مقالات مختارة - شبعنا ثورة .... نبو دولة

عبيد أحمد الرقيق : شبعنا ثورة، نريد دولة مدنية, بدون مجالس ثورية أوعسكرية!
3 اغسطس 2012
ثمانية اشهر من الحرب الضروس, بين الفرقاء على الارض الليبية. كنا نعتقد انها كافية لوقف حمام الدم الليبي في احداث ثورة مسلحة فرضتها ظروف واعتبارات الواقع. خلال تلك المدة وضع الليبيون ايديهم على قلوبهم ترقبا مشوبا بالحذر, في انتظار الانتصار على حاكم متسلط, قرر التمسك بالكرسي حتى الموت! معلنا وبكل عنجهية وصلف بأنه باق في السلطة حتى وأن كلَفه ذلك فناء الليبيين! لايهمنا هوس الحاكم وجبروته بقدر ما يهمنا هذا الشعب الليبي المتطلع الى الحرية والديمقراطية, والذي يبدو ان الايام قد خذلته أو ان بعضا من ابنائه ممن يسمون مجازا بالثوار قد خذلوه! لنجدهم يصرَون كل يوم على تشبتهم بالفوضى من خلال تمسكهم بتشكيلاتهم العسكرية والثورية وممانعتهم المباشرة والغير مباشرة في اعادة هيبة الدولة والقانون.
تسعة اشهر اضافية بعد سقوط النظام والحال كما هو عليه, فوضى وانعدام امن, خطف واعتقالات, تعذيب وسجون. واكثر من ذلك, حروب قبلية ومواجهات دموية حصدت ارواح الكثير من الليبيين في غير طاعة الله. وبرغم ذلك كله, يأمل الليبيون خيرا بأن يتوقف نزيف الدم والمال الليبي, الذي اضحى مستباحا في رابعة النهار. لقد صبر الليبيون كثيرا فهم يدركون أن الثورة تحترم شعبها, وتجعل لابنائها حرمة فتأبى ان تزج بهم في معارك الرابح فيها خاسر.الثورة لايمكن أن تستنسخ افعال الطغاة والجبابرة فتقيم المعتقلات في كل مكان ودون مراعاة لحقوق الانسان, الثورة لاتقف صامتة تجاه كل الانحرافات الخطيرة التي يرتكبها المنحرفون المتعطشون للدم والمال, الذين يحترفون اعمال القتل على الهوية والخطف والتعذيب .
قد يجبرنا الواقع ونقول شبعنا ثورة! لاتختلف على ما يسميه القذافي “ثورة” الا في العلم والنشيد!! لقد صارت لفظة “ثورة وثوار” تسبب لليبيين صداعا غير مرغوب, فيكفي انهم عانوا حساسيتها وتأثروا بها طيلة اربعة عقود! قد يجبر الواقع الليبيين الى البحث على مضاد لحساسية الثورة والثوار!.. واذا ماوجدوه فمن الصعب ان يتخلوا عنه او يتركوه!!
بصريح العبارة وبعد ان اختار الشعب ممثليه, واكتمل بناء المؤتمر الوطني المنتخب على الجميع احترام ارادة الشعب, على الجميع التنحي جانبا وافساح الطريق للمؤتمر العام لممارسة مهامه, وعلى راسها تكوين مؤسسات الدولة. اذا بعد اليوم لاشرعية لاي تشكيل او تنظيم, فلا مجالس عسكرية ولامجالس ثورية ولاغيرها.. الشعب قال كلمته وسيجسدها على الواقع ولو ادى ذلك الى مواجهات ميدانية مع اعداءه المتربصين به من اشباه الثوار والمتسلقين والانتهازيين. اولئك الذين يحاولون عبثا ايقاف عجلة الديمقراطية التي يقودها الشعب الليبي بخلق كيانات غريبة تحت مسميات ترتدي قميص الثورة ولكن اي ثورة! لمن لم يصحو من سباته الثورة هي الوطن, والوطن هو الدولة والقانون..فمن بعدئذ يخالف ارادة الشعب.
د عبيد أحمد الرقيق

المقال يعبر عن رأى الكاتب