلا أن محمود جبريل تمكن من القفز سريعا نحو الثوار لقيادة حكومة انتقالية.