محمد بوسدرة : المؤتمر الذي حضرت

محمد بوسدرة : المؤتمر الذي حضرت
في مدينة البيضاء-حاضرة الجبل-عقد وعلي مدار ثلاثة أيام مؤتمر يعني بحقوق الإنسان أثار جدلا و قدم مخاوف لاسيما في شريحة الثواروذلك بسبب ما صاحبه من حالة غموض وإبهام سواء في الإعداد أم في الدعوات أو الإعلان عنه…
كما كثرت الشائعات حول مصادر تمويله,وعلاقة الحكومة بهذا المؤتمر..لكن أخطر ما أثير حوله كونه منعقدا ابتداءً لإدانة الثوار وتجريمهم تمهيدا لمحاكمتهم وانتهاءً بإصدار الأحكام ضدهم وتقديم عدد منهم إلي محكمة الجنايات الدولية…
وهو ما استدعي اعلانا لحالة طوارئ لمدارسة كيفية التعاطي مع هذا الأمرمن قبل شريحة من شرائح الثوار ..
وأطلقت طائفة أخري العنان لإقلامها واتخذت من صفحات التواصل ميدان فروسية لها تحلل وتحذر وتستنبط وتعلق…

ووجد أصحاب الشائعات بيئة خصبة لنشرها وانقسامها وتكاثرها وصاروا يزيدون ما يريدون ويكتبون ما يشتهون معزين ذلك لمصادر موثوقة وإن مجهولة..أو حدثوهم من وسط اللجنة التحضيرية للمؤتمر….

حدث هذا كله في غياب تام لثقافة التواصل بين جميع الأطراف فلا اللجنة التحضيرية اقامة ندوة لإزالة الإبهام الذي صاحب الحدث ,ولاالثوار حاولوا الإتصال باللجنة للإستفسار والإستيضاح…

لم أكن مدعوا ابتداء للمؤتمر ولكن رأيت من المصلحة أن أكون هناك لأقف علي حقيقة الأمر وتأكدت ضرورة الأمر بعد اتصال أجراه معي الأستاذ خالد السايح يدعوني للحضور والمشاركةوذلك بالإتفاق مع اللجنة التحضيرية …

وصلت الي البيضاء وما أن التقيت اللجنة حتي تبددت مخاوفي وزالت حيرتي وعلمت أن المؤتمر أبعد ما يكون عما أثير حوله -قد يقول قائل لا سيما المتأثرين بنظرية المؤامرة-إنما تغير مجري أحداث المؤتمر بعدما تفطن له وشنت الحملة عليه!!!

قد ….ولكنني لا أشهد إلا بما علمت..(وما كنا للغيب حافظين).

بل وجدت المؤتمر فرصة عظيمة للثوار لإيضاح موقفهم مما يحدث من البعض من انتهاك لحقوق الإنسان أو قتل أو تعذيب أو خطف للأفراد..

وبالفعل هذا الذي حدث بل وتكفل الثوار بتمكين الضحايا من رفع الشكاوي ضد معذبيهم …

وأكد الثوار علي المطالبة بملاحقة المذنبين ومحاسبتهم علي تجاوزاتهم,كائنين من كانوا…

وينتظر الجميع عقد مؤتمر ثان حول القضية ذاتها لجعل قضية حقوق الإنسان قضية رأي عام…حتي يتم غلق هذا الملف بكيفية تعيد للإنسان الليبي كرامته التي دفعت دماء ثمناً لها…

وما يمكن الخلوص إليه مما تقدم.

*علي كل من يقدم علي إقامة ندوات أو مؤتمرات تحمل قدرا من الحساسية أن يكون شفافا في طرحه ,واضحا في مستهدفاته..

**اصبحت الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضي إلي التواصل والحوار والتبين إذ لم يعد الوطن يحتمل مزيدا من الحزازات أو الحساسيات..

***ليس من العدل في شيئ أن نتعاطي مع القضايا بأحكام مسبقة أو عبر نظرية المؤامرة..

إن شاءالله خير