جبال الصمت

كم نعيش ونحيا بين أشباح أجساد البشر ،
نصرخ تارة و نسكت تارة ،
نبتسم لهم حيناً ،
ونحزن لعدم إدراكهم لمعنى الحياة حيناً آخر ..

كم قذفت في جوانحنا الأيام لهم حنيناً وصدى ،
أحببناهم ولا ندري لأي سبب معروف ،
ولكن الله يعلم بما فعل ،
يقذف حب المؤمنين في قلب المرء بلا سبب ،
يآلف بينهم و يربط بين قلوبهم ...


كم تعبنا من حرث الأرض وبسطها ،
ونثرنا البذر والسماد وأنتظرنا المطر ،
كيف ستمطر السماء ولا غيم فيها ولا أي قطر ؟؟!!..

وهاهي الأرض الجدباء التي أحرثها ،
تخبرني عما تخفيه في باطنها من كنوز ،
تعتذر لتقصيرها و صلابتها التي كانت تعاملني بها ،
تشكو من جبال الصمت التي نشرت الوباء في ربوعها ..


عاتبتها و نثرت دموعي على ترابها ،
وكانت دموعي عذبة بعكس كل الدموع ،
فلما أرتوت منها عادت لها الحياة من جديد ،
قاومت مرضها الذي أصيبت به من جبال الصمت ،
َعَزمََت على نطق الحقيقة والبوح بما يجب أن تبوح به في كل حين ..

وماهي الحقيقة التي يجب أن تشهدي عليها أيتها الأرض ؟!


أجابتني بخجل وهدوء :
الحقيقة هي أنني صمت ُّحيث الصمت مذموم
ونطقت حيث النطق مشئوم
وألبست الحق ثوب الباطل
وقتلت العادل وأحييت الظالم
ساندت الرذيلة و أبتعدت عن الفضيلة ،
ولكنني اليوم عزمت على تغيير حياتي
و تتبعت آثار مماتي
قمت بكل عزم وإصرار
ونثرت من على جسدي غبار الجهل وخوف الضعفاء
عزمت على النطق بالحق حيث النطق يجب أن يكون
وأصمت عن الهفوات و نيران الغضب حيث الصمت يجب أن يكون
وعاهدت التقوى على الوفاء
وعقدت مع الطاهرين عهد الولاء


سأناضل ولو مات وتركني كل حي ،
سأناضل وإن منعت السماء عني مطرها ،
سأناضل وإن بقيت وحيداً في هذا الكون الفسيح ،

مشكورين ع المتابعة