إنها (الأمانة) يامعالي رئيس الوزراء !

من طرف **عبدالحفيظ عوض ربيع** 2013-06-23, 10:11 am

إنها (الأمانة) يامعالي رئيس الوزراء !
************************
أخي معالي رئيس الوزراء السيد علي زيدان .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الإنصاف أن اتقدم إليك بجزيل الشكر على ما تبذله من أجل الوطن ، وتحملك المسؤولية في وقت حرج للغاية ، س...ائلا المولى لك التوفيق والسداد .
أخي الكريم :
سأكون معك في منتهى الصراحة ، وأتجاوز عبارات المجاملة الباردة ، أو الممهدات الطويلة ، واكتفي بالتلميح عن التصريح ، فاللبيب تكفيه الإشارة ، راجيا أن تتدبر ( مضامين الكلام ) وتتجاوز مبانيه وقوالبه ، فربما تجاوزت اللياقة بسبب جرح الوطن الذي يتسع يوما بعد يوم .
أخي معالى رئيس الوزراء .
عندما يمتحنك الله تعالى بمنصب مثل هذا ، يجب أن تتعالى على الأحقاد القديمة ،و( تتناسى ) ما ولدته لك تلك التجارب الجزئية الضيقة ،لانك اليوم أب للجميع .
فإن لم تستطع- بحكم الطبيعة البشرية - فالزم العدل والقسط ؛ فبه وحده تُقام الدول ، وتسعد الشعوب ، وتُحمد سير الرجال .
أما ما نسمعه من تدابير وتراتيب فهي ضرب من الكيد والمكر ، ولا تمت بقيم الإسلام في الحكم والسياسة .
إن كان ما يصلني من معلومات بأسانيد عالية ، ومن مصادر متنوعة ، ومن رجال لا يرقى لنقلهم شك ؛ هي معلومات ناقصة أو مغلوطة، فاعتبر ما قلته هو من باب التأكيد على تلك القيم .
وإن كان ما نقل إلي ( وغيره ) صحيحا ، فسوق تبوء بإثم كل قطرة دم ستسال بسبب ذلك الكيد ، وسوف تذهب نفسك حسرات على وطن مرقتموه ، وشعب استعبدتموه ، وهوية إسلامية عريية سلطتم عليها أمثال الصهيوني المجرم الخطير ، الذي وصفته بنفسك بأنه صديق حميم ( برنارد ليفي ) !!
أخي الكريم ، لقد سمعت عن سيرتك من أحد العلماء الذين عرفوك عن قرب في ألمانيا ما جعلني استبشر في بداية الأمر بقدومك ، وجعلني أخط إليك هذه النصحية أملا في دينك وحميتك ووطنيتك .
المرحلة خطيرة ، والوطن كله مهدد ، وحجم التآمر لا يقوى عليه الليبيون .
فكن رجل المرحلة وتنازل عن حظ النفس واحتضن الجميع ، واعتمد - بعد الله تعالى - على شعبك وقومك ، ولا تستمد العون ممن يتربصون بالأمة الدوائر ، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ....أو ارحل في هدوء ،
( فكرة ) الحرس الوطني فكرة جيدة ، ولكن ليس على طريقة نوري المالكي .
(فكرة ) المباحث العامة ، فكرة جيدة ، لكن لا برفع الحصانة ، ودمج الأمن الداخلي جملة واحدة ، وتسليطها على الإسلاميين من جديد .
( فكرة ) التعايش والتعاون من الغرب جيدة ، ولكن ليس على حساب سيادة الوطن ، وهوية الشعب .
(فكرة ) استقلالية مجلس الوزراء عن المؤتمر جيدة ، ولكن ليس على حساب تهميش المؤتمر ، وتفريغ دوره الحقيقي .
( فكرة ) المصالحة الوطنية واجب ديني ووطني ، ولكن ليس على حساب تمكين رجالات النظام السابق ، وغسل المستندات التي تدينهم .
(فكرة) الخوف من المليشيات والإرهاب فكرة جيدة ، ولكن ليس على حساب تفكيك قوة الثوار ، وتحريض المجتمع عليهم ، ثم تقديمهم كمجرمي حرب .
(فكرة ) التنافس الحزبي السياسي ، من لوازم الديمقراطية ، ولكن ليس بعقد محاكم التفتيش عن الهوية الفكرية والإيدلوجية ، وإقصاء المنافس من الشراكة الحقيقية .
الأفكار الجيدة كثيرة ، ويبقى العدل في ضمير الوزير !!
والله ما كتبت لك هذا إلا عن تقدير لشخصك ، وإخلاص في نصحك ، وأداء للأمانة التي في أعناقنا ( لتبيننه للناس ولا تكتمونه ) فإننا جميعا سوف نلقى الله تعالى - كما في الحديث الصحيح - حفاة عراة غرلا ... يستوي عند الله الوزير والخفير .إلا ما قدمناه من عمل خالصا صالحا ! {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ}

اللهم إني قد بلغت .
أخوك ونيس المبروك الفسيي- بنغازي - 21-6-2013