الشركات الأجنبية تخطو خطوات حذرة في ليبيا

من طرف **زهرة اللوتس** 2012-07-14, 10:02 pm

الشركات الأجنبية تخطو خطوات حذرة في ليبيا
المرصد الليبي – ليبيا اليوم.
تسعى الشركات الأجنبية إلى ملاحقة الفرص المحتملة في ليبيا الجديدة، ولكن في ظل المخاوف التي عبر عنها المراقبون الدوليون حول اندلاع العنف في الأيام الأخيرة، يجد رجال الأعمال أن الأمن الهش والبيروقراطية والفساد المستشري يمثل تحديات خطيرة لأولئك الذين يسعون إلى إيجاد سوق مربحة.
ويقول المحلل المختص في الشأن الليبي آلكس وارن، إن العديد من الشركات الأجنبية قد أجلت دخولها إلى السوق الليبية إلى وقت لاحق، مضيفا أن الشركات مترددة في تمديد عقود سنة 2011 حتى يتم دفع المبالغ المستحقة وتوضيح شروط العودة. وتبقى عقود أخرى معلقة حتى قيام السلطات الليبية بمراجعتها.
ولكنه أشار إلى أن هذه الشركات تفهم أكثر من أي طرف آخر السوق الليبية، ومن المرجح أن تكون مستعدة على تحمل المخاطر من أجل الحصول على موطئ قدم هناك.عودة حذرة
ويبدو أن إحدى الشركات الأمريكية تسعى للعودة إلى السوق الليبية وهي شركة "هيل" للبناء، التي قامت قبل الثورة بمساعدة الحكومة على بناء 25 جامعة بما في ذلك المركبين الجامعيين في طرابلس.
وقال ايرفين ريشتر، المدير التنفيذي ومؤسس الشركة، إن "هيل" تأمل في العودة إلى ليبيا خلال شهرين من الآن، ولكن العديد من العقود تنتظر أن يتم استيفاؤها.
من جهته أضاف دافيد برودي ستادمان، مدير العمليات في الشركة، أن حوالي 15 شركة صينية تنتظر العودة إلى ليبيا ولها عقود مستحقة بعشرين مليار دولار.

وأشار إلى أن الدفوعات المستحقة للشركة تبلغ مجموع ما بين 40 و60 مليار دولار في ليبيا، أين تبقى الشركات الصينية والتركية العاملة في البناء الأكثر نشاطا هناك قبل سقوط نظام القذافي.
وبينت الصحيفة أن عودة الإنتاج النفطي في ليبيا يمثل فرصة كبيرة، وقد أعلن المجلس الوطني الانتقالي أن الإنتاج سيعود إلى مستويات ما قبل الثورة وأنه سيصل إلى حوالي 3 أو 4 مليون برميل في اليوم في المستقبل القريب، ولكن ذلك يعتمد على الاستثمار في الآبار الجديدة وتعزيز الخبرات في المجال.
مخاوف أمنية
ولكن شارلز غوردون، مدير الشركة الاستشارية "ميناس" وشركاؤه، يقول إن شركات النفط الغربية قامت بتوقيع صفقات صعبة في عهد القذافي.
وكانت شركة "شال" قد قررت المغادرة بعد أن فشلت في العثور على احتياطات كافية، مما يثير علامات استفهام حول استخراج النفط في ليبيا.
وأضاف، خلال مداخلته في مؤتمر عقد بالدوحة، أن الليبيين في سوق تنافسي، ويجب على ليبيا أن تقدم المزيد من العروض أكثر إثارة على الصعيد التجاري، وإلا فان الشركات ستذهب إلى أسواق أخرى".
وقد ذكرت "شال" أن الوضع الأمني هو من الأسباب التي شجعتها على اتخاذ قرار المغادرة. وهو عامل يمثل الشاغل الأكبر للمستثمرين الأجانب في ليبيا، ويقول المستثمرون الأجانب، إن المناطق الحضرية هي آمنة نسبيا للعمال، ولكن المناطق الريفية قد تمثل خطرا عليهم.
وعلى الرغم من أن الناخبين الليبيين متفائلون بمستقبل أفضل، فإنه من الواضح أن الحكومة الجديدة سوف تلقى صعوبة في تهدئة مخاوف المستثمرين وتحقيق أقصى طموحاتها الاقتصادية.
وصرح نائب وزير التعليم العالي، فتحي عكاوي، أن وضع الهياكل المناسبة لتعزيز الأمن والإطار التشريعي لذلك ، سيستغرق وقتا طويلا.التاريخ : 14/7/2012