حماس تكشف عن اتصالات ليبية لتحريك ملف المصالحة

إسرائيل تستعجل صفقة الأسرى

العرب القطرية – 14-3-2010

كشف صلاح البردويل القيادي البارز بحركة حماس أمس، أن ليبيا تجري اتصالات مع مصر حاليا حتى تأخذ بملاحظات حماس على ورقة المصالحة التي وضعتها مصر في أكتوبر الماضي.

وأضاف البردويل 'لا يوجد أي جديد الآن في ملف المصالحة إلا جهود واتصالات ليبية، حتى تلين مصر مواقفها وتأخذ بملاحظاتنا'، مؤكداً أنهم لم يبلغوا حتى الآن بما وصلت إليه الجهود الليبية هذه، موضحا أن ليبيا ستبلغهم بذلك عندما تنجح جهودها، 'ومن المفترض أن يكون هناك نجاح'.

ونفى البردويل علم حركته بطلب الاحتلال الإسرائيلي من مصر استئناف جهودها بشأن إبرام صفقة تبادل الأسرى بين الحركة وإسرائيل المتوقفة منذ عدة أشهر، نتيجة تراجع إسرائيل عن موافقتها السابقة على الصفقة التي يرعاها المصريون ويجريها الوسيط الألماني.

وقال البردويل للصحافيين بغزة 'لا توجد أي تحركات جديدة حول إبرام صفقة تبادل الأسرى مع الكيان الإسرائيلي، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط'. وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مصدر في حركة حماس قوله: 'إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد الذي زار القاهرة الخميس الماضي طلب من مصر استئناف جهودها بشأن إطلاق سراح الجندي شاليط'.

ووفق المصدر، فإن 'إسرائيل تريد الإسراع في الصفقة لتحقيق هدفين في الوقت الحالي، هما التخلص من الضغوط الداخلية التي يتعرض لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تطالبه بالإسراع في إطلاق سراح شاليط، ثم صرف النظر عن مساعي إسرائيل لبناء 50 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية'.

وشدد البردويل على أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي بخصوص صفقة التبادل، حيث رفضت الموافقة على مطالب الحركة مقابل الإفراج عن شاليط، مؤكداً تمسك حركته بمطالبتها. وحول اتهامات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إيران بالوقوف وراء فشل المصالحة، قال البردويل: 'نحن لسنا بصدد توزيع اتهامات على دول وجهات، فالمسؤول عن تعطيل المصالحة عدم وجود إرادة لدى عباس، وقدرة لحسم الأمر، فحركة فتح تارة تحتمي بأعذار وادعاءات مغلوطة، وأحيانا تحتمي بالورقة المصرية، وتقول نحن فعلنا ما علينا وهذه هي المصالحة'.

وتابع 'فتح والسلطة تمارسان كل أنواع القمع والإقصاء في الضفة الغربية، وهي تريد مصالحة شكلية لا تغضب إسرائيل، ولا تريد مصالحة تعطي مجالا لحماسة كي تشارك بثقلها في الملف الفلسطيني ومنظمة التحرير، وهذا هو السبب الجوهري في تعطيل المصالحة'. وفي سياق آخر نقلت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وزير الأسرى السابق الأسير وصفي قبها من سجن النقب إلى إحدى المستشفيات عقب تدهور وضعه الصحي.

وحذر مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان مصلحة السجون من المساس بالأسير قبها، وعدم تقديم العلاج الطبي المناسب له، مشيراً إلى أن الأسير يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومصاب بمرض السكري.

وأوضح مدير المركز فؤاد الخفش أن قبها ظهرت عليه أعراض غريبة، حيث احمر لون جسده وتورمت قدماه بشكل مفاجئ، الأمر الذي استدعى إدارة سجن النقب إلى نقله بشكل سريع لأحد المستشفيات، ولم يعد للقسم منذ الخميس الماضي.

ويعاني الأسير قبها من الاعتقال الإداري منذ تاريخ 23/5/2007 حتى اللحظة، وهو ثاني أقدم أسير إداري، وأحد أركان الحركة الأسيرة الفلسطينية. وقال الخفش 'إن تعرض الأسير قبها لأي مكروه من شأنه أن يحدث ردة فعل كبيرة، كونه شخصية اعتبارية لها وزنها، فقد شغل أكثر من منصب مهم في الحكومة العاشرة وتقلد أكثر من وزارة'.

وطالب المؤسسات الحقوقية ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة التدخل السريع لتأمين الإفراج عن جميع المعتقلين المرضى وإغلاق ملف الاعتقال الإداري، الذي أصبح سيفاً مسلطاً على رقاب الأسرى وذويهم.

بارك الله فيك و في قلمك المبدع

ولك مني أجمل تحيه