مقالات مختارة : طريحة نباش القبور

المنتصر خلاصة : طريحة نباش القبور
26 اغسطس 2012

الذي نعرفه او كنا نظن اننا نعرفه ان المثل الشعبي طريحة نباش القبور كانت تعني التعبير عن حجم وهول العقوبة التي تنتظر المذنب اذ انها ستكون علقة سخنة من نفس فصيل علقة نباش القبور الذي قبض عليه وهو متلبس بعملية انتهاك حرمة اصحاب القبور الا ان البعض ممن قام بعملية النبش للاضرحة والقبور وعلى عينك ياتاجر وما نتج عنه من تساهل او تهاون يصل لمستوى التمهيد والتوطئة من قبل عدة جهات على رأسها المؤتمر الوطني الذي اكتفى بالوعد والوعيد والحكومة التي اكتفت بتوزيع النصائح والارشادات واللجنة الامنية ومايتبعها من جحافل وقوى الثوار التي اكتفت كما جاءت الاخبار بالتفرج والشهادة ليس اكثر وعندما سئلوا اجابوا بكل حرفية والتزام اننا لم نتلق أي اوامر بالخصوص واننا كنا موجودين حماية لفندق المهاري ولاعلاقة لنا بهذا او ذاك وكأن الفندق ومايحتويه اهم من معالم تراثية وثقافية وطنية حمايتها والذود عنها يأتي على رأس مهامها بأوامر او بدونها وكأن من قام بهذا الفعل الشنيع يحمل اذونات وتصريحات من قبل الدولة صاحبة القول الفصل في تحديد صحة او عدم صحة ما هو موجود بأعتبارها صاحبة الامانة ومن تتحمل وزرها.
ماحدث قلب لدينا المثل بحيث ان الطريحة لم تكن من نصيب نباش القبور وانما من نصيب الموتى اصحاب القبور …تصرفات رعناء لاتليق باناس مسلمين يعون جيدا الظرف والظروف التي تمر بها البلاد ويدركون جيدا ان عملهم هذا هو تعدي صارخ على مفهوم الدولة وولي الامر في كافة الشرائع والمذاهب وان من قام بهذا العمل إنما اراد الدنيا وليس رب الدنيا اذ ان الارواح والدماء التي سفكت من يتحمل وزرها وبماذا سيجيبون يوم تعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما …
لاشك ان ماحدث قدم لنا الدليل والبرهان على الحالة المزرية التي عليها البلد بالرغم من رفع الروح المعنوية التي مارسناها على خلفية الأحداث الاخيرة بالقول انها مجرد احداث عابرة وتافهة الا ان ماحدث بخصوص تفجير الاضرحة وتخريب المكتبات والتعدي على المساجد يحمل في طياته خطورة بالغة تقول بإنقسام البلد على نفسه والسكوت الذي تعامل به الوطن مع هذه الجريمة النكراء سواء من منظمات المجتمع المدني اوالاعلام اللهم الا قناة العاصمة هو الذي سيسمح للاخرين بالمزيد من التعدي ليس على الاموات فحسب وانما على الاحياء ايضا ولعل من قام بالعمل متحججا بإنه يحوز على رضى وقبول سيادة مفتي الديار الليبية كذبه بيان دار الافتاء ممهورا بتوقيع سيادة المفتي …ان ما نخشاه ان يكون هذا الامر إنما يحمل فحوى ومضمون مشروع سياسي يراد به حكم البلد أي حكم الاهواء بالفتاوي الغير مجمع عليها من قبل الوطن والشعب وحينها سنجد البلد قد ذهب الى حيث لارجعة …ان تحديد المسئوليات ووضع الاسماء والجهات التي قامت بهذا العمل تحت طائلة المسائلة والقانون هو اولى مهام المؤتمر الوطني والحكومة العتيدة بعد ان سحبت التغطية الدينية بصدور بيان دار الافتاء والتغطية السياسية بعد بيان رئيس المؤتمر الوطني …..ان ماحدث يظهر ان الجهات الامنية التي نعول عليها في حمايتنا هي مخترقة من قبل افراد يشتغلون وفق اهوائهم بعيدا عن المرجعيات الدينية والسياسية فيا ليبيين ويامجتمع مدني استيقظ قبل فوات الاوان ….ولعل استجواب مدير قناة العاصمة ومايمثله من رمزية الاعلام وحقه المشروع في نشر مايراه صوابا والحجة تقرع بالحجة لا بتكميم الافواه فيه اشارة عن التوجه الذي تسير نحوه البلد اذا لم يتحرك الوطن كله ليقول كلمته بشأن ماحصل وسيحصل.
المنتصر خلاصة