أين الوفاء في الناس؟

د. علي السباعي
أين الوفاء في الناس؟

لو سألت الإيطاليين عن الجنرال السفاح قراسياني، لقالوا لك بطل من أبطالنا وعظيم من عظمائنا، و لو سألت الألمانيين عن الدكتاتور والسفاح هتلر، لقالوا لك مثل ما قال الطليان وزيادة، و لو سألت اليهود عن الجزار شارون، لقالوا لك مثل ما قال الألمان وزيادة. مع أن قراسياني وهتلر وشارون أقاموا تاريخهم ومجدهم على جماجم الأطفال وأشلاء الأبرياء وأعراض النساء إلا أن تلك الأمم لازالت وفيّةً لأولئك المجرمين!.

لكن لو سألت الليبيين عن الشيخ الصادق الغرياني، لقال كثير منه ما رأينا منه خيرا قط!

ولو سألت هؤلاء:

هل سفك الشيخ الصادق الدم الحرام؟
هل أكل الشيخ الصادق المال الحرام؟
هل كذب الشيخ الصادق على الليبيين في القنوات كما يفعل الآخرون؟
هل أكل مال اليتيم؟
هل تاجر بدماء الشهداء فأنشأ حزبا جمع فيه كل المتسلقين والقتلة وبقايا نظام الأجرام؟
هل كان وزيرا للتخطيط؟ أو وزيرا لمكتب الاتصال الخارجي في حكومة معمر القذافي؟

مشكلة الشيخ الصادق التي لا تغتفر أنه أفتى فتوى كانت سببا في إسقاط نظام القذافي، وأضاف إلى هذه الخطيئة خطيئة أخرى! حينما قال لا تعطي صوتك لمن يقول الدولة لا دين لها، فصار بسسب هاتين الخطيئتين من المغضوب عليهم الذين لا تقبل لهم توبة أبدا عند هؤلاء القوم.

وغني عن القول أننا لا نعتقد العصمة في الشيخ الصادق ولا في غيره، فهو بشر يصيب ويخطئ، إلا أنه بين أجرين، فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، فهو يتقلب بين أجرين لأنه مجتهد.

فأين الوفاء في الناس؟ أم أنه ذهب مع أبي جهل وعرب الجاهلية الأولى؟

شكرا لك