إعلانات المنتدي
المواضيع الأخيرة
بحـث
بعيداً عن "الفلسفة الزائدة" والتنميق في الخطاب.. هذا ما يعنه مصطلح "ما بعد الحداثة"
صفحة 1 من اصل 1
بعيداً عن "الفلسفة الزائدة" والتنميق في الخطاب.. هذا ما يعنه مصطلح "ما بعد الحداثة"
لابد أنك سمعت مصطلح "ما بعد الحداثة (Postmodernism)“ من قبل في أكثر من سياق، سواءً كان فنياً أو اجتماعياً أو سياسياً.
أدت كثرة استخدام هذا المصطلح إلى تشويش معناه وضياعه بل واعتباره حجة للقيام بأمور دون مبررات منطقية، كتقييم عمل فني لم يلق استحباباً لدى الجمهور، لكن المصطلح يحمل معانٍ عميقة وهامة تعكس تحولات فكرية جذرية ومحورية شهدتها البشرية في القرنين الماضيين.
ولفهم معاني وتبرير استخدام هذا المصطلح، نقدم لمحةً موجزةً عن عناصر هذا المصطلح، حتى تتمكن من استخدامه مستقبلاً في السياق المناسب.
1- لامركزية ما بعد الحداثة
يعد مصطلح ما بعد الحداثة غامضاً بعض الشيء، نظراً لأن الحركة الـ "ما بعد حداثية" ترفض التعريفات والتقييمات، أي ترفض أية سلطة مسبقة لتقييم منتجاتها.
فمنظرو هذه الحركة، التي ارتبطت مع طغيان وسائل الاتصال بين أرجاء العالم والكم الهائل من المعلومات التي يتم تناقلها، جعل الما بعد حداثيين يرفضون مفهوم "المركز"، أي الجهة التي تدّعي امتلاك الحقيقة وشرعيتها، إذ لا مركزيّة في نظرهم لأي شيء: المعرفة، الجنس، التاريخ، كلها خاضعة للتشكيك.
تهاجم "ما بعد الحداثة" وتفكك كل المركزيات عدا الفكرة الأساسية التي تقوم عليها وهي" اللاتعيين"، ما جعل كل مفكر وباحث يقدم تصوره عن ما بعد الحداثة ومكوناتها.
2- انهيار السرديات الكبرى
يرتبط هذا المصطلح بما بعد الحداثة وتعريفها، فبما أنه لا يوجد حقيقة واحدة، وبالتالي تتلاشي سلطة ما يسمى بـ "السرديات الكبرى" أو النظريات التي تفسر الكون وعلاقاته بصورة كاملة، فالحقيقة التي تدعيّ امتلاكها لم تعد مجديّة، وهذا يرتبط بالدين والحركات الفكرية الكبرى.
لكن ما بعد الحداثة قدّمت ما يعرف بالسرديات المضادة، التي تفسر وضعيّة تاريخية أو الأحداث التاريخية وفق شروطها ومعطياتها الخاصة، ثم تفكك نفسها، بالتالي لا يمتلك أحد الحق باحتكار الحقيقة، كما هو الحال مع الأديان، التي تقدم تفسيرها لحقيقة الكون والعلاقات البشريّة.
3- التاريخ كصورة
ترتبط ما بعد الحداثة بالتاريخ والموقف منه، بوصفه لا يمثل الحقيقة. إذ ترى أن التاريخ عبارة عن حكايات أو تصورات سببها وسائل الإعلام من جهة و"الحكايات" التاريخية من جهة أخرى.
ونتيجة هذا التراكم الهائل، فَقد التاريخ قدرته على تمثيل الواقع، إذ أصبح واقعاً فائقاً، أي شديد الواقعية لأن "الصور" التي تمثّله تُنتج عبر مؤسسات تعكس صورة للواقع متماكسة بصورة "خارقة"، سواءً كانت إيجابية أم سلبيّة، لكنها لا تمثل "الواقع"، بالتالي نحن نؤمن بنسخ من الواقع يقدمها التاريخ وما هو اصطناعي واستهلاكي، لا ما هو حقيقي.
4- صعود الهوامش
نتيجة انهيار المركزيات الذي ذكرناه سابقاً، بدأت الهوامش تظهر في عالم ما بعد الحداثة، والمقصود بالهوامش الحركات والتجمّعات التي تم إهمالها عمداً ولم يُسمح لها بتقديم خطابها أو نظريتها للكون، مثل خطاب الجنون، والحركات النسوية، والمثليّين، وسكان المستعمرات، والأقليات، فهذه الهوامش في ظل ما بعد الحداثة تخرج من تصنيفات الهامش، وتقدم نصوصها وخطابها ومحاولاتها لتفكيك الصورة النمطيّة التي رسخها المركز عنها.
5- الموقف من الفن والأدب
لا يقتصر تأثير ما بعد الحداثة على الحركات الاجتماعية والسياسية، بل هي موقف متكامل من العالم يمتد تأثيره إلى الأدب والفن، إذ قدمت ما بعد الحداثة العديد من التقنيات التي أقامت ثورة في عالم الفن والأدب لأهميتها الجمالية إلى جانب السياسيّة.
أصبحت هذه التقنيات وسيلة للتشكيك بالفن ذاته وبالتاريخ، ففي السرد توجد: تقنيات ما فوق النص، (حكاية عن حكاية أو عمل أدبي)، كذلك التخييّل التاريخي والسرد النرجسي، والتي بالرغم من أسمائها التي تبدو غريبة لكنها تجارب أدبيّة لا يمكن إنكار أهميّتها. ويمكن تلمسها في العالم العربي في أعمال الروائيين: سمير قسيمي - كمال الرياحي - علي بدر- مها حسن- حسن بلاسم.
وينطلي ذلك على الفنون البصريّة، فما بعد الحداثة قدم نظريات وجماليات خاصة بتقنيات البارودي، أي تقديم عمل فني يسخر من "صورة التاريخ" ويقدم أعمالاً تاريخية تشكك به وبمرجعياته.
6- حقيقة الجسد
تقوم ما بعد الحداثة على أساس الجسد، بوصف الأفكار مكونات غير مادية لينتصر الجسد كونه يختزن الحقيقة والتجربة التاريخيّة. وهذا ما نراه في فنون الأداء والاحتجاجات، فالجسد هو الحقيقة الوحيدة، والمخاطرة والاختبارات التي يخضع لها هي إمعان في تحقيق وجوده في ظل الكم الهائل من الصورة والنصوص والقوانين، التي تحاول تقييده أو تأطيره.
7- الفن الشعبي والفن الراقي
ضمن عالم ما بعد الحداثة، لا توجد تقييمات على أساس مُنتجي العمل الفني، إذ يتداخل الفن الشعبي مع الراقي، كإعلانات الطرق مع القصائد الكبرى. ويُعتبر أي منتج فني ذو جماليات خاصة وشِعريات تجعله مميزاً دون التقييم الجمالي المرتبط بالطبقة الاجتماعية المنتجة.
أدت كثرة استخدام هذا المصطلح إلى تشويش معناه وضياعه بل واعتباره حجة للقيام بأمور دون مبررات منطقية، كتقييم عمل فني لم يلق استحباباً لدى الجمهور، لكن المصطلح يحمل معانٍ عميقة وهامة تعكس تحولات فكرية جذرية ومحورية شهدتها البشرية في القرنين الماضيين.
ولفهم معاني وتبرير استخدام هذا المصطلح، نقدم لمحةً موجزةً عن عناصر هذا المصطلح، حتى تتمكن من استخدامه مستقبلاً في السياق المناسب.
1- لامركزية ما بعد الحداثة
يعد مصطلح ما بعد الحداثة غامضاً بعض الشيء، نظراً لأن الحركة الـ "ما بعد حداثية" ترفض التعريفات والتقييمات، أي ترفض أية سلطة مسبقة لتقييم منتجاتها.
فمنظرو هذه الحركة، التي ارتبطت مع طغيان وسائل الاتصال بين أرجاء العالم والكم الهائل من المعلومات التي يتم تناقلها، جعل الما بعد حداثيين يرفضون مفهوم "المركز"، أي الجهة التي تدّعي امتلاك الحقيقة وشرعيتها، إذ لا مركزيّة في نظرهم لأي شيء: المعرفة، الجنس، التاريخ، كلها خاضعة للتشكيك.
تهاجم "ما بعد الحداثة" وتفكك كل المركزيات عدا الفكرة الأساسية التي تقوم عليها وهي" اللاتعيين"، ما جعل كل مفكر وباحث يقدم تصوره عن ما بعد الحداثة ومكوناتها.
2- انهيار السرديات الكبرى
يرتبط هذا المصطلح بما بعد الحداثة وتعريفها، فبما أنه لا يوجد حقيقة واحدة، وبالتالي تتلاشي سلطة ما يسمى بـ "السرديات الكبرى" أو النظريات التي تفسر الكون وعلاقاته بصورة كاملة، فالحقيقة التي تدعيّ امتلاكها لم تعد مجديّة، وهذا يرتبط بالدين والحركات الفكرية الكبرى.
لكن ما بعد الحداثة قدّمت ما يعرف بالسرديات المضادة، التي تفسر وضعيّة تاريخية أو الأحداث التاريخية وفق شروطها ومعطياتها الخاصة، ثم تفكك نفسها، بالتالي لا يمتلك أحد الحق باحتكار الحقيقة، كما هو الحال مع الأديان، التي تقدم تفسيرها لحقيقة الكون والعلاقات البشريّة.
3- التاريخ كصورة
ترتبط ما بعد الحداثة بالتاريخ والموقف منه، بوصفه لا يمثل الحقيقة. إذ ترى أن التاريخ عبارة عن حكايات أو تصورات سببها وسائل الإعلام من جهة و"الحكايات" التاريخية من جهة أخرى.
ونتيجة هذا التراكم الهائل، فَقد التاريخ قدرته على تمثيل الواقع، إذ أصبح واقعاً فائقاً، أي شديد الواقعية لأن "الصور" التي تمثّله تُنتج عبر مؤسسات تعكس صورة للواقع متماكسة بصورة "خارقة"، سواءً كانت إيجابية أم سلبيّة، لكنها لا تمثل "الواقع"، بالتالي نحن نؤمن بنسخ من الواقع يقدمها التاريخ وما هو اصطناعي واستهلاكي، لا ما هو حقيقي.
4- صعود الهوامش
نتيجة انهيار المركزيات الذي ذكرناه سابقاً، بدأت الهوامش تظهر في عالم ما بعد الحداثة، والمقصود بالهوامش الحركات والتجمّعات التي تم إهمالها عمداً ولم يُسمح لها بتقديم خطابها أو نظريتها للكون، مثل خطاب الجنون، والحركات النسوية، والمثليّين، وسكان المستعمرات، والأقليات، فهذه الهوامش في ظل ما بعد الحداثة تخرج من تصنيفات الهامش، وتقدم نصوصها وخطابها ومحاولاتها لتفكيك الصورة النمطيّة التي رسخها المركز عنها.
5- الموقف من الفن والأدب
لا يقتصر تأثير ما بعد الحداثة على الحركات الاجتماعية والسياسية، بل هي موقف متكامل من العالم يمتد تأثيره إلى الأدب والفن، إذ قدمت ما بعد الحداثة العديد من التقنيات التي أقامت ثورة في عالم الفن والأدب لأهميتها الجمالية إلى جانب السياسيّة.
أصبحت هذه التقنيات وسيلة للتشكيك بالفن ذاته وبالتاريخ، ففي السرد توجد: تقنيات ما فوق النص، (حكاية عن حكاية أو عمل أدبي)، كذلك التخييّل التاريخي والسرد النرجسي، والتي بالرغم من أسمائها التي تبدو غريبة لكنها تجارب أدبيّة لا يمكن إنكار أهميّتها. ويمكن تلمسها في العالم العربي في أعمال الروائيين: سمير قسيمي - كمال الرياحي - علي بدر- مها حسن- حسن بلاسم.
وينطلي ذلك على الفنون البصريّة، فما بعد الحداثة قدم نظريات وجماليات خاصة بتقنيات البارودي، أي تقديم عمل فني يسخر من "صورة التاريخ" ويقدم أعمالاً تاريخية تشكك به وبمرجعياته.
6- حقيقة الجسد
تقوم ما بعد الحداثة على أساس الجسد، بوصف الأفكار مكونات غير مادية لينتصر الجسد كونه يختزن الحقيقة والتجربة التاريخيّة. وهذا ما نراه في فنون الأداء والاحتجاجات، فالجسد هو الحقيقة الوحيدة، والمخاطرة والاختبارات التي يخضع لها هي إمعان في تحقيق وجوده في ظل الكم الهائل من الصورة والنصوص والقوانين، التي تحاول تقييده أو تأطيره.
7- الفن الشعبي والفن الراقي
ضمن عالم ما بعد الحداثة، لا توجد تقييمات على أساس مُنتجي العمل الفني، إذ يتداخل الفن الشعبي مع الراقي، كإعلانات الطرق مع القصائد الكبرى. ويُعتبر أي منتج فني ذو جماليات خاصة وشِعريات تجعله مميزاً دون التقييم الجمالي المرتبط بالطبقة الاجتماعية المنتجة.
-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~-~
اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
مواضيع مماثلة
» وفاة الكاتب المصري عاطف العراقي أستاذ الفلسفة الاسلامية
» مصطلح الثقافة
» تحتاج للهروب بعيداً
» بعيداً عن الأنانية.. تعلم كيف تحب نفسك
» مصطلح ومعني // صاروخ بالستي
» مصطلح الثقافة
» تحتاج للهروب بعيداً
» بعيداً عن الأنانية.. تعلم كيف تحب نفسك
» مصطلح ومعني // صاروخ بالستي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 10:39 am من طرف STAR
» واتساب تختبر ميزة جديدة لنقل الملفات ومشاركتها دون اتصال بالإنترنت
أمس في 10:36 am من طرف STAR
» تشافي يتراجع عن قراره!
أمس في 10:36 am من طرف STAR
» ماسك الأفوكادو والموز للشعر.. كنز غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية
أمس في 10:35 am من طرف STAR
» شرائح اللحم مع صوص المستردة
أمس في 10:34 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الاربعاء 24/4/2024 وقنوات الناقلة
2024-04-24, 10:16 am من طرف STAR
» قائمة بأغلى الدول للإقامة في أوروبا... تعرفوا إليها
2024-04-24, 10:13 am من طرف STAR
» عصر جديد .. بتقنية QPower شيري تتواجد في معرض بكين الدولي للسيارات
2024-04-24, 10:13 am من طرف STAR
» يحارب البكتيريا والحساسية والسرطان.. بالأبحاث العلمية زيت مذهل يحميك من الأمراض
2024-04-24, 10:12 am من طرف STAR
» دون اتصال بالإنترنت | واتساب تختبر ميزة جديدة.. فما هي؟
2024-04-24, 10:11 am من طرف STAR
» نصف العدد بالقاهرة .. مصر الثانية إفريقيًا في عدد الأثرياء
2024-04-24, 10:11 am من طرف STAR
» دجاج بالبطاطس والصلصة
2024-04-24, 10:09 am من طرف STAR
» مباريات اليوم الثلاثاء 23/4/2024 وقنوات الناقلة
2024-04-23, 6:28 pm من طرف STAR
» سيدة روسية تثير دهشة الأطباء بعدما أنجبت للمرة الثالثة طفلا بـ12 إصبعا في قدميه
2024-04-23, 6:26 pm من طرف STAR
» أربعة أخطاء رئيسية منك تتسبب في تعطل سيارتك.. كن حذراً ولا تهملها
2024-04-23, 6:25 pm من طرف STAR