النفايات في ليبيا …. أخطار تواجه الإنسان والبيئة

النفايات في ليبيا …. أخطار تواجه الإنسان والبيئة

أسوة ببقية مدن وقرى ليبيا تعاني مدينة البيضاء من انتشار النفايات على أرصفة شوارعها ووسط ميادينها ، في صورة مشوهة للمظهر الجمالي للمدينة ،ناهيك عن الرائحة المنفرة التي تعد مرتعا خصبا لتكاثر الأمراض بل وحتى تكوين أمراضا وميكروبات لا يختلف اثنان إننا في غنى عنها .
بهذا الشأن التقت التضامن للأنباء بعضا من أهالي المدينة وحاورتهم عن تلك النفايات ،و لم يخف كمال علي – مالك محل – في الحي الصناعي يبعد محله بضعة أمتار عن دائرة قسم نظافة البيضاء ، امتعاضه من النفايات المتجمعة قرب محله قائلا : ” بيني وبين حائط قسم نظافة البيضاء أمتار قليلة ومع ذلك أجد النفايات منتشرة بالقرب من محلّي بل أن معظمها مخلفات قسم النظافة “.
مقررا خلال حديثه لوكالة التضامن حرق تلك الأكوام بعد أن سأم ردود الموظفين بالقسم ، بان المسئول غير موجود منوها إلى تكرار تلك الإجابة عند كل زيارة لتقديم شكوى .

غياب سيارات التنظيف

أما سخط كمال احمد المقيم قرب ورشته في الحي الصناعي اتضح من يأسه من عودة ناقلات الأوساخ والقمامة إلى المكبات العامة ” الشاحنات الخاصة” ، فخدمة التنظيف لا تصل نهائيا الى الحي الصناعي على الرغم من وجود قسم نظافة البيضاء فيه ،مؤكدا أن الحل الأمثل في هذه الحالة يكمن في جمعها في مكان واحد ومن ثمة حرقها ،معترفا بأن الحرق لا يعد حلا سليما كونه يتسبب في روائح كريهة أخرى ويبعث غازات سامة لها خطر كبير على صحة الفرد ولكنه حل لا مفر منه “.

شركات أجنبية

ليس ببعيد يهون محمد علي – خباز – من حجم معاناة السكان في البيضاء قائلا : ” لا يمكنني القول بان خدمة النظافة معدومة كليا ولكنها قليلة قياسا بالمخلفات التي يرميها سكان المدينة ، فالسيارات لا تدخل الاحياء السكنية كل يوم ، بل يقوم عمال النظافة بجولاتهم كل اسبوعين تقريبا في الاحياء السكنية وهذا يسبب تراكم النفايات امام البيوت والمحال التجارية مما يشكل خطرا على صحة المواطن فيها “.
وتابع علي ” نحن بحاجة إلى شركات أجنبية تقوم بتنظيف المدينة ،ولا بد من الاستعانة بشركات لها خبرة كبيرة بالاستفادة من تلك النفايات ، فهي قادرة على فرزها الى مخلفات زجاجية وبلاستيكية و معدنية ، أو حتى تحويل جزء كبير منها أسمدة زراعية “.

تناقض

وفي تقاطع الحوت الوضع يختلف تماما وخدمة التنظيف في هذا التقاطع جيدة وسيارات النقل تأتي بشكل يومي بل مرتين في اليوم ، صباحا ومساءا.
وفي مؤسسات التعليم هناك غياب كبير لخدمات التنظيف ، يقول احد المدراء “خالد اليسير” يتوجب علي أن أقوم بتنظيف المدرسة من النفايات بنفسي من خلال جمعها ورميها بأقرب تجمع للنفايات ، لخطره.
أما أستاذ علوم الحياة مصطفى جليل فقد أوضح قائلا ” مهما كان حرص المواطن على بيئة مدينته فسيقف عاجزا عن ايجاد مكانا جيدا لجمع النفايات ما لم تقوم دوائر التنظيف بجمعها ، فعادة ما تجمع النفايات خارج المدن لطمرها او الاستفادة منها كما في الدول المتقدمة ، فهي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية او اعادة تصنيع بعضا من مكوناتها الرئيسية كالزجاج والورق والبلاستك ، وهذا أمر يصعب على المواطن فعله ” .
وكالة أنباء التضامن _ بشار محمد