فيننشال تايمز : نجل القذافي يلفت الانتباه كمصلح

فيننشال تايمز : نجل القذافي يلفت الانتباه كمصلح

القبس – 2/5/2010

كتبت هبه صالح من طرابلس مقالاً نشرته صحيفة فينانشيال تايمز، قالت فيه إن وجه العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي، يطل من لوحات ضخمة موزعة على كل مكان في طرابلس، عاصمة البلد الذي يحكمه منذ 40 عاماً. لكن نجله ذا العقلية الإصلاحية، سيف الإسلام القذافي، غالباً ما يتردد ذكره باعتباره الوريث المحتمل، ويحرص على أن يرسم صورة لنفسه باعتباره المدافع عن الحرية في بلد معروف عنه منذ زمن طويل انتهاكه لحقوق الإنسان.

وتقول الكاتبة إن القذافي الابن، الذي قال أخيراً إن الليبيين يجب أن ينعموا بنفس الحريات التي ينعم بها مواطنو هولندا، غالباً ما يظهر على خلاف مع أيديولوجية الدولة الأوتوقراطية التي أسسها والده. وتورد الكاتبة عن دبلوماسي غربي قوله: «تقديم نفسك كمرشح إصلاحي في بلد شاب مثل هذا هو أمر ذكي، لكن وكما هو واضح قد تكون له عواقب وخيمة. لكنني أعتقد أن هذا هو الطريق الذي اختاره لنفسه».

وتقول الكاتبة إن سيف الإسلام، الذي يحمل درجة الدكتوراه من مدرسة لندن للأعمال، ينسب إليه الفضل في المساعدة في تحسين علاقات ليبيا مع الغرب وتعزيز الاصلاح الاقتصادي، الذي يمضى بخطى بطيئة ومترددة.

وتشير الكاتبة إلى أن سيف الإسلام هو الابن الثاني من بين سبعة أشقاء، يعتقد أن البعض منهم لهم طموحات سياسية. لكن سيف الإسلام، البالغ من العمر 38 عاماً، هو الابن الوحيد الذي خلق لنفسه شخصية عامة، ويدعو بجرأة من أجل التغيير.

ويقول مراقب ليبي إن سيف الإسلام له «علاقة معقدة مع والده». فالعقيد القذافي قد أثنى علانية على ولاء نجله، لكن في الغالب كان يظهر أن القائد لا يعطي سوى تأييد حذر للمبادرات الإصلاحية لابنه الشاب. كذلك سيف الإسلام ليس هو المنافس الوحيد على وراثة الحكم: يقول المراقبون إنه يواجه منافسة من شقيق آخر واحد على الأقل، ويدعى معتصم، الذي يرأس وكالة أمنية ويعتبر أكثر محافظة.

وتلفت الكاتبة إلى أن معارضي الإصلاح حاولوا أخيراً زيادة نفوذهم على صناعة النفط الليبية، لكن مراقبين يقولون بوجود علامات أيضاً على أن سيف الإسلام قد عزز وضعه. ويستشهدون على ذلك بتدخله الرفيع المستوى في إطلاق سراح 202 سجين إسلامي الشهر الفائت، كثيرون منهم ظلوا وراء القضبان بعد انتهاء مدد أحكام السجن بحقهم. وفي خطوة جريئة على نحو خاص، تبنى في ديسمبر التقرير الأول حول حقوق الإنسان في ليبيا، والذي أعدته منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك. كذلك قامت منظمته الخيرية، مؤسسة القذافي للتنمية، بوضع أول تقرير حول حقوق الإنسان، والذي كان منتقداً للسلطات.

وجاء الإفراج عن السجناء بعد شهرين فقط من إعلان العقيد القذافي أن 300 معتقل من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، والذين قد أنهوا مدد الأحكام الصادرة بحقهم، قد يمكثون في السجن إذا ثبت أنهم كانوا أتباعاً لتنظيم القاعدة، وكان الإفراج عنهم يشكل خطورة. لكن سيف الإسلام وعد بأنه سيواصل مساعيه حتى «إطلاق سراح آخر شخص من السجن، إن شاء الله».

وتشير الكاتبة إلى أن الـ202 رجل الذي قد أطلق سراحهم يشملون قادة كبار في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، التي قتلت عشرات الجنود ورجال الشرطة في التسعينيات وحاولت اغتيال العقيد القذافي نفسه. لكن هذه الجماعة نبذت العنف في السجن بعد عملية مصالحة دامت ثلاث سنوات رعتها مؤسسة القذافي.

وفي النظام السياسي الليبي الغريب، يبقى عدم اليقين مسيطراً على الأثر الحقيقي لتدخلات سيف الإسلام، الذي لا يشغل منصباً رسمياً، بعدما رفض عرضاً لكي يصبح منسقاً مشتركاً «للقيادة الاجتماعية الشعبية»، وهو منصب يوصف بأنه ثاني أهم منصب في البلد.

وفي أكتوبر الفائت وجه العقيد القذافي طلباً رسمياً إلى سيف الإسلام لتبوؤ منصب رسمي، وهي الخطوة التي فسرت بشكل عام كعلامة على بداية عملية لإعداد سيف الإسلام ليرث والده في الحكم من بعده. لكن سيف رفض اقتراح والده، معللاً ذلك بأن ليبيا ليس لها دستور بعد، وأنه لا يريد الانضمام إلى لعبة سياسية لا تكون القواعد فيها شفافة ونزيهة.



فيننشال تايمز

مشكوراخى بوفرقة على التغطية

مشكورين على المرور اجعنكم ماتغيبو

سيبك منة مكاليب هى كلها

مشكورين على المرور اجعنكم ماتغيبو