اونغ سان سو تشي تعود الى الساحة السياسية

اونغ سان سو تشي تعود الى الساحة السياسية
نشرت بتاريخ - الاحد,11 اكتوبر , 2009 -11:40 بانكوك (ا ف ب) - اجرت اونغ سان سو تشي التي وضعها المجلس العسكري الحاكم في بورما تحت الاقامة الجبرية، في غضون اسبوع حوارا مزدوجا مع العسكريين في بلادها والدول الغربية مستعيدة بذلك دورا سياسيا كانت فقدته بشكل تام في الاشهر الاخيرة.

وفي حين اعيد في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر تثبيت الحكم عليها بالاقامة الجبرية لمدة 18 شهرا اضافية، يبدو ان الشخصية المعارضة في بورما استعادت دورها كمحادث في رانغون بعد اسبوع مثقل بالنظر الى الجمود الذي ساد في الاشهر الماضية.

واختصر وين مين الناشط في مجال دعم الديموقراطية والباحث في جامعة شيانغ ماي في تايلاند، الحالة بالقول "انها ناشطة سياسيا. ان لها دورا تلعبه في بورما".

والتقت اونغ سان سو تشي وزير العمل وضابط الارتباط في المجلس العسكري الحاكم اونغ كيي مرتين، في حين انقطع اي حديث بينهما منذ كانون الثاني/يناير 2008. ثم ناقشت موضوع العقوبات الغربية مع دبلوماسيين غربيين، استرالي واوروبي.

وفي حديث مع البي بي سي، لفت اندرو هين سفير بريطانيا الذي يمثل الاتحاد الاوروبي "انها منخرطة جدا ومهتمة جدا للدخول في تفاصيل كل ما تريد مناقشته، وقد تحلت كالعادة بالكثير من البلاغة".

وكانت المعارضة البورمية اقترحت في نهاية ايلول/سبتمبر في رسالة الى الجنرال ثان شوي التدخل لدى الغربيين للمساعدة في رفع العقوبات المفروضة على بورما. وخلافا لكل التوقعات، وافق الرجل القوي في البلاد على هذا الاقتراح.

واعلن ديريك تونكين الدبلوماسي البريطاني السابق "تريد ان تلعب دورا رئيسيا في العلاقات بين المجلس العسكري والولايات المتحدة. قد يكون (العسكريون) على استعداد للسماح بذلك الى حد ما".

وقد وعد العسكريون بتنظيم انتخابات في 2010، ستكون الاولى منذ تلك التي جرت في 1990 والتي فازت فيها الرابطة الوطنية للديموقراطية بزعامة سو تشي. واعتبر معظم المراقبين حتى الان ان هذه الانتخابات لن تكون سوى شكلية. لكن ثان شوي يريد ولا شك، على حد تعبير هؤلاء المراقبين، استخدام المعارضة التي يمقتها، لاعادة تلميع صورته.

واعتبر وين مين ان "ثان شوي هو الوحيد الذي يتخذ كل القرارات"، مشيرا في الوقت نفسه الى الابقاء على سو تشي تحت الاقامة الجبرية مع منحها حرية تحرك نسبية. واضاف "يريد اضفاء شرعية على الانتخابات. واحدى وسائل الحصول على ذلك هي اعطاء (سو تشي) بعضا من الحرية".

واستعادت المعارضة على اي حال بعض التحرك في جو اضفى عليه القرار الاميركي الاخير بشان التباحث مع المجلس العسكري الحاكم بعض التعديل. واكد المتحدث باسم العسكريين نيان وين ان بامكانها ان تلعب دورا متناميا.

واوضح المتحدث لوكالة فرانس برس "ان لقاءها مع الدبلوماسيين يشكل بداية دورها السياسي لان العقوبات بالذات هي قضية سياسية". وتابع يقول "من حق اونغ سان سو تشي ان تمارس السياسة. وهذا غير مرتبط بكونها تحت الاقامة الجبرية ام لا".

ويبقى الحذر مع ذلك مطروحا بالتاكيد حيال نظام اعطى في الماضي ضمانات حسن نية قبل ان يوصد الابواب بقوة امام اي حوار.ى وسيكون اللقاء بين اونغ سان سو تشي وثان شوي اشارة رئيسية للتقدم، علما انهما لم يلتقيا منذ سنوات عدة.

لكن ديريك تونكين اعتبر ان "سيدة" رانغون ينبغي ان تستشير اولا الكوادر الاخرى في الرابطة الوطنية للديموقراطية، وان تقابل الوزير اونغ كيي مرة اخرى اضافية على الاقل.

وعلى اي حال، رحب ديريك تونكين بان المعسكرين يتكلمان مع بعضهما البعض اخيرا. وقال "لا نعرف الى ما سوف ينجم عن هذه المحادثة. لكنها حصلت. وينبغي النظر الى اي اتجاه سوف تتطور".

منور علي تغطيه