ماذا تعني المملكه الليبيه .

من طرف التمساح 2014-04-04, 10:21 pm

--------------------------------------------------------------
لم يكن مصطلح (لوبيا أو ليبيا) يعني تاريخيا وجغرافيا سوى المنطقة المحاذية للبحر الأبيض وهي عنت دائما ذلك الإقليم المكتشف والمعروف من القارة الإفريقية بسكانه عبر الأزمنة وتغير جغرافية وتبعية تلك المنطقة بتغير تلك الأزمنة منذ الحضارة الأمازيغية الأولى إلى عهد الرومان ثم الى الدولة العربية الإسلامية بمراحلها المختلفة الدمشقية والبغدادية ثم الفاطمية القاهرية إلى غزوات واحتلال فرسان القديس جون فالعثمانيين فالاحتلال الايطالي الذي جثم على صدر الوطن ولم يعد هناك أي أمل بالخلاص منه خاصة بعد انتهاء المقاومة الوطنية (1932) , إلى أن منّ الله على بفضله على أهل هذه البلاد بتغير موازين القوى اثر اندلاع الحرب العظمى الثانية وما تبعها من احتلال الحلفاء لليبيا الإيطالية , ليبدأ بعد ذلك مخاض سياسي عسير إتسم بتكثيف الجهود السياسية للمخلصين من أبناء الوطن , وفي نفس الوقت لم يسلم هذا المخاض من التجاذبات السياسية والمصلحية للدول والأفراد والتي تغلبت عليها وهزمتها حكمة ووطنية الخيرين من أبناء ليبيا , إلى جاء اليوم المشهود الذي توجت فيه تلك الجهود بإعلان الملك الراحل إدريس السنوسي استقلال ليبيا وبداية العمل بدستور البلاد وظهرت إلى العيان ولأول مرة الدولة الوطنية الليبية الأولى بمعناها الجغرافي والسياسي لتنتزع إعجاب المراقبين ولتحقق بحكمة مسؤوليها استقرارا ونموا فريدا - وبالأرقام وفي كافة المجلات وعلى جميع الأصعدة - قلما يحدث في بلد عانت نفس الظروف وبشهادة خبراء الاقتصاد والسياسة في ذلك الوقت .
إن العهد الملكي الدستوري السابق في ليبيا لم يكن يمثل سيطرة إتجاه سياسي معين أو طرف على طرف آخر ولم يكن يعني نظام وشكل حكم بقدر ما مثّل وتجسد فيه المشروع الوطني الأول المتكامل بامتياز , والذي انصهر فيه كل أبناء الوطن لتكوين الدولة الوطنية الأولى . لقد جلس المجاهدين الذين كانوا في ساحات الوغى جنبا إلى جنب مع من كان بحكم عمله أو وظيفته منخرطا في تنظيمات الحزب الفاشيستي , وعفا من كان يفتخر بأنه كان السبب تقريب يوم الاستقلال عن من كان ينادي بعودة الحكم الايطالي على جزء غالي من أجزاء الوطن , وتجاوز فيه صاحب المظلمة عن مظلمته , لقد كان ذلك العهد المظلة الجامعة لأهل برقة وطرابلس وفزان , للعرب والأمازيغ بمكوناتهم , لساكن المدينة وباديتها , علي حد سواء كما استوعب كافة التيارات والاتجاهات الفكرية والجهوية والسياسية في إطار وحدود المصلحة العليا للوطن وليس غير الوطن, لم يضع إدريس السنوسي (التاج) شعار ذلك العهد على رأسه هو بل وضعه على رأس الشرطي وكتف الضابط وعلى أزرار سترة الموظف وعلى وثيقة سفر المواطن وأوراقه الرسمية , فتمنى الكثير من أبناء الأقطار المجاورة أن يكونوا من مواطني هذا البلد واستجار آخرون بادعائهم أن جنسيتهم ليبية احتماءً من دوريات البوليس في عواصم أوروبا.... وبعد ذلك كله أليس ذلك العهد جديرا بأن يفتخر به كل مواطن سوي يشعر بالانتماء لهذا الوطن الغالي سواء كان توجهه ملكيا أو جمهوريا .