صحفي أمريكي يجري حوارًا مع مسؤول بداعش.. اقرأ نص الحوار

أجرى الصحفي ماكيل ويس بموقع ديلي بيست
الأمريكي حوارا مع مسؤول بداعش.
وقال ويس: "باستثناءات نادرة، فإن الأعضاء
النشطين بداعش يشعرون بخجل مشبوه من الحديث
لصحفيين أجانب".
وتابع: "السبب في ذلك يمثل في أن تنظيم داعش
استثمر بصورة غليظة في مجال الإعلام طالبا من
أعضائه أن يستقوا أخبارهم من التنظيم ولا
يتخذون الإعلام الغربي كمصدر أخبار".
ويطلق داعش على الإعلام الغربي اسم الصحافة
الصهيونية الصليبية، واصفا كل ما تنقله
بالأكاذيب.
الحقيقة المطلقة عند داعش هي "الدولة
الإسلامية" والتي لا يمكن فهمها من وجهة نظر
التنظيم إلا عبر الانضمام لها والاستماع إلى
ما يقوله المجاهدون.
وأردف ويس: "على مدى أسابيع، كن على اتصال برجل
سأطلق عليه اسم "أبو جهاد" وحاولت إقناعه
بمحاولة التحدث إلى صحفي أمريكي، ووافق في
النهاية على مضض".
وتابع: "لكن كجزء من الصفقة، طلب مني أبو جهاد
عدم الإفصاح عن شخصيته الحقيقية أو دوره
الحالي في التنظيم، فيما عدا القول إنه مسؤول
بارز أو متوسط".
أبو جهاد هو مواطن وموظف في خلافة داعش، ويعيش
في مدينة الرقة التي تعتبر العاصمة الفعلية
للتنظيم.
وبشكل رئيسي، كن مهتما بمعرفة عقلية مؤمن
حقيقي بأفكار داعش.
وإلى نص المقابلة:
ماذا تفعل من أجل داعش؟
أبو جهاد: أشغل العديد من الوظائف، وهذا لا
يهم، بل الأهم هو دورنا أثناء الحرب. ستجد
قضاة وعلماء وأطباء وممرضين، كلهم سواسية
ويحاربون عدو الله.
حسنا، إذا ماذا كانت وظيفتك قبل الثورة
السورية؟ ومتى وصلت إلى سوريا؟
أنا من غزة، لكني ولدت ونشأت في الكويت التي
اضطررنا إلى مغادرتها والذهاب إلى مصر في حرب
الخليج الأولى، ودرست في مصر التي تخرجت فيها
من الجامعة، وذهبت إلى سوريا أوائل 2012.
هل انضممت إلى داعش مباشرة، أم عبر انشقاقك عن
جماعة جهادية أخرى؟
انضممت في البداية لجبة النصرة، المعروفة
الآن باسم جبهة فتح الشام.
وخلال القتال بين النصرة وداعش في أوائل 2014،
انضممت إلى التنظيم الأخير لأنه كان على وشك
إعلان ميلاد الدولة الإسلامية، بينما لم يكن
لدى النصرة رؤية واضحة.
ماذا يعني العيش في مدينة الرقة الآن؟ وما هو
تأثير حرب التحالف على المعنويات والنظام
بالنسبة لداعش؟
الحمد لله الذي منحنا الفرصة في حياتها لرؤية
تكوين الدولة الإسلامية، وعاصمتها الرقة
وستظل كذلك للأبد.
لدينا حياة إسلامية جيدة هنا. صحيح هناك ضربات
جوية لكنا مسلمون ونعرف أن الأمر لن يكون سهلا
بالنسبة له لتكوين دولتنا. نعرف أننا سعاني
ونجابه صعوبات على امتداد الطريق.
إذا نظرت إلى مفهوم إقامة أي دولة في الماضي،
ستجد أنها تمر بما مرت الآن. الولايات المتحدة
مثلا مرت بحرب أهلية إلى أن أصبحت على ما هو
عليه الآن، كما مرت فرنسا بثورة استمرت 30
عاما.
نحن لم نعلن دولتنا الإسلامية إلا قبل عامين،
ويحاربنا العالم بأسره، ورغم ذلك استطعنا مد
نطاقنا الإقليمي وأصبحنا في كل مكان بالكرة
الأرضية".
وعلق الكاتب: "في الواقع خسر داعش نحو نصف
أراضيه التي استحوذ عليها في يوليو 2014 في
العراق، ونحو خمس المناطق في سوريا، وأعلن عن
ولاية سيناء في شبه جزيرة سيناء، وكذلك له
تواجد في ليبيا وأفغانستان وروسيا، علاوة على
مجموعة من الهجمات المرتبطة بالتنظيم في
أنحاء العالم.
كيف تجد الدعم الداخلي لداعش بين سكان الرقة؟
أهل الرقة هم سكان عاصمة الدولة الإسلامية،
ويحبون الطريقة التي يعيشونها، ويقطنون في
سلام وأمان. البعض من سكان المدينة غادر لكن
معظم الناس هنا يفضلونها على العالم بأسره.
داعش فقد الكثير من القيادات البارزة خلال
آخر عامين مثل أبو علي الأنباري وأبو مسلم
التركماني والآن أبو عمر الشيشاني، هل تعتقد
أن قتلهم يؤثر على حظوظ التنظيم؟
قتل قيادات وأمراء داعش لا تأثير له علينا.
لأن الأشخاص والأسماء لا تهم، الشيء الأكثر
أهمية هي الأيديولوجية.
في عام 2006، قتل الأمريكان أبو مصعب الزرقاوي
مؤسس قاعدة العراق، والكثيرين غيره، لكن ذلك
لم يعرقل تقدم وتأسيس الدولة الإسلامية.
أبو بكر البغدادي مجرد رجل، هو الشخص الذي
أعلن مولد الدولة الإسلامية، لكن يعمل على
درب سابقيه.
النبي محمد مات منذ 1400 عاما، هل يمكن أن تقول
إن الإسلام انتهى؟ سيكون هناك رجال يكرسون
أنفسهم من أجل الله.
يمكنهم أن يقتلوا الأشخاص، لكن الأيديولوجية
مستمرة، ولن تموت.
هل تظن أن داعش سيفقد الرقة والموصل هذا
العام؟ ماذا يقول الجهاديون حول فقدان مدينة
منبج؟
لم نفقد منبج، لكن كان علينا التراجع من أجل
سلامة المدنيين، ثمة مئات من الضربات الجوية
يوميا، وعموما خسارة معركة لا تعني خسارة
حرب".
ما هي خطط داعش للهجوم على الغرب خارج سوريا
والعراق؟ لقد شاهدنا ماذا فعل التنظيم في
فرنسا وبلجيكا وتركيا ولبنان وأماكن أخرى؟
أشقاؤنا في أوروبا والولايات المتحدة وكافة
العالم يجهزون مفاجآت، ماذا فعلنا سابقا مجرد
مزحة مقارنة بما سيأتي مستقبلا.