مقالات مختارة : أهالى تاورغاء، بأى حال عدت يا عيد

أيّ عيد سنحتفل يا وطني الحبيب وتاورغاء العدية جراحها ما زالت تنزف دمًا، وتقدّم الفقيد تلوالفقيد؟ ألم تسل يا وطني …أيّ عيد أتى وغمرات الموت ما زالت تلّف جنبات تاورغاء الذبيحة؟
من سيكفكف دمع اليتامى، ويلمس جرح الثكالى، ويرأف بغصّات الحناجر ونزف الدماء يوما بعد يوم يزيد؟ ألم يأن يا وطني أن تبسط جناحيك، وترّق لصرخات فلذة أكبادك وهي تصدح بالحرية غير آبهة بالتهديد والوعيد؟ أم أنّ المطالبة لنيل أبسط الحقوق كُتِب لها أن تبقى مقيّدة بأغلال التعسف؛ وإلا فالويل لها من القتل أو التشريد؟ إلامَ الجرح سيكابد في تقلّبه الألم، ويكسو بوشاح العز ليحجب عن أطفال تاورغاء الحزانى حتّى فرحة العيد؟
فأي عيد حناؤه الدماء القانية الحمراء؟ لم يعد له طعم ولم يعد له مذاق بل مذاقه مرّ ومشهده باللون القاتم بوشاح السواد تتلفع الأرامل وبالخدود الملطومة تبكي اليتيمات وفي كل بيت ترتفع الآهات والزفرات… أي عيد وأي تهان… إنها التعازي والحداد!!

والغد المفتوح على التدويل!! لتطويل مدى النحيب وزيادة التخريب كي يطيب للمارقين أن يغادروا الديار التي خربوها وقد زعموا أنهم حماة على الأبواب!!
راضيين أنهم خلفوا وراءهم الخراب وبقايا آثار أفكار السراب وبشرا مسحوقا تحت التراب
هم منا وبنو جلدتنا …ولما خلوا بأهلنا في أرضنا أرونا تلألؤ الأقمار في عز النهار وسقونا مرا ودماء تجري بحجم الأنهار ، أيعقل من يقتل من يحمل عقلً ولساناً وبراءة طفل ، يُتهم كمن يحمل بارود وسكينا. مأساة ودخلناها غصب عن ارداتنا ولا نعلم الي اين ستهدينا ولكن يكفي اننا نعــــلم انهــا لن ترضينا.. وسنكمل لنستأنف قضايانا ومــأسينا ونقيم العدل في وطناً مشتاق للعدل يحيه فيحينا…العيد لدينا صوت رصاص وعرس شهيد وطفل يتيم يبحث عن احلامه في تراب وطنه مغطى بدماء والديه أو دمعة وصرخة مجهولة وقتل على الهوية ، هذا هو العيد لأهالى تاورغاء ….تعذيب ..تنكيل…اضطهاد…واقصاء

العيد لهؤلاء النازحين والمهجرين له ثوب الحداد ومطرز ببكاء اطفال يتامى ومزركش بأنين اوجاع الثكالى، العيد لهم بلا وجدان وبغير تجديف ولا شطآن قد كان نهرا دافئا متدفقا الآن عيدهم طوفان
يا ايها العيد ماذا فاعل فيهم؟؟؟؟ اجئت تسعدهم ام جئت ترثيهم

الإعادلي غزوان

المقال يعبر عن رأى الكاتب