مواطنو فيس بوك الليبي.. الحياة الموازية لما يزيد عن 2 مليون مستخدم

عندما نقول الفيسبوك الليبي فإن الذاكرة تستدعي الكثير من الأحداث التي تتركز أغلبها، وتتمحور حول 17 فبراير، التي كان للفيسبوك – كمنصة – دور فاعل فيها ، وأيضاً ما رافق هذه المنصة من تعليقات وطرائف ظلت تتردد إبان الحرب، وإن اختفت بعدها ، إلا أن الفيسبوك ظل نشطاً وفاعلاً ومؤثراً في المجتمع الليبي –واقعاً- والذي تعامل معه بطريقته، وأسبغ عليه الكثير من نشاطه.

والمقصود بالفيسبوك الليبي مجتمع التواصل الاجتماعي الليبي على منصة الفيسبوك، وهي محاولة، للوقوف على أهم نقاط هذا الحراك المجتمعي، في محاولة للفت النظر بمسؤولية ما ينشر على الفيسبوك وأهميته ،و استكشاف هذا الحراك على الشبكة، والذي يعد ممارسة حياتية اجتماعية موازية .

أول علامة فيسبوك ليبية

في العام 2011، حققت ليبيا قفزة كبيرة في عدد مستخدمي الفيسبوك جعلتها حديث المجتمع الشبكي، عندما سجلت أسرع نموٍ في عدد مستخدمي الفيسبوك، وصل إلى 588.86%، إذ قفز عدد المستخدمين من: 316,460 ألف مستخدم، إلى: 586,980ألف مستخدم، بزيادة قدرها 270,520 ألف مستخدم ، والسبب الرئيسي، وراء هذه الزيادة، شركة ليبيا للاتصالات والتقنية،التي أتاحت الإشتراك في خدمات الإنترنت،و باعت أجهزة “الواي ماكس” بواسطة فروعها في كل المدن الليبية.

ومن المعروف أن الفيسبوك هو أحد وسائل التواصل والحشد التي استخدمت قبل وإبان 17 فبراير، ولقد رصدت كلية دبي للإدارة الحكومية هذا التأثير من خلال دراسة خاصة، فسجل نسبة تأثير وصلت إلى 4.3% يوم 17 فبراير 2011، أما آخر الإحصائيات والتي يرصدها IWS في نوفمبر 2015، فتقول بأن عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في ليبيا يصل إلى: 2.4 مليون مستخدم، من إجمالي عدد السكان المقدر: 6,411,776 مليون نسمة، وأن جميعهم أي الـ2.4 مليون يستخدمون الفيسبوك.

تشير الإحصائيات إلى أن الفيسبوك هو منصة التواصل الاجتماعي رقم واحد لمستخدمي الإنترنت في ليبيا –وعالمياً-، وفي ظني ذلك يعود، لجملة من الأسباب أهمها:

أن الفيسبوك منصة متكاملة، يمكنها أن تكون بديلاً عن الإبحار الشبكي خارجها.

الإمكانيات التي تتيحها، للمستخدمين، الكتابة، إضافة الصور، ومقاطع الفيديو.

مساحة التعبير المفتوحة ، وغير المقيدة بعدد حروف أو حجم.

تحقق التواصل الفعال والتفاعل،أيضا سرعة الوصول للمعلومة.،وإمكانية الحشد، وتوفير الدعم.

وإذا كان الاستخدام الكبير للفيسبوك يتمثل في المحادثات، والهاتف المحمول الوسيلة الأكثر استخداماً للوصول للفيسبوك وبقية منصات التواصل الاجتماعي، فإن فترة المساء حتى الليل هي الفترة الأكثر نشاطاً على الفيسبوك، تعقبها فترة صباحية قليل النشاط، ثم فترة الظهيرة بوتيرة أعلى.

الحراك الليبي على الفيسبوك

يعكس الحراك الليبي على الفيسبوك، أهم القضايا التي يتم الحوار حولها، وأيضاً أهم النقاط التي تجمع وتفرق، وكذلك معرفة درجة تأثير النشطاء. وعلى هذا الأساس، يمكن تقسيم مستخدمي الفيسبوك إلى 5 مجموعات:

واقعيون: وهم من يستخدم الفيسبوك في حده الأدنى، أي عند الضرورة .

مؤثرون : هم مجموعة الطموح، والذين يبحثون عن إثبات ذواتهم، وعن الأفضل في الحياة، وهم نشطون ويسعون لتحقيق اتصال وتفاعل بشكل دائم ونشط، من خلال منشوراتهم، ومشاركتهم للمناشير، لذا فهم ينخرطون في المجموعات، وينشطون على الصفحات.

هاربون : وهم الهاربون من واقع الحياة، إلى حياة موازية، يمارسون فيها الاتصال والتواصل الاجتماعي الذي لا يستطيعونه في الواقع.

مستكشفون : تتميز هذه المجموعة بسعيها للاستكشاف، والوصول للمعلومات، بالتالي فالفيسبوك وسيلة للوصول للمعلومة، والمعرفة، أياً كان نوعها. وهم بارعون في الوصول لما يريدون، وأيضا يتعلمون بسرعة وليس من الشرط أن يتم تبادل المعلومات مع الآخرين.

ناشطون : وهم يمثلون نسبة كبيرة من مستخدمي المنصة، ويتمتعون بشبكة تواصل كبيرة، وينخرطون في أكثر من مجموعة، وينشطون على أكثر من صفحة، والتي توافق مجال نشاطهم، أو تحقق أهدافهم. فهم يحافظون على نمط نشط من التواصل مع المستخدمين الآخرين .

الفيس بوك الليبي المنصة الإخبارية للحكومة والشعب

خارج دائرة التواصل والاتصال، لو راجعنا أعلى 10 حسابات متابعة على الفيسبوك، فسنجد 4 صفحات مصنفة كصفحات إخبارية، منها صفحة ليبية إخبارية واحدة، وهي صفحة موقع عين ليبيا الإخباري، أما بقية الصفحات فهي صفحات إخبارية لمواقع ومؤسسات عربية. ويبلغ عدد متابعي صفحة موقع عين ليبيا الإخباري 1,246,942 متابع من داخل ليبيا.

3 صفحات، ذات طابع مجتمعي، لكنها تقدم خدمة إخبارية، وهذه الصفحات: سيدات ليبيا، ليبيا فقط، الخال، وتحتل المراكز الثلاث الأخيرة في القائمة.

3 صفحات، ذات طابع مجتمعي لتقديم المعلومات: العامة، والثقافية، والصحية. وهي صفحات عربية: التفاح الأخضر، ونصائح عامة، وثقف نفسك.

القائمة الثانية التي نتوقف عندها، قائمة الصفحات المصنفة كصفحات سياسية:

وتتصدرها صفحة وزارة الاتصالات والمعلومات، بعدد 417,403 متابع،تليها صفحة السفارة الليبية في ليبيا، بـ 327,312 متابع ،ثم صفحة الحكومة الليبية، وهي حاصلة على العلامة الزرقاء للفيسبوك، بعدد 270,403 متابع .

من الواضح أن الوضع الراهن في ليبيا، هو السبب الأساسي لتوجه مستخدمي الفيسبوك في ليبيا للبحث عن الأخبار، والوقوف على أهم المواقف والأوضاع السياسية في ليبيا ،وتعتبر الصفحات الإخبارية، أو ذات الطابع الإخباري، هي أكثر الصفحات نشاطاً على الفيسبوك، سواء كانت هذه الصفحات عن مؤسسات إخبارية، أو صفحات انشأها أشخاص عاديون ،إذ ما يميز الأخبار على الفيسبوك، هو سرعة المواكبة والانتشار، والدليل على مدى تأثير الفيسبوك في المجتمع الليبي، اعتماد حكومة الوفاق الوطني، عليه في نشر نشاطاتها وقراراتها وبياناتها.