الهواري: أصدرنا بيانا يدين طريقة قتل القذافي فحاربوني وأرادوا قتلي

ناصر الهواري شخصية ليبية مثيرة للجدل هو حقوقي ونشط إعلاميا لكنه من حيث المؤهلات الاكاديمية متحصل على بكالوريس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ( قاريونس ) بنغازي ، من مواليد سبعينيات القرن الماضي وقد ولد في مصر، وجد نفسه في هذا الحقل الملغوم بلا استعداد أو تأهيل مسبق، معركته كانت شاقة ويبدو أنها طويلة ومكلفة جدا، تصل إلى درجة أن تكلفه حياته..

الحديث معه يغوص بك في خفايا وخبايا لا يعلمها الا قليل، في هذا الحوار يتحدث الى إيوان ليبيا بقلب مفتوح، ويكشف الكثير من الأسرار ويسقط الضوء على كثير مما كان يدور وراء الأبواب المغلقة..

فيما يلي الجزء الأخير من النص الكامل لما تضمنه هذا الحوار:

راض عن نفسي ولكنهم حاربوني:

أحمد الله انى راضٍ عن ذاتى وعن ما قمت به، وما اقوم به لله، وانا انطلق من من كتاب الله وسنة رسول الله، وانا لست تابعا لاي تيار، وقد حسبوني على حزب محمود جبريل لأني قمت مرة بدورة تدريبية لتدريب بعض أعضاء التحالف على العملية الانتخابية فى فندق الودان بطرابلس، محمود جبريل على المستوى الشخصي صديق ولكن لا انتمى لحزبه، وفى وقت من الاوقات حسبوني على الازلام لاني دافعت عن احمد قذاف الدم ودافعت عن قيادات النظام السابق وأنكرت طريقة مقتل معمر القذافي بتلك الطريقة البشعة، وأصدرت بيانا يوم 21 أكتوبر ثاني يوم مقتل القذافي فحاربوني . وفى ظل ما يحدث فى ليبيا لست مستعدا للانتماء لاي تيار او حزب واقول انا كحقوقي ان الساسة خذلونا..

هؤلاء ساعدونا وهؤلاء خذلونا:

كل أعمالنا كنا نديرها بمجهود شخصي وبتبرعات من شبابنا وعددهم قليلي ولم نتلق أي دعم من الدولة فحتى المشروعات التي قمنا بها وكان من المفترض الدولة تمولها لم يحدث الا مرة واحدة فى مشروع واحد فقط . وهنا اذكر شخص وقف معي كثيرا وهو الاستاذ عادل الذيب وهو موجود فى القاهرة الآن وهو أحد المهجرين قد دعمنا فى أعمالنا الحقوقية ساندنا ماديا ومعنويا ولا يزال، أما كجهات رسمية فلم يساعد احد وأخيرا أنجزنا كتابا عن تاورغاء ومأساتها وهو بعنوان ” تاورغاء والرحيل المر” وتقرير منظمة ضحايا وتم عرض الطباعة على رجال الاعمال مثل حسنى بى وعدنا بطباعته ومر أسبوع واثنان وأصبح لا يرد حتى الرد على مكالماتنا.. وهنا أقول ان العمل الحقوقي لا يتوقف على الاموال وان كان يساعد فى السفر والإقامة وغيرها فقد كنت خلال رئاستي للمرصد كنت اقيم انا واخى وصديقى سالم الحاسى فى غرفة فى طرابلس ب 20 دينار فقط كلانا فى نفس الغرفة بينما قادة الدولة والذين لا يقدموا شيئا يقيمون فى فنادق فارهة والعمل الذى قمنا به لن ينساه التاريخ..

دافعت عن المهجّرين فصرت مهجرا وهددوني بالقتل:

أعتبر نفسي مهجرا، فانا بعد الذى حصل فى بنغازى ووقوفى فى وجه الميلشيات تم تهديدي بالقتل، فتركت بنغازى.

انا مولود فى مصر واعيش فيها والكثير يقول عنى انى عائد مهجر ولى الشرف حتى إذا اعتبروني مصري فليس لى مكان إلا مصر حيث اعتبرها المكان الحنون وفيها السكن الرخيص فجئت هنا وقد حاولت العودة بعد عملية الكرامة ولكن تم تهديدي بالقتل الى جانب خوفي على عائلتي ، ولا استطيع الذهاب لبنغازي وسط هذه الميلشيات خوفا أن يتم خطف احدهم او اختطافي وربما قتلى، ولا أستطيع العودة لطبرق او البيضاء لوجود أنصار او أقارب او جيوب لهذه المجموعات فيهما..

فبراير أدخلت التهجير إلى قاموس الليبيين:

التهجير بدا في 17 فبراير . العائلات التابعة لنظام القذافي او التى كانت مؤيدة وأغلبهم عائلات جنود وضباط فعاشوا حياة صعبة حيث تم إيقاف مرتباتهم والبعض كان شباب متطوع فى الجيش ليس لهم مرتبات والكل يعانى صعوبة الحياة في مصر وكمواطن غريب يرغب فى العيش فى مكان لائق وآمن وهذا يتطلب 4000 جنيه او أكثر وان لجأ لمكان رخيص ففيه كثير من العيوب .

البعض منهم عمل في أعمال دنيا كغسيل سيارات ومطاعم حتى بعض البنات والسيدات الليبيات صرن يمتهن التسول وقد رأيناهن ويقال ان البعض قد جلس فى المقابر ولكنى لم أقف بنفسي على حالة منهم . بعض السيدات ليس لها عائل وبعضهن زوجها او أبيها قابع فى السجون وأمامهن اما الحفاظ على شرفهن والعمل كخادمات والسكن فى اماكن غير لائقة كالقبور او بيع أنفسهن، ولازالت العائلات تعانى حتى بعد عمليه الكرامة وقد نزحت عائلات جديدة من بنغازى وورشفانة وتاورغاء، والسكن والايجار فى ليبيا مرتفع والسيولة في أزمة والكثير ليس لهم رواتب كما أسلفت، وقد جاءت لجنة وأعطت مجموعة واحدة فقط منحة 400 دولار وبعدها لم ير احد من النازحين شيئا، ويقال ان المبلغ المرصود كمنحة للنازحين 5 مليون دولار فأين باقي المبلغ ؟؟؟ وهذا من الفساد الموجود فى الدولة فلا يوجد منظمات فاعلة , هيئة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة لما لا يتابعون أين ذهبت هذه الأموال ؟؟ فسيجدوا فسادا كبير فى هذا الملف والمشكلة عندما ترفع بلاغ للجهات الرقابية فانها تصبح حبيسة الأدراج فهيئة مكافحة الفساد ليس لديها عمل وديوان المحاسبة لم يفعل شيئا وديوان المحاسبة الموجود فى طرابلس برئاسة خالد شكشك هو الوحيد الذي يعمل وهو لا يعجبهم ويقولون انه فقد اصدر تقريرا يتكون من قرابة 500 صفحة عن أوضاع الفساد المالي والإداري فى ليبيا عام 2015 , اما الاجهزة الرقابية التابعة لمجلس النواب فلم تفعل شيئا فقط قنوات ولقاءات وسفر بين مصر وتونس وعندما تجلس معهم يدعون الوطنية، وفى الاخير لا نرى عملا لمجلس النواب ولا لحكوماته وكلهم كاذبون..

شبهات حول هيئة مكافحة الفساد:

عصام التاجورى أخونا وحبيبنا وصديقنا ولكن أقول وجوده ووجود آمال بو قعيقيص فى هيئة مكافحة الفساد أمر سيئ للغاية لانهم من النشطاء الفاعلين الذين لم يتلوثوا بملوثات السلطة، لكن عندما دخلوا أعطوهم مبلغ 36 ألف تم صرفهن في رواتب وإنشاءات ويقال ان هناك 35 مليون كان من المفترض ان تصرف فى هذا الديوان لكن تم إيقافها لان رئيسه السابق عليه اختلاسات وتجاوزات، ولكني أسأل عصام التاجورى وآمال بو قعيقيص : لكم الآن فوق من عام أين أعمالكم ؟؟ يفترض ان نرى اعمالا وتقاريرا ولكن لكى لا نكون متجنيين على هذه الهيئة سنقوم برفع بلاغ للهيئة عن ملفات بعينها لعله ملف الملايين التي صرفت للنازحين والمهجرين وسنرى ماذا سيكون رد فعل الهيئة وعملها وأنا لا أشك في نزاهة عصام التاجوري ولا آمال ولكن لاشك أن عملهم بطئ وعليهم أن يسرعوا الوتيرة وأنا أرى انه إن لم يقوموا بشيئ فيجب استبدالهم . فدور هذه الهيئات الملاحقة وإنعاش الذاكرة الليبية..

مشاعر الغربة تنهشني:

نعم فأنا اعانى ولا اعانى فأنا أشتاق لبنغازى وطرابلس وكل المدن وعندما ارى الميلشيات فى بنغازى تنعم بالجلوس فى شوارعها ونحن هنا فى مصر أتضايق ولكن كما اسلفت سابقا فأنا مولود فى مصر واعيش هنا واحصل على جميع الحقوق ومرتاح . صحيح حالتى المادية سيئة قليلا ولكن هذه ليست مشكلة واشتاق لمناطق بنغازى كالسلمنى والسرتية ولكن ليس لدى حيلة. صحيح سافرت عدة مرات لطبرق والبيضاء وورشفانة والزنتان ولكن هذه لا يعادل الاقامة فى بنغازى والتجول فى شوارعها…، وأضاف مبتسما : الراحة كل الراحة عندما تذهب الى شارع جمال وتأخذ سندوتشات البرجر وتشرب المكياطة , واتمنى عما قريب الرجوع الى بلادي.

هذا ما أتمنى:

ج_ على الصعيد الشخصى أتمنى أن أتمكن من فعل شئ فى مجال حقوق الانسان فى ليبيا . ورغم حبنا لمحمد العلاقى وصلاح المرغنى ولكنهم لم يستطيعوا تحقيق شئ.، وكلمتي للدولة والحكومة الليبية فى مجال حقوق الإنسان وبعيدا عن المهاترات السياسية..

أتمنى أن تقوم الدولة بعملها، لأن الدولة حقا لم تفعل شئ .

أتمنى ان يقوم قسم حقوق الانسان فى وزارة العدل بعمله كما ينبغي..

كما أتمنى من لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان ذلك..

واتمنى من البرلمان أن يفعّل المجلس الوطنى للحريات العامة وحقوق الانسان ولو حتى ان يتم انشاؤه فى طبرق او البيضاء او بنغازى وان كانوا غير قادرين او تنقصهم الخبرة او الجهد فلدينا كوادر فى منظمات المجتمع المدنى المحلية قادرين ان يفعلوا شئ وهم راغبين فى ذلك..

لعنات التاريخ ستلاحق هؤلاء:

إن التاريخ سيلعن كل من كان يستطيع ان يفعل شيئا لحقوق الإنسان ولم يفعل، والتاريخ سيلعن كل من كان قادرا على إعادة مهجر ولم يفعل، وسيلعن كل مسؤول كان قادرا على رفع التعذيب فى السجون ولم يفعل، وسيلعن كل من كان قادرا على إعادة الحقوق لأصحابها ولم يفعل .

يجب ان لا ينسى أحد أن أول ما يفصل به الله به بين الناس الحقوق والدماء، فالله لا يسامح في حق شخص طالما ان الشخص لم يسامح فى حقه…

أغرب القضايا التي رأيت في ليبيا:

واتمنى ان يشهد العام القادم تفعيل لمنظومة العدالة وتحريكها والمحاكم والنيابات فهناك قضايا لها ثلاث سنوات تنتظر البث فيها وهم أشخاص مسجونون على قضايا غريبة مثل: رفع العلم الأخضر وآخر لصورة القذافي وثالث كان في أحد الكتائب التابعة للقذافي وغيرها من القضايا التي تنتظر الحكم والعدالة