ليبيا ليست دولة " فاشلة " لكنها تمضي قدما باتجاه الفشل..

ليبيا ليست دولة " فاشلة " بعد..
ولكنها تمضي قدما باتجاه الفشل..

خلال نقاشات عديدة في واشنطن ولندن كان هناك اشارات واضحة معظمها سلبية حول عدم قدرة القوى السياسية الليبية على الخروج من عنق الزجاجة.. كما يوجد احاديث حول غياب " الجرأة" السياسية عند النخبة الليبية.. لكنني لا يوجد تلويحا مباشرا بتدخل الأمم المتحدة ولكن لا يستبعد هذا الخيار تماما... هناك هناك ثلاث اخطار تهدد مستقبل العملية السياسية في ليبيا .. وان لم تعالج ربما قد تهدد مستقبل ليبيا ككيان..

الخطر الأول:

يتمثل في امكانية ان تتحول ليبيا الى مكان مناسب آخر لانصار القاعدة كما حدث في اليمن..
ان الحرب الدائرة في شمال مالي وتبادل السلاح والرجال بين قاعدي شمال افريقيا يجعل من ليبيا ومن برقة بالتحديد مكانا مثاليا لتوسع اعمال القاعدة والحصول على ملاجئ أمنة لمنفذي عملياتها.. هذا يقضي اغراق ليبيا في العنف والفوضى واستمرار تحدي الشرعية بمختلف الاشكال.. واعلان حرب شعواء على كل من يتصدى لهذه المخططات بتهم العلمانية والليبرالية والبعد عن الاسلام.. ان حرب النكفير تسير جنبا الى جتب مع العمل المستمر لتكون ليبيا مسرحا مفتوحا لنشطات كل المتطرفين.. وعبر في الأتحاد الأوربي عن قلقهم على التوافد بالعشرات من الكوادر المتوسطة للقاعدة على ليبيا..

الخطر الثاني:

الذي يهدد ليبيا هو الفساد المالي
الذي بدأ يستشري داخل المؤسسات الليبية..
ان الفساد نوعان..
النوع الأول من الفساد المالي:
في صرف الاموال بسفه داخل المؤسسات الليبية بما فيها المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية.. وفي التصرفات الهوجاء فيما بخص الاستثمارات الليبية في الخارج.. وهناك تقارير امام الحكومة عن حجم السفه الاستثماري.. واذا لم تصارحنا الحكومة بذلك فأن على وسائل الاعلام ان تنقب في هذا الملف وتكشف المستور..
النوع الثاني من الفساد المالي:
هو في انتشار عمل العصابات المنظمة في تجارة المخدرات وانخراط بعض التشكيلات المسلحة في ذلك.. ان حجم الاموال المنقة في السنة الاخيرة لى شراء العقارات مؤشر على عملية ضخمة لغسيل الاموال لا يبدو ان السلطات الرسمية مهتمة بمتابعتها,,,

الخطر الثالث هو خطر سيادي:

والذي نرى بشائره في بالونات الاختبار التي نطلق هنا وهناك حول وحدة التراب الليبيي.. واخرها تصريحات هيكل والحملة التي تقودها وسائل اعلام بعينها حول ما يجري في ليبيا هو صراع قبائل ليس الا... ان تلويح هيكل يعيد تلميحات مريية سابفة اخطرها ما حاول السادات القيام به عام 77 بفصل برقة والذي سربته صحيفة واشنطن بويت وادى الى صدور توجيه امريكي شبه علني بأن المناطق النفطية خط احمر..

على كل الفعاليات الوطنية ان ترتفع الى مسوى هذه المخاطر .. وتلتقي على طاولة مستديرة لصياغة ميثاق وطني يتصدى لهذه المخاطر مغلبين تناقضاتنا الأولية على تناقضاتنا الثانوية.

اللهم أحفظ ليبيا