مقالات مختارة : إلى متى تحكمنا سياسة القطيع ويساق شبابنا لمذ

الشرارة التي أشعلت ثورة السابع عشر من فبراير في الأيام الأولى لها, هي الشعور بالظلم والتهميش والاضطهاد وطلب الحرية (مطلبنا الحرية) هذا كان شعار العامة وشعار الحقوقيون (دولة القانون), خروج الجماهير كان عفويا وله هدف وعن إرادة ومسئولية.
في سبيل هذا المطلب دفع الشباب الليبي الدماء الغالية, فمنهم من استشهد ومنهم من فقد ومنهم من جرح ومنهم من بترت أطرافه؟
ألان مضى على الثورة أكثر من سنة ونصف, ماذا جنى الشباب الرشوة (مكافأة الثوار) وهى أقل من حقهم كراتب شهري لتوليهم مهام الجيش والشرطة فى المدن بعد دخولهم لها وليس لمشاركتهم في الثورة؟
إن الشباب الليبي ألان يتعرض لأسوأ أنواع الإذلال حيث يستعبد و يساق كالقطيع ويحرك غريزيا ليرمى به في أتون المعارك ليموت وتستعمل معه سياسة التجويع المعروفة؟ هل هذه هى الحرية؟
قتل منهم الكثير في الجنوب والشمال والشرق والغرب وسوريا من أجل شعارات فارغة (نحن لن نستسلم ننتصر أو نموت), الانتصار لثورة السابع عشر من فبراير والموت للأزلام, المجد والخلود لشهدائنا, نعم لنصرة الشعب السوري.
هل ثورة السابع عشر من فبراير وثن يعبد (لا اله إلا الله محمد رسول الله) الإسلام جاء لتحرير البشر من الاستعباد, عمل المسلم يجب أن يحتسبه لله وحده وليس للأصنام؟ الشاب يحرك غريزيا ولا يهمهم مصيره ونيته؟
المهم أن يحافظ لهم على كراسيهم مقابل شحنه بهذه الشعارات الوثنية الفارغة ليموت؟.
ألان يعد لمذبحة كبيرة لشباب بني وليد ومصراتة وسوق الجمعة والزاوية وتاجوراء والزنتان وشباب الشرق وغيرهم كثير حيث يجمع الشباب من الجامعات والمدارس ليقدموا قرابين الواجب وكل منهم يشحن بشعارات زائفة مثل : ورفله العظمى , الثأر لرمضان بك السويحلى , يا لأمجاد عبدالنبى بالخير , الثأر لثوار سوق الجمعة , تطهير الأزلام , نحن لن نستسلم ننتصر او نموت , الثأر للشهيد شعبان ؟
المؤتمر الذي أنتخبه الشعب ليعبر عن إرادته أعطى للقادة المجرمين التغطية الشرعية حيث اصدر لهم قرار للقبض على المطلوبين بدم شعبان وفوضهم باستخدام القوة , بعد أن أكل رأس الدولة البازين فى بنى وليد وصفق للبرغوثى ورجع بشعبان وقال كل شئ على مايرام ؟
هل شعبان وثن يعبد؟ فعلى مذبحه تهرق الدماء وتزهق الأرواح وتشعل به الحرب الأهلية , هل نحن سذج لدرجة تجعلنا نصدق أن هذه الحماسة , لان بني وليد بها أزلام أو على شأن عيون الشهيد شعبان ( ذلك الطفل الذي أزهقت روحه بناء على شحن غريزي وشعارات فارغة ولم يشعر الساسة بقيمته إلا بعد أن وضعوه في القبر ولم تكفهم روحه ولكن يريدون باسمه إزهاق ارواح المزيد من الشباب البرئ)
للأسف الشديد بات جليا أن هذا المؤتمر لا يعبر عن إرادة الشعب ولكن يعبر عن إرادة البارود , وقف ذلك الشاب الثائر من مصراتة على أبواب المؤتمر الوطني وقال حرفيا أنا قادر على الدخول للمؤتمر وضرب الرئيس وبعض الأعضاء كف كف ؟وقال صدق القذافى عندما قال من فيكم من فقص بارودة ؟ يعنى أن الشرعية تستمد من البارود ففهم الساسة الرسالة .ومن ذلك التاريخ تصدر القرارات ويتحرك الساسة بناء على إرادة البارود ؟
أفيقوا أيها الليبيون
ألا يستحق شبابنا الحياة الكريمة؟ ألم يدفعوا الثمن غاليا لماذا نتركهم لهولاء الوحوش يقدمونهم قرابين على مذبح جشعهم وأنانيتهم وخبثهم ودناءتهم ؟؟؟؟؟
علي جمعة المزوغي