مقالات مختارة : الى السيد المحترم الأمين العام للأمم المتحدة

أحمد الفيتوري : السيد المحترم الأمين العام للأمم المتحدة
18 سبتمبر 2012

تحية طيبة وبعد، أغبط نفسي على أني أخيرا تمكنت من الكتابة إليك ، لقد كنت من عقد و أكثر أفكر في ذلك زمن الطاغية ، من ساهمتم معنا بنصيب كبير من أجل اسقاطه وذلك بقراركم الحكيم 1973 الذي على اثره كتبت : ليبيا دولة الأمم المتحدة التي كانت اصدرت أول قرار في تاريخها بمنح بلاد استقلالها بعيد انشاء منظمتكم الموقرة – تلكم البلاد كانت ليبيا بلادي.
واليوم أكتب اليك بعد أن قام المؤتمر الوطني العام الليبي بتحويل مسألته العويصة لتقدمون له الحل: مسألة المرتبات والمزايا والاستثناءات المستوجبة لكل عضو من أعضائه.
لقد رفع القلم وحق لي أيضا أن أستغيث بكم لحل مسألة عويصة تخصني، المؤتمر الوطني الليبي هذا أنا من رشحته، سيادتكم تعرفون ذلك فهو ممثل لكل الليبيين من كانوا قدموا انتخابات نزيهة ومذهلة وهذا يحدث لأول مرة في تاريخهم، هم لم يهتموا بمسائلي مسائل ناخبيهم بل عجزوا عن حل مسائلهم لذا استغاثوا بكم ألستم مشرفين على انتخابهم؟.
السيد الأمين المحترم
لا تحك رأسك و لا تعقد حاجبيك مستغربا إن كنا أعفيناكم من المشكل الرئيس : أن تشاركوننا في ازالة اثار الحرب طالما شاركتمونا مشكورين في الحرب نفسها ، نتاج كل حرب عبث وفساد وسلاح ثقيل مبعثر تحمله كل الأكتاف القادرة وغير القادرة ، المليشيات المتعددة الاسماء والألوان والتوجهات ، الامراض النفسية واللصوص والتشرد والنزوح وضياع الحقوق الانسانية والمال العام …. والعدالة الانتقالية وكل ما أنتم عارفون أكثر منى بكثير ، كل هذا لا نريد مشاركتكم فيه فالمسألة العويصة بحق هي المسألة الصغرى لأن الصغائر كما تعلمون كثيرا ما تستنزف الجهد والوقت .
السيد الأمين المحترم
نعرف أن جهدكم ووقتكم ثمينان لذا لا تشغلوا انفسكم بالشبهات مثلما يفعل صغارنا ، من يسائلون لماذا عند احضار المجرم عبد الله السنوسي من دولة عسكر موريتانيا توجب وجود السيد يوسف المنقوش رئيس أركان الجيش الوطني ! - وأيضا رجاء دع عنك ولعنا بتأكيد أن كل شيء عندنا وطني الجيش والأمن والمؤتمر واللحم … الخ – رفقة السيد المحترم الحريص على المال الوطني وزير المالية حسن زقلام ، لقد حدث نفس اللغط حين تم استلام المدعو البغدادي المحمودي من قبل الدولة التونسية ،وأشاعت الصحف والمعارضة التونسية ما اشاعت وما رافقها من أزمة في دوائر السلطات التونسية .
تصور كم وصل بهم النزق فيتقولون أن الطاغية وأزلامه أهدروا المال العام وأننا نهدره من أجل استجلابهم من بقاع الدنيا ،وكأنما ليبيا يهدر القذافي مالها حيا وميتا ، سيدي أنت سيد العارفين هذا الشعب الليبي منذ طلع البترول علينا وهم يغنون : وين ثروة البترول يا سمسارة وحتى تفنى الدنيا وتقوم القيمة وهم في غيهم يعمهون.
السيد المحترم الأمين العام
كثيرا ما ردد الليبيون زمن الطاغية تحب تفهم تدوخ فلا تعتقد أنني أحب أن أفعل بك ذلك ، ولكن رجاء هل قام الشعب الليبي بثورة فبراير كي لا يفهم ما يحدث في بلاده ، كي تزداد الاسرار ، كي يستبعد و يستعمى ويستغفل، ويتم اقصائنا عما يحدث في بلادنا ؟
نعم نحن شعب مصاب بلعنة البترول
شعب مستبعد من شئون بلاده بل مقصا
نحن لا حول و لا قوة لنا فالسيد عبد الرحيم الكيب من رئسناه حكومتنا المؤقتة بدمائنا وأرواحنا يستغبينا، بل يتعامل معنا كغرباء لا يجب أن يعرفوا ما تفعله حكومتهم الموقرة.
فما هي الحقائق التي ستكشفها الأيام ؟ .
لا يهم ماذا ومن وراء ما حدث في زليتن او طرابلس أو الرجمة …….. الخ ؟ ..
لا يهم يا سيدي كل هذا وذاك فقد بلينا قرونا خمسة بسلطة تركية غاشمة ، ومن دول الغرب استعمرنا الفاشي الايطالي ثم ابنهم المحلي لأكثر من عقود أربعة فما الضير إن زادت لسنين مفردة من العمى بما يحدث في بلادنا .
المؤتمر الوطني العام أحال عليكم مسألة استحقاقاته من البترول أو أشيع عنه ذلك، فلا دخان دون نار : لقد شهدناهم يتصارعون ويتداعون حول ذلك وبعضهم يبرر بأن عصر الطاغية المقتر قد ولى وانه من حقهم السيارات الفارعة حتى ولو كانت البلاد – حتى الساعة – حفرة ، حفرة دم .
السيد المحترم الأمين العام
مواطن من ليبيا دولة الأمم المتحدة يحلم طول العمر الذي تجاوز النصف قرن ، يحلم أن يعيش عصر القرن التاسع عشر عصر التلفونات الأرضية ، لقد فعلت المستحيل منذ عقود وحتى ساعة كتابة هذا للحصول علي تلفون أرضي كي أتمكن من الانترنت نظام D C L ، كل الوسطات وعرض الرشوة ولم أتمكن ، وأنتم تدرسون المسألة التي أحالها عليكم مؤتمرنا الوطنى العام الموقر الرجاء النظر في طلبي هذا مكنوني من تلفون أرضي والسلام عليكم.
أحمد الفيتوري